«الصحة» والشركاء: «المسح الوطني» خطوة مهمة لرفاهية كبار السن

alarab
محليات 29 أكتوبر 2024 , 01:23ص
حامد سليمان

أعلنت وزارة الصحة العامة بالشراكة مع المجلس الوطني للتخطيط ومؤسسة حمد الطبية عن تنفيذ المسح الوطني للشيخوخة في دولة قطر، والذي تنطلق أعماله الميدانية في الفترة من 3 نوفمبر المقبل حتى 31 يناير 2025.
وعقدت الوزارة، أمس مؤتمراً صحفياً تحدث فيه ممثلو الجهات المشاركة في المسح والذي يأتي في إطار جهود دولة قطر لتعزيز صحة ورفاهية كبار السن، ولدعم الخطط والبرامج والمشاريع التي تخدم صحتهم وتعود بالنفع العام على المجتمع.
يستهدف المسح الوطني للشيخوخة توفير أهم المعلومات والمؤشرات الإحصائية ذات الصلة بصحة واحتياجات الأفراد من عمر 60 عاماً فأكثر، من خلال زيارات منزلية لعينة تضم 1808 أشخاص من هذه الفئة العمرية من المواطنين والمقيمين، وذلك بعد التواصل المسبق معهم.
ويتضمن المسح تقييما شاملا للحالة الصحية للمشاركين من خلال إجراء القياسات الحيوية مثل قياس ضغط الدم، والوزن والسمع ووظائف الرئة، إضافة إلى اختبار القدرات البدنية والإدراكية، كما يتم تعبئة استبيان خاص بالمسح حول الحالة الصحية وأنماط الحياة للمشاركين.
وأكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة أن المسح يمثل خطوة مهمة في تعزيز وحماية حقوق كبار السن وتحديد احتياجاتهم الصحية والاجتماعية من خلال تطوير قاعدة بيانات وطنية حول صحة كبار السن، مما يساعدنا على تطوير استراتيجيات وسياسات وخطط مستقبلية تلبي احتياجات هذه الفئة العمرية بشكل أفضل، وبما يدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 ورؤية قطر الوطنية 2030.
وقال: المسح الوطني للشيخوخة يهدف إلى توفير المعلومات الوافية، والمؤشرات الإحصائية ذات الصلة بالأفراد ممن هم فوق الستين عاما من خلال الزيارات المنزلية، لعينة تضم 1808 اشخاص من المواطنين والمقيمين، وذلك بعد التواصل المسبق معهم.
وأضاف: أن المسح الوطني للشيخوخة يمثل خطوة مهمة لتحديده صحة ورفاهية كبار السن، كما أنه يعد من منطلق التزام دولة قطر لحماية حقوق كبار السن وتلبية احتياجاتهم الصحية والاجتماعية من خلال جمع بيانات دقيقة وشاملة تسهم في تطوير قاعدة بيانات وطنية تدعم الخطط والسياسات الوطنية تلبي احتياجات هذه الفئة العمرية بشكل أفضل، مما يدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030، ورؤية قطر الوطنية 2030.
وحث أفراد المجتمع على التجاوب مع فريق عمل المسح والذي يعزز جهود دولة قطر لتحسين صحة ورفاهية السكان، كما ستسهم نتائجه في تحسين جودة الحياة لفئة كبار السن في دولة قطر، لافتا إلى أن عدد كبار السن الذين يبلغون من العمر 60 عاما يزيد بسبب الرفاه الصحي.
وتوقع د. محمد بن حمد زيادة في كبار السن بأعمار فوق الـ 60 عاماً خلال الخمس سنوات المقبلة، وأنه المهم توفير أفضل رعاية لهذه الفئة لاسيما أن دولة قطر وخلال الاستراتيجية الثالثة للصحة 2024-2030 تتطلع لزيادة عمر كبار السن إلى 83 عاما على أن يتمتعوا بصحة جيدة.
وأشار إلى أن ما يهم وزارة الصحة العامة من خلال هذا المسح هو توفير خدمات متكاملة تلبي احتياجاتهم الخاصة في الرعاية الأولية والرعاية الثانوية، لذا الهدف توفير كل ما يتناسب مع احتياجاتهم الصحية دون إغفال الجانب النفسي، وأن لا يشعروا بالخذلان من المجتمع.

د. حنان اليافعي: تكليف 18 فريقاً طبياً بزيارة الأسر المشمولة

أكدت الدكتورة حنان اليافعي، استشاري أول في الرعاية المنزلية بمؤسسة حمد الطبية أهمية المسح لتحسين الخدمات المقدمة لكبار السن وتقديم أفضل رعاية صحية تراعي احتياجاتهم. وأضافت: «سيشارك فريق خدمات الرعاية المنزلية بفعالية ضمن فريق المسح لتحقيق أقصى استفادة، خصوصاً وأنهم يتمتعون بخبرة كافية للتعامل مع كبار السن».
وقالت إن الاستراتيجية الوطنية الثانية للصحة قد خصصت 7 فئات من بينها فئة كبار السن، التي أفردت لها مساحة من الاهتمام على مستوى الخدمات والبرامج، لذا ومن هذا المنطلق يأتي مشروع المسح الوطني للشيخوخة لدولة قطر لتطوير الخدمات المقدمة لهم، والتركيز على الخدمات الوقائية.
وأضافت: كان من المفترض أن ينفذ هذا المسح في 2021 إلا أن جائحة فيروس كورونا العالمية تسببت في تأجيل المسح لهذا التاريخ، ونحن في هذا السياق نعول على التعاون مع المجلس الوطني للتخطيط ووزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، تم تكليف 18 فريقا طبيا ليتوجهوا إلى الأسر المشمولة في المسح، وقبل توجه الفرق يتم إرسال رسائل نصية للأسرة أو لكبير السن، وتوضيح أهمية هذا المسح لكبير السن أو الأسرة لضمان استقبال الفريق الطبي.»
وأشارت د. حنان اليافعي إلى أنَّ الزيارة ستتضمن فريقا طبيا وباحثين من المجلس الوطني للتخطيط، سيطرحون على الأسرة 3 استبانات الاستبانة الأولى موجهة لمن هم في المنزل من أفراد الأسرة للوقوف على حالة المسن الصحية، والتعرف على مكان إقامته في المنزل، والاستبانة الثانية استبانة شاملة موجهة لكبير السن وتطرح أسئلة للتعرف على حالته الإدراكية وقياساته الحيوية، أما الاستبانة الثالثة فهي موجهة لمن يقوم على رعاية كبير السن من الأسرة.
وشددت د. حنان اليافعي على أهمية التركيز على الخدمات الوقائية، والعمل وفق خطة استباقية لرصد ما قد يصاب به وتجنيبه إياه من خلال هذه الإجراءات.
وبينت د. حنان اليافعي أن خدمة الرعاية المنزلية تقدم خدماتها لقرابة 2700 مريض من بينهم 2600 كبير سن.
وحث المتحدثون في المؤتمر الصحفي أفراد المجتمع على دعم هذه المبادرة الوطنية والتعاون مع فريق المسح والذي تلقى تدريباً مكثفاً من قِبل وزارة الصحة العامة وشركائها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على إجراء الزيارات المنزلية وآلية جمع البيانات وتطبيق الأدوات المستخدمة في المسح.
وأوضحوا أنه قبل إجراء الزيارات المنزلية للمشاركين بالمسح سيتم التنسيق المسبق معهم من خلال المكالمات الهاتفية والرسائل النصية. ويمكن للجمهور التواصل مع الجهات المعنية عبر مركز الاتصال الموحد لقطاع الصحة على الرقم (16000) لأي استفسارات بشأن المسح وفريقه الميداني.

سعود الشمري: توفير بيانات شاملة بأحدث الأدوات العلمية

قال السيد سعود الشمري مساعد مدير إدارة التعدادات والمسوح والأساليب الاحصائية في المجلس الوطني للتخطيط:» نهدف من خلال هذا المسح إلى جمع بيانات دقيقة وشاملة حول كبار السن باستخدام أحدث الأدوات والتقنيات العلمية لجمع وتحليل البيانات، مما سيمكن الجهات المختصة من تطوير سياسات وبرامج مستدامة تلبي تطلعاتهم وتضمن لهم حياة أكثر صحة وسعادة». وأكد الالتزام بالحفاظ على سرية بيانات الأفراد المشاركين في المسح، وأنه سيتم التعامل معها بسرية تامة، وحصر استخدامها لأغراض العمل الإحصائي فقط، كما تقتصر نتائج المسح على تقارير ومؤشرات إحصائية شاملة لا تتضمن بيانات فردية.
وأضاف الشمري: هذا المشروع يعد ثمرة التعاون بين وزارة الصحة العامة والمجلس الوطني للتخطيط، بهدف جمع بيانات حول  كبار السن، حيث سيبدأ العمل الميداني في نوفمبر المقبل حتى نهاية يناير 2025، إذ أن جميع البيانات التي ستتحصل عليها فرق المسح سيتم التعامل معها بسرية تامة ضمن قانون سرية البيانات المعمول به في المجلس الوطني للتخطيط.
وأكد أهمية تجاوب العينة العشوائية مع فرق المسح الوطنية والباحثين لما له انعكاس إيجابي على المؤشرات الصحية لفئة كبار السن في دولة قطر، موضحاً أن زيادة عمر الفرد في المجتمع القطري تعد طبيعية بسبب الرفاه الصحي والخدمات الصحية المتقدمة لهم، إلا أن هذه الزيادة من المهم رصدها.
ونوه إلى أن المسح سيشدد ليس فقط على الصحة البدنية بل أيضا سيرصد الصحة النفسية لكبير السن ، فهو من المسوحات المتخصصة وصمم من قبل الخبراء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتم اختيار العينة بعناية وفق منهجية العينات التي تستهدف المجتمع حتى يتم تعميم النتائج على المجتمع.
وأشار إلى أن المؤسسات القائمة على المسح تعول على وعي المجتمع بأهمية رصد المؤشرات الناتجة، لافتا إلى أن هناك إجراءات تم الاتفاق عليها فيما يتعلق بالفرق المتوجهة للمنازل بتوفير لها سيارات معينة، كما أن سيتم إجراء اتصال بالأسرة قبل التوجه لها لإعلامها بموعد الزيارة والهدف منها، كما  أن بإمكان الأسر الاتصال على رقم 16000 للتأكد والتثبت من هوية الفريق، بالإضافة إلى البطاقة التعريفية للباحثين، كما أنها نسقت مع وزارة الداخلية والاتصال الحكومي لتسهم في التوعية بالمشروع للتخفيف من وطأة عدم الاستجابة للسمح التي عادة ما تكون من أكبر التحديات التي تتزامن مع هذه المشاريع، متطلعا تجاوب المجتمع وأفراده مع الفرق للحصول على بيانات إحصائية تخدم فئة كبار السن.