السفير الجزائري صالح عطية في حوار لـ العرب: كأس العرب توحّد العرب

alarab
المزيد 28 نوفمبر 2025 , 01:23ص
سليمان ملاح - أيمن بن عاشور

الخضر يدخلون كأس العرب بعقلية حامل اللقب وقطر مثال في التنظيم

البطولة منصة لوحدة الشعوب العربية والرياضة لغة التقارب بين الشعوب

الحدث يتجاوز المنافسة الكروية وتعزّز العلاقات العربية

استعدادات دبلوماسية وثقافية لمرافقة الحدث عربيًا

اختيار شخصية «جحا» تعكس حرص اللجنة المنظمة على إبراز البعد الثقافي والحضاري للبطولة

 

في أجواء كروية عربية استثنائية، تستعد الدوحة لاحتضان بطولة كأس العرب لكرة القدم، الحدث الذي يتجاوز حدود المنافسة داخل المستطيل الأخضر ليحمل في طيّاته رسائل الوحدة والتقارب بين الشعوب العربية، ويؤكد مجددًا المكانة المتقدمة التي باتت تحظى بها البطولات العربية على خريطة كرة القدم العالمية. ومع اقتراب صافرة البداية، تتجه الأنظار نحو المنتخبات المشاركة، وفي مقدمتها المنتخب الجزائري حامل اللقب، الذي يدخل غمار المنافسة بطموحات كبيرة وعقلية البطل الباحث عن التتويج من جديد.
كأس العرب، التي تعود مجددًا إلى العاصمة القطرية، تمثل أكثر من مجرد بطولة كروية، فهي مساحة تلاقي ثقافي وجماهيري، وفرصة لإعادة تأكيد أن كرة القدم تظل اللغة الأصدق في توحيد العرب، وجسرًا للتواصل بين الأجيال، خاصة في ظل الزخم التنظيمي الكبير والخبرة التي راكمتها دولة قطر في استضافة البطولات الكبرى.
وفي هذا السياق، يبرز الدور الدبلوماسي المواكب للحدث، حيث تحرص السفارات العربية، ومن بينها السفارة الجزائرية في الدوحة، على أن تكون شريكة في إنجاح هذا العرس العربي، سواء من خلال دعم الجالية، أو مرافقة المنتخب، أو تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين الجزائر وقطر، التي تشهد تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة.وفيما يلي تفاصيل الحوار: 

وللحديث عن أبعاد البطولة، وحظوظ المنتخب الجزائري في الدفاع عن لقبه، والدور الذي يمكن أن تلعبه كأس العرب في تعزيز العلاقات بين الشعوب العربية، إضافة إلى الاستعدادات الدبلوماسية والثقافية المصاحبة للبطولة، كان لنا «العرب» هذا الحوار مع سعادة السفير الجزائري لدى دولة قطر صالح عطية، الذي قدّم قراءة شاملة للحدث من زاوية رياضية ودبلوماسية في آن واحد، مؤكدًا أن بطولة كأس العرب تمثل حدثًا عربيًا جامعًا، مشيرًا إلى حظوظ المنتخب الجزائري حامل اللقب، وان الحدث ليس مجرد بطولة، بل رسالة وحدة وهوية عربية مشتركة. 
 بداية، كيف تقيّمون أهمية استضافة دولة قطر لبطولة كأس العرب لكرة القدم؟
بطولة كأس العرب تُعد حدثًا رياضيًا عربيًا بامتياز، فهي ليست مجرد منافسة كروية، بل منصة جامعة تعكس وحدة الشعوب العربية وقيم التآخي والتقارب بينها. اختيار الدوحة لاحتضان هذه البطولة يؤكد مجددًا قدرتها التنظيمية العالية وخبرتها الكبيرة في إنجاح البطولات الكبرى، ويعزز مكانتها كعاصمة للرياضة العالمية.

 المنتخب الجزائري يدخل البطولة بصفته حامل اللقب، كيف ترون حظوظه في هذه النسخة ؟
المنتخب الجزائري يتمتع بتاريخ كبير وشخصية قوية في المنافسات القارية والعربية، وتتويجه باللقب في النسخة الماضية منحه ثقة إضافية. الحظوظ قائمة بقوة، خاصة في ظل توفر عناصر شابة ومتمرسة، وجهاز فني يعرف كيف يتعامل مع ضغوط البطولات. الأهم هو احترام جميع المنافسين والتركيز خطوة بخطوة.
 ماذا عن استعدادات السفارة الجزائرية في الدوحة لدعم البطولة؟
السفارة الجزائرية تحرص دائمًا على مرافقة مثل هذه الاستحقاقات المهمة، سواء من خلال التنسيق مع الجهات القطرية المعنية، أو عبر دعم الجالية الجزائرية وتسهيل حضورها وتشجيعها بطريقة حضارية. نحن نعتبر هذه البطولة فرصة لتعزيز صورة الجزائر رياضيًا وثقافيًا في آن واحد.

 كيف تنعكس البطولة على العلاقات الثنائية بين الجزائر وقطر؟
العلاقات الجزائرية–القطرية علاقات متميزة ومتجذّرة، وتستند إلى الاحترام المتبادل والتعاون في مختلف المجالات. الأحداث الرياضية الكبرى، مثل كأس العرب، تُعد فضاءً إضافيًا لتعزيز هذا التعاون، وفتح آفاق جديدة للتقارب بين المؤسسات والشعوب.
 برأيكم، ما الدور الذي تلعبه كأس العرب في تعزيز العلاقات بين الشعوب العربية؟
الرياضة لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، وكأس العرب تخلق جسور تواصل حقيقية بين الجماهير العربية. هي مناسبة لتبادل الثقافات والعادات، وترسيخ قيم التسامح والتضامن، خاصة لدى فئة الشباب التي تشكّل عماد المستقبل العربي.

 هل هناك تعاون ثقافي بين السفارة الجزائرية واللجنة المنظمة للبطولة؟
نعم، هناك حرص على أن تكون المشاركة الجزائرية شاملة، لا تقتصر فقط على الجانب الرياضي، بل تمتد إلى البعد الثقافي والتعريفي بالتراث الجزائري، سواء عبر فعاليات مرافقة أو تواصل ثقافي يعكس عمق الحضارة الجزائرية وتنوعها.
 
ماذا تقول عن اختيار الشخصية العربية جحا كتعويذة للبطولة
يُعد اختيار شخصية «جحا» خطوة موفقة تعكس حرص اللجنة المنظمة على إبراز البعد الثقافي والحضاري للبطولة إلى جانب بعدها الرياضي. «جحا» شخصية راسخة في الذاكرة الشعبية العربية، وتحمل قيم الحكمة والبساطة وروح الدعابة التي تجمع مختلف الثقافات العربية، ما يجعلها رمزًا مناسبًا لبطولة تسعى إلى التقريب بين الشعوب وتعزيز الهوية العربية المشتركة، خاصة لدى الأجيال الشابة
 أخيرًا، ما الرسالة التي توجهونها للجماهير الجزائرية التي ستحضر البطولة في الدوحة؟
أتوجه بتحية خاصة لجماهيرنا الجزائرية، وأدعوهم إلى مواصلة دعم المنتخب بروح رياضية عالية، والالتزام بالقيم الأخلاقية التي عُرفت بها الجماهير الجزائرية عبر التاريخ. حضورهم الداعم سيكون حافزًا قويًا للاعبين، وفرصة جميلة لتمثيل الجزائر بأفضل صورة ممكنة.