وقعت شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، مذكرة تفاهم لإنشاء 10 محطات شحن سريع للسيارات الكهربائية في مدينة لوسيل، وذلك بحضور سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات.
وتتماشى مذكرة التفاهم التي وقعها كل من سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، والمهندس عبدالله بن حمد العطية الرئيس التنفيذي لشركة الديار القطرية، مع رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تضع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في توليفة متناسقة ومنسجمة فيما بينها، واستمرارا لرؤية مدينة لوسيل كمدينة مستدامة والتي تم تصميم وتنفيذ المرافق الحيوية فيها لتتماشى مع احتياجات السكان الحالية والمستقبلية.
كما تعتبر مذكرة التفاهم تطبيقا لسياسة المركبات الكهربائية التي أعدتها (كهرماء) بالتعاون مع وزارة المواصلات والاتصالات من خلال التنسيق الدائم بينهما لإنشاء شبكة متكاملة من محطات شحن المركبات الكهربائية، حيث يوجد حاليا 11 محطة تعمل بشكل منتظم، وسيتم تركيب وتشغيل حوالي 30 شاحنا كهربائيا خلال العام الحالي منها محطات مدينة لوسيل العشر وفقا لهذه الاتفاقية.
وبهذه المناسبة قال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات: إن توقيع هذه المذكرة يعتبر جزءا من الخطط الإستراتيجية التي تعمل عليها وزارة المواصلات والاتصالات بالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) لإنشاء شبكة متكاملة من أجهزة شحن السيارات الكهربائية، حيث أن التعاون جاري حاليا لتركيب وتشغيل حوالي 30 شاحنا كهربائيا خلال العام الحالي وقرابة 100 شاحن في العام المقبل .
وبين سعادته أنه في القريب العاجل سيتوفر عددا من محطات الشحن الكهربائي موزعة في مناطق خدمية وحيوية ومنها على سبيل المثال مطار حمد الدولي، وميناء حمد، وشارع حمد الكبير، والعديد من المناطق الأخرى، ويأتي ذلك في إطار دعم خطة الوزارة على التحول التدريجي لنظام النقل الكهربائي وتطبيقا لإستراتيجية المركبات الكهربائية.
وأشار سعادته إلى أن المحطات التي أعلن عن إنشائها اليوم ستكون ذات قيمة مضافة لمدينة لوسيل، بما يعكس أهدافها بأن تكون موطنا لمجتمع مستدام ذاتيا وتتوفر فيها متطلبات الحياة العصرية للمدن الذكية.
وأفاد سعادته بأن إستراتيجية المركبات الكهربائية التي أعلنت عنها الوزارة مؤخرا، ستساهم في تطوير بنية تحتية خاصة بنظام النقل العام الكهربائي المتكامل ومتعدد الوسائط في الدولة والأول من نوعه في المنطقة، بهدف دعم مسيرة الدولة في خطواتها نحو مستقبل أخضر، وتحقيق التوازن الاقتصادي والبيئي لضمان استدامة مشاريع البنية التحتية لقطاع المواصلات، فضلا عن دعم النمو الاقتصادي وتحقيق الفائدة القصوى للموارد الطبيعية من خلال زيادة العوائد الخارجية لقطاعي النفط والغاز، وتطوير وسائل النقل عبر توظيف الطاقة البديلة والنظيفة وفق أحدث الأنظمة العالمية الصديقة للبيئة للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة مما يوفر بيئة نظيفة وصحية ومتكاملة وآمنة للأجيال القادمة بالتنسيق مع وزارة البلدية والبيئة.
ولفت سعادة وزير المواصلات والاتصالات إلى أنه كجزء من الخطط الإستراتيجية لدعم التحول إلى المركبات الكهربائية، تعمل الوزارة حاليا مع شركة مواصلات (كروة) على خطة شاملة لتحويل جميع سيارات الأجرة إلى سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى إنشاء عدد (100) موقف للسيارات الكهربائية كمرحلة أولى، فضلا عن إنشاء عدد من المستودعات الدائمة خلال العام 2022 في مناطق متعددة تحتوي على كافة المرافق الخدمية الخاصة بها.
من جانبه، أكد المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، أن المؤسسة تسعى إلى توفير بيئة صحية وآمنة للأجيال القادمة بالتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال تعزيز الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية الضارة، مبينا أنه من أهم سبل تحقيق ذلك تشجيع دخول المركبات الكهربائية وتركيب البنية التحتية اللازمة لها بالتنسيق مع وزارة المواصلات والاتصالات والجهات المعنية بالدولة، ويلبي ذلك توجه دولة قطر لتقديم بطولة كأس عالم لكرة القدم صديقة للبيئة ومحايدة للكربون.
وأوضح أن هذا الاتفاق بين (كهرماء) والديار القطرية يأتي استكمالا لهذا النهج في لوسيل التي تعد مثالا يحتذى به في مجال المدن المستدامة، خاصة وأن مذكرة التفاهم تعد نموذجا لتضافر كافة الجهود المبذولة لصون الاستدامة البيئية.
وثمن المهندس الكواري مبادرة شركة الديار القطرية لتركيب 10 محطات شحن للمركبات الكهربائية والاستعانة بجهود المؤسسة ممثلة في البرنامج الوطني ترشيد الذي يقوم بتقديم الدعم الفني اللازم والإشراف على تنفيذ المشروع من مرحلة التناقص وحتى التشغيل والمتابعة.
بدوره، أكد المهندس عبدالله بن حمد العطية الرئيس التنفيذي لشركة الديار القطرية، أن توقيع مذكرة التفاهم يأتي استمرارا للتعاون المتواصل بين الشركة وبين المؤسسة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) والمؤسسات الحكومية الأخرى.
وشدد على أن مدينة لوسيل تضع في رؤيتها الإستراتيجية تحقيق مبادئ الاستدامة والحفاظ على البيئة والاعتماد على مصادر بديلة للطاقة لتقليل توليد ثاني أكسيد الكربون والتحكم في الانبعاثات داخل المدينة بالإضافة إلى معايير المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة (جي ساس) التي يتم استخدامها بالفعل في المدينة.
ونوه بمشاركة شركة الديار القطرية في مبادرة توفير مصدر طاقة أكثر استدامة للنقل داخل دولة قطر من خلال توفير محطات شحن سريع للسيارات الكهربائية داخل لوسيل تشجيعا لانتشار السيارات الكهربائية بشكل أكبر، خاصة وأن دولة قطر قد بدأت بالفعل دعم صناعة وتوريد السيارات الكهربائية، وتماشيا مع إستراتيجية وزارة المواصلات والاتصالات الخاصة بمشروع الحافلات الكهربائية في البلاد، والتي تستهدف تحول 25 في المائة من أسطول حافلات النقل العام إلى حافلات كهربائية بحلول عام 2022 واستخدام الحافلات الكهربائية في الخدمات الرئيسية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، لتكون أول بطولة تستخدم حافلات نقل جماعي كهربائية.
وأفاد بأنه استمرارا لرؤية مدينة لوسيل واهتمامها بجميع معايير الاستدامة، والأخذ في اعتبارات البنية التحتية الحالية والمستقبلية لسكان وزوار مدينة لوسيل، فإن إنشاء محطات شحن السيارات الكهربائية في المدينة يمثل إضافة لبنيتها التحتية الذكية لتصبح كما هو مخطط لها أحد أفضل المدن للعيش فيها.
وقد قام المهندس يوسف المصلح رئيس قطاع التطوير وإدارة الأصول في شركة الديار القطرية، خلال التوقيع، بتقديم شرح تفصيلي عن آلية هذه المحطات وتحديد مواقعها، حيث ستقوم (كهرماء) بتنفيذ جميع أعمال البنية التحتية لمحطات الشحن وتركيب عداداتها الخاصة وتقديم المشورة والنصح والدعم التقني والفني اللازم خلال عملية تحضير وتركيب وفحص محطات الشحن المذكورة، وتقوم الديار القطرية بشراء وتوريد وتركيب واختبار 10 محطات الشحن للسيارات الكهربائية في مدينة لوسيل.
وقامت الديار القطرية و(كهرماء) بتحديد مواقع تركيب المحطات جميعها في المناطق العامة ذات الكثافة المرتفعة في المدينة مثل ممشى المارينا، ومواقف سيارات المارينا، والحديقة الهلالية.
وأشار المصلح إلى أنه تم اعتماد أعلى المعايير الفنية في مواصفات محطات الشحن السريع للمركبات، حيث يمكن شحن المركبات بنسبة تصل إلى 80 بالمائة خلال 30 دقيقة فقط بقدرة 50 كيلو وات والتي تتوافق مع معايير السلامة الكهربائية الدولية المعمول بها مما سيساهم في تحسين التحكم في الانبعاثات داخل مدينة لوسيل مع تقليل توليد ثاني أكسيد الكربون والتوفير في نفقات النقل.
وتعد مدينة لوسيل أكبر مدينة مستدامة في الدولة وتلتزم شركة الديار القطرية بجميع ما يطور أهداف الاستدامة في مدينة لوسيل، حيث تسعى الشركة بتشجيع مصادر بديلة للطاقة من أجل المواصلات والتنقل في المدينة ومن هنا جاءت نقطة الانطلاق لإنشاء هذه المحطات وإبداء الرغبة بالتعاون مع (كهرماء) لتقديم الدعم بهذا الخصوص.
وتعمل المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء على تعزيز ثقافة الترشيد وتنويع مصادر الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة من خلال تشجيع دخول المركبات الكهربائية وإرساء بنية تحتية لمحطات الشحن الخاصة بها التي تهدف لدعم هذه الفئة، وأنجزت المؤسسة عدة محطات لشحن السيارات الكهربائية، ومن المقرر الوصول إلى 400 محطة شحن بالتعاون مع القطاع الخاص في نهاية عام 2022 في إطار تشجيع المركبات الكهربائية في الدولة.
وتأسست شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري في 2005، كإحدى شركات جهاز قطر للاستثمار، بهدف دعم الاقتصاد القطري المتنامي، وتنفيذ مشاريع التنمية العقارية داخل دولة قطر وخارجها، وبدأت الديار القطرية العمل على باكورة مشاريعها، بإنشاء مدينة لوسيل بشمال الدوحة في ديسمبر 2005، والتي تعد أضخم مدينة في العالم يتم بناؤها وفق معايير الاستدامة.
ويبلغ رأس مال شركة الديار القطرية 8 مليارات دولار، فيما تجاوز عدد مشاريعها 60 مشروعا قيد التطوير في قطر وفي 24 دولة حول العالم، باستثمارات تقدر بأكثر من 35 مليار دولار، كما رسخت الشركة مكانتها باعتبارها واحدة من أكثر الشركات العقارية مصداقية واحتراما في العالم، نتيجة التزامها نحو المجتمعات التي تتواجد فيها، بالعمل على تحسين نوعية الحياة فيها وتمسكها بالجودة والاستدامة.