مشاركون لـ «العرب»: منتدى الدوحة يعكس قدرة قطر على تشخيص الأزمات

alarab
محليات 28 مارس 2022 , 12:15ص
يوسف بوزية

ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة: مساهمة قيّمة للمشاركين خلال الجلسات

الشيخ فيصل بن قاسم: 4 قضايا فرضت نفسها على طاولة المنتدى

السفير علي المنصوري: منصة عالمية للدبلوماسية والحوار

د. الصادق بخيت: تعزيز الإرادة السياسية لمواجهة التحديات العالمية

أكد مشاركون في أعمال منتدى الدوحة 2022، عمق المناقشات التي يستضيفها ومستوى الحضور العالمي، الأمر الذي يرسخ الدوحة منصة عالمية للمفاوضات والمناقشات الهامة لبحث قضايا سياسية وتنموية واقتصادية وبيئية وغيرها.
وأشاروا إلى أن ما يميز منتدى هذا العام تنوع المشاركين فيه، والقضايا التي يثيرها، وبالأخص الصراعات الدولية ومخاض التحول إلى عصر جديد ما بعد جائحة «كوفيد- 19»، إلى جانب كونه يدمج بين الجوانب السياسية والاقتصادية والأكاديمية، ويجمع الكثير من صناع القرار والمفكرين ومنظمات المجتمع المدني ما يعني تنوع الأفكار والطروحات وهو ما يثري بدوره المناقشات.
ونوهوا بضرورة ربط المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، ومنح الفرصة لجيل الشباب، ودعم الابتكار وفرص الأعمال والاستثمارات، وصولاً إلى المطالبة بأجندة جديدة لمجلس الأمن.

مساهمة قيمة
وتحدث سعادة السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن المساهمة القيّمة للمشاركين خلال المناقشات، موضحا أن جلسات المنتدى تتناول على مدى يومين القضايا والتحديات الملحة التي تواجه عالمنا المعاصر، أبرزها الصراعات الدولية ومخاض التحول إلى عصر جديد ما بعد جائحة «كوفيد- ١٩»، إلى جانب قضايا التغيّر المناخي ومستقبل الغاز وأسعار الطاقة، تحديات الأمن السيبراني والأمن الغذائي، مستقبل الغاز والمناخ واقتصادات الحرب، مخاطر المعلومات المضللة والتطرف عبر الإنترنت وتأثير سيطرة الأطراف المتحاربة على الموارد المالية وحوافز السلام.

مناقشات ثرية
من جانبه، أكد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، أهمية المناقشات الثريّة التي شارك فيها كبار القادة والسياسيين والخبراء من مختلف دول العالم. وأكد أن الجلسات أبرزت اهتمام جميع المشاركين بالقضايا الهامة التي فرضت نفسها على طاولة حوار منتدى الدوحة بما فيها الصراعات الدولية ومخاض التحول إلى عصر جديد، ما بعد جائحة «كوفيد- ١٩» وكذلك التغيّر المناخي ومستقبل الغاز وأسعار الطاقة وتأثير سيطرة الأطراف المتحاربة على الموارد المالية وحوافز السلام.
وأشار إلى أهمية المنتدى لمناقشة هذه المسائل وتبادل الأفكار والرؤى وطرح الحلول لمواجهة هذه التحدّيات السياسيّة والاقتصاديّة التي تواجه الجميع، وتستدعي التعاون الجماعي لجعل عالمنا أكثر أمناً واستقراراً. 

تحالفات دولية
وثمَّن سعادة السفير علي خلفان المنصوري، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، الأطروحات والأفكار التي قدّمت حيال المسائل والقضايا المطروحة على أجندة المنتدى لا سيّما فيما يتعلق بالتحالفات والعلاقات الدولية والنظام المالي والاقتصاد والدفاع، وكذلك الأمن السيبراني والغذائي، والاستدامة وتغيّر المناخ، إلى جانب الإصلاحات اللازمة لمواجهة التحديات العالمية، وأشار إلى أن منتدى الدوحة الذي أطلقه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عام 2000، يعد منبراً عالمياً في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، وأكبر منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوع، منوها بشعار نسخة هذا العام من المنتدى والذي يعكس صورة الأوضاع والتحديات الدولية الراهنة، حيث يعقد المنتدى بينما يتعافى الاقتصاد العالمي من أكبر صدمة يتعرض لها منذ الحرب العالمية الثانية وهي جائحة كورونا، مؤكدا الحاجة إلى اجتماع القادة وصناع السياسات معاً لتطوير حلول سياسية تهدف إلى تحصين المجتمعات وتجنب الأضرار الدائمة.

حشد الطاقات
وأكد سعادة الدكتور الصادق بخيت الفقيه مندوب السودان الدائم لدى الاتحاد الإفريقي سابقاً أن محاور المنتدى بما فيها مناقشات اليوم الأول أكدت حاجة العالم إلى حشد الطاقات والجهود وتعزيز الإرادة السياسيّة لمواجهة التحديات الملحة التي يعانيها عالم اليوم، وتحويل الالتزامات السياسيّة إلى واقع عملي وخصوصاً فيما يتعلق بتنفيذ أجندة التنمية المُستدامة 2030 التي أقرّها زعماء العالم في الدورات السابقة، وأشار الفقيه إلى أهمية منتدى الدوحة الذي يعقد حضورياً هذا العام ولأول مرة منذ بداية جائحة كورونا، من حيث المشاركة، منوها بالقدرة على حشد هذا العدد من رؤساء الدول والحكومات والسياسيين والبرلمانيين والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام، ما يجعل من المنتدى فرصة حقيقية للحوار الصريح بين مختلف القطاعات للتوصل إلى حلول قابلة للتطبيق.

جدول حافل
وتضمن برنامج منتدى الدوحة لهذا العام العديد من الجلسات النقاشية التي تناولت موضوعات وعناوين شتى منها، الإصلاحات التي يجب إجراؤها لمواجهة التحديات المتصاعدة بالعالم، وإعادة تصور نماذج الأعمال في عصر ما بعد الجائحة، والمعلومات المضللة والتطرف عبر الإنترنت وإفريقيا ما بعد الجائحة، ودور المجتمع الدولي في إدارة تدفقات اللاجئين: سوريا وما بعدها، وظهور قطاع «الفضاء الجديد»، والمخاوف المصاحبة، ووعود ومخاطر الذكاء الاصطناعي والتحليلات التي تغذي عمليات اتخاذ القرار.
كما تناولت جلسات ومناقشات المنتدى، استنفار سيادة القانون للاستجابة لأزمة المناخ، والانتقال بسلاسة لتلبية الطلب على الطاقة أثناء التحول إلى البدائل الخضراء، ومستقبل نظيف للغاز الطبيعي، وأفغانستان ودور الغرب ومجالات النفوذ في عصر عدم السلام، وحقيقة المنافسة الأمريكية الصينية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والثورة الصناعية الرابعة: التحديات والفرص في عصر جديد.
كما شملت جلسات المنتدى تسليط الضوء على كيفية تغطية وسائل الإعلام لتطورات القضية الفلسطينية ونقل الحقائق على الأرض بشكل أدق، وقدرتها على التأثير وتوفير طريق سياسي واعد للمضي قدما، وكيفية توزيع اللقاح بشكل عادل، والسلام والازدهار بمنطقة الهندي- الهادئ، ودور المرأة في تغيير بيئات الصراع، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، ومؤسسة التعليم فوق الجميع - أهداف جريئة: كيف نجعلها واقعاً ملموساً، وكيف ننهي الأزمة الإنسانية المستمرة بأفغانستان، وتحقيق النمو المستدام بمنطقة الخليج العربي مع تقدم العالم نحو الانبعاثات الصفرية.

مكانة دولية للدوحة 
يأتي انعقاد النسخة العشرين من منتدى الدوحة ليجسد من جديد وبشكل جلي المكانة الدولية المتميزة التي تحتلها دولة قطر في شبكة العلاقات الدولية، وقدرتها الفائقة على توفير ساحات مفتوحة وملائمة للحوار وتبادل الأفكار بحثاً عن حلول لقضايا العالم، وقد أثبتت العقود الأخيرة نجاح قطر بتفوق في هذا المجال وما زالت تسير على الطريق نفسه.
وأثبتت دولة قطر على الدوام وعبر مكانتها العالمية والقدرات التي تمتلكها عزمها الثابت على مواصلة القيام بدورها على أكمل وجه بمواجهة الأزمات، والمساهمة في اتخاذ المجتمع لقرارات تدعم السلم والأمن الدوليين. وباتت مخرجات منتدى الدوحة خطوطا عريضة ومؤشرات بارزة وبرامج عمل للتحركات الدبلوماسية الكفيلة بمعالجة المشاكل والتحديات، وتمهيد الأرضية والسبل لأنجع الحلول للقضايا والأزمات، التي تؤرق العالم وتهدد حياة الملايين، من أجل العبور بالبشرية إلى بر الأمان.
ويعكس الالتزام بالتنظيم المتواصل للمنتدى إيمان دولة قطر بأهمية الكلمة وضرورة الحوار، كونه يجسر الهوة بين الفرقاء، مهما اشتدت الخلافات وهو نقطة الابتداء ونقطة الانتهاء بهذا الزمن الصعب، فخلال جميع التحديات والأزمات ثبت أنه لم يكتب النجاح لأية حلول من خارج مجموع القيم الجامعة التي توصلت إليها الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية من جهة وبعد معارك التحرر من الاستعمار من جهة أخرى، وهي القيم التي لا يجوز أن تتغير بتغير الظروف والأوقات، وقد صيغت بمواثيق الأمم المتحدة ومبادئها الهادفة إلى حفظ الأمن والسلم الدوليين واللجوء إلى الحوار والوسائل السلمية لحل المنازعات ورفض ضم أراضي الغير بالقوة، وحق تقرير المصير للشعوب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورفض كافة أشكال العنصرية والتمييز، واحترام حقوق الإنسان والمواطن، والتمسك بقيم العدالة والمساواة ونبذ التطرف والإرهاب وتعزيز التعايش السلمي والتعاون الدولي.