خبراء: إرث المونديال يشجع السياحة الداخلية

alarab
اقتصاد 27 ديسمبر 2022 , 12:20ص
محمد طلبة

أعلن المجلس الوزاري العربي للسياحة عن اختيار الدوحة عاصمة للسياحة العربية لعام 2023، وذلك خلال دورته الـ 25 التي عقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية، القاهرة. 
 وقد تم تقييم المدن بناء على مجموعة مختارة من المعايير، بما في ذلك إدارة السياحة، والبنية التحتية والموارد، والسلامة والأمن، وتنوع الأنشطة السياحية، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها. 
ويؤكد السيد أكبر الباكر، رئيس قطر للسياحة والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية: إن هذا اعتراف بأنّ الدوحة هي مدينة رائعة ورائدة، تقدم تجربة سياحية مذهلة لجميع المسافرين الدوليين. أتاحت بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022TM للكثيرين تجربة ضيافة قطر وثقافتها وتراثها الأصيل. 
أضاف: هذا ليس كل شيء، حيث تنتظرنا رزنامة فعاليات منوّعة ومميّزة مليئة بالأحداث في عام 2023، بالإضافة إلى افتتاح المزيد من مناطق الجذب والوجهات الترفيهية في جميع أنحاء البلاد خلال العام الجديد».
وفي الفترة التي سبقت الحدث الرياضي العالمي، شهدت قطر توسعاً سريعاً في المشهد السياحي، حيث كان افتتاح شاطئ الخليج الغربي وجزيرة المها ودرب لوسيل مؤخرا من أحدث مناطق الجذب في البلاد. وبحلول عام 2030، تهدف إستراتيجية قطر للسياحة إلى جذب ستة ملايين زائر سنوياً، مع التركيز على 15 بلدًا ذات أولوية وتحديد الفرص المتميزة سواء كان ذلك عن طريق سفر السائحين من دولهم إلى قطر أو من خلال التوقّف في قطر عند السفر إلى وجهات أخرى.
 تتمثل مهمة قطر للسياحة في ترسيخ مكانة قطر على خريطة السياحة العالمية كوجهة رائدة تمتزج فيها أصالة الماضي وحداثة الحاضر، وتقصدها شعوب العالم لاستكشاف معالمها ومزاراتها السياحية في مجالات الثقافة والرياضة والأعمال والترفيه العائلي، والتي تتسم جميعها بتميز الخدمة.
وتعمل قطر للسياحة على تعزيز حضور قطر على خريطة السياحة العالمية وتعزيز قدرة القطاع السياحي للوصول إلى الجمهور المستهدف بطريقة مباشرة من خلال شبكة المكاتب التمثيلية في أهم الأسواق العالمية، ومن خلال المنصات الرقمية المتطورة.

ازدهار القطاع السياحي 
من جانبهم كشف خبراء اقتصاد أن قطاع السياحة يشهد حاليا ازدهارا بفضل مونديال قطر بعد استضافة حوالي 1.5 مليون زائر، وقدرة المنشآت والأماكن السياحية على استقبال هذا العدد الكبير.. ويؤكد الخبير الاقتصادي أحمد الخلف أن تشجيع السياحة الداخلية خلال الفترة القادمة يتطلب التوازن بين الأسعار والضيافة، خاصة بعد الإعلان عن افتتاح عدد من الوجهات السياحية الجديدة في 2023، لتضاف إلى الوجهات التي تم افتتاحها قبل المونديال.
ويضيف أن الأسعار مع جودة الخدمة تمثل عامل جذب رئيسي للسياحة الداخلية، بديلا عن إنفاق الأموال في الخارج، ويطالب الخلف بعدم المغالاة في أسعار الضيافة خلال الفترة القادمة، والاعتماد على المنافسة لتكون الفيصل بين الوجهات السياحية المختلفة.
ويؤكد أن إرث المونديال يجب البناء عليه من خلال تطوير القطاع السياحي الذي يمر بفترة انتعاش وازدهار حاليا، والإعلان عن عروض وتخفيضات على الإقامة بالفنادق والمنتجعات وإعداد باقات شاملة للإقامة والطعام والتمتع بالأماكن السياحية، وذلك لتشجيع السياحة الداخلية. 
 
فرص مميزة 
من جانب آخر استعرضت دراسة لغرفة تجارة وصناعة قطر المقومات والمميزات السياحية التي تتوافر في دولة قطر، والتسهيلات التي تقدمها الدولة لدعم قطاع السياحة، حيث تضم دولة قطر أفضل مطارات العالم، وتمتلك إحدى أفضل شركات الطيران في العالم «الخطوط الجوية القطرية»، كما تحتل قطر المركز الأول على مستوى دول العالم الأكثر أماناً والأقل في معدل الجرائم وذلك وفق مؤشّر الجريمة العالمي منذ عام 2017 حتّى عام 2020.
وأشارت الدراسة إلى الموقع الجغرافي المتميز لدولة قطر حيث إنها تربط شرقه مع غربه، كما صنّفت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في عام 2018 دولة قطر على أنها أكثر دولة انفتاحاً على العالم والأولى على مستوى الشرق الأوسط، والثامنة على مستوى العالم فيما يتعلّق بسهولة منح التأشيرات وسهولة إجراءات الحصول على التأشيرة، كما أن 88 دولة في العالم يُمكن لمواطنيها الدخول إلى قطر دون دفع أيّ رسوم وبدون تأشيرة.
ووفقا للدراسة فإن الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة القطري تتنوع لتشمل إقامة فنادق جديدة، والاستثمار في إقامة المشروعات الترفيهية والسياحية والاستثمار في قطاع المولات، والمجمعات التجارية التي لا يزال السوق المحلي يستوعب إقـامـة المزيد منها، ومن أبرز المجالات المفتوحة للاستثمار السياحي في قطر خدمات فعاليات الأعمال، والثقافة والتراث، وخدمات السفاري الصحراوية، قطاع الغذاء، والصحة والرفاهية، والأنشطة الحرة والترفيهية، والرياضة، والاستجمام، وتنظيم الجولات السياحية، والإقامة السياحية، وخدمات النقل والمواصلات.
واقترحت الدراسة تطوير أفكار ومنتجات سياحية جديدة بعيداً عن الفنادق والمنتجعات، بهدف تطوير وتوفر منظومة سياحية متكاملة داعمة للسياحة الداخلية، وجاذبة للزوار القادمين من الخارج، وتطوير الإحصاءات والمؤشرات المتعلقة بقطاع السياحة ومشاركة البيانات والمعلومات الإحصائية الخاصة بالقطاع السياحي بين الجهات المعنية في الدولة.