د. ليلى الدهنيم لـ العرب: خطط استباقية لتوفير الكوادر التمريضية في المدارس الجديدة

alarab
د. ليلى الدهنيم مدير برنامج وخدمات الصحة المدرسية في الرعاية الأولية
المزيد 27 يونيو 2024 , 01:05ص
حامد سليمان

 توفير ممرض إضافي خاصة في المدارس ذات الكثافة الطلابية العالية
 مواكبة الطلب المتزايد على خدمات الصحة المدرسية
 التوسع في نطاق المدارس التي تتلقى الخدمات
 تدريب تمريض الصحة المدرسية نظرياً وعملياً لفحص حدة الإبصار
 تدريب الكوادر على آلية  التحويل السليم لحالات الطلبة ضعاف النظر
 فحص الإبصار لـ 52423 طالباً وطالبة في مدارس الدولة
 

كشفت الدكتورة ليلى عبد الله الدهنيم - استشاري أول في طب المجتمع ومدير برنامج وخدمات الصحة المدرسية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية - عن خطط استباقية لتوفير الكوادر التمريضية في المدارس المخطط افتتاحها خلال العام الدراسي المقبل، مشيرة إلى خطط لزيادة الكوادر العاملة في الصحة المدرسية، بتوفير ممرض إضافي إلى جانب ممرض المدرسة، خاصة في المدارس ذات الكثافة الطلابية العالية، لمواكبة الطلب المتزايد على خدمات الصحة المدرسية والتوسع في نطاق المدارس التي تتلقى الخدمات. ونوهت د. ليلى الدهنيم في حوار لـ «العرب» بتدريب تمريض الصحة المدرسية نظريًا وعمليًا على الطرق المناسبة والاشتراطات الصحية المتبعة في فحص حدة الابصار، إضافة إلى التدريب على آلية التوثيق الالكتروني والتحويل السليم لحالات الطلبة الذين يعانون من معدل نظر أقل من الطبيعي، حيث تم فحص الابصار لـ 52423 طالباً وطالبة في مدارس الدولة خلال
 العام الدراسي الماضي.

وأكدت العمل على توفير قاعدة بيانات وبناء نظام لرصد ومراقبة نمو طلبة المدارس، والكشف المبكر عن حالات اضطرابات النمو، وتحويل الحالات التي تعاني من نقصان الوزن أو قصر القامة أو حالات زيادة الوزن والسمنة إلى المراكز الصحية لتلقي العلاج، موضحة أنه تم تنفيذ المسح لمخططات النمو لعدد 125966 طالباً وطالبة بكافة المراحل الدراسية.
وأشارت إلى أن الإدارة عملت على تحويل العيادات المدرسية المألوفة إلى عيادات ذكية من خلال ربطها إلكترونيًا بشبكة إدارة الملفات الصحية مع المؤسسات الصحية ومؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب. وتحدثت د. ليلى الدهنيم عن تطبيق مشروع يعنى بإدارة أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا بين طلبة المدارس بمختلف المراحل الدراسية في الدولة، وهي السكري والربو والصرع، من اجل توفير كافة السبل المتاحة لتقديم العلاج للطلاب ومتابعتهم ووقايتهم من المضاعفات الخطرة المتوقعة، وخلق بيئة تعليمية صحية وآمنة للطلبة من أصحاب الأمراض المزمنة كأحد أهم حقوقهم. وإلى نص الحوار:

◆ ماذا عن أبرز إنجازات الصحة المدرسية للارتقاء بصحة الطلاب وعافيتهم؟
¶ في ظل الاهتمام المتزايد بصحة الطلاب ورفاهيتهم وضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية لهم، أصبحت الصحة المدرسية ركيزة أساسية في النظام التعليمي في الدولة، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في تقديم خدمات الرعاية الصحية للطلبة في 291 مدرسة حكومية بالإضافة إلى بعضٍ من مدارس مؤسسة «التعليم فوق الجميع» التي تضمن حق الطلاب في التعليم والذين حرموا منه إما بسبب الحروب، أو النزاعات، أو غيرها من الكوارث التي حالت دون قدرتهم على استمرار التعلم.
وانطلاقًا من هذه الأهمية، كثفت الصحة المدرسية جهودها في مختلف الخدمات الوقائية والعلاجية والتثقيف الصحي التي تقدمها للطلبة، بهدف تعزيز صحتهم ووقايتهم من الأمراض، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة والطارئة لهم، ذات الجودة العالية بأعلى المعايير العالمية، وتتجلى هذه الجهود عدة مجالات.

 معايير اختيار الكوادر
◆ ماذا عن معايير اختيار الكوادر العاملة في الصحة المدرسية؟
¶ تعتبر إدارة برنامج وخدمات الصحة المدرسية رائدة في تقديم خدمات الصحة المدرسية في المدارس الحكومية بكوادرها الادارية والتمريضية المؤهلة والتي تتمتع بأعلى الكفاءات والخبرات في هذا المجال، كما تسعى إدارة الصحة المدرسية بشكل مستمر إلى تقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية للطلاب، وقد تجلت هذه الجهود في توظيف 330 ممرضا وممرضة بالإضافة الى مشرفي الصحة المدرسية ومنسقي المناطق الصحية لتقديم خدمات الرعاية الصحية في كافة المدراس الحكومية بالإضافة لبعض مدارس التعليم فوق الجميع.

◆ ماذا عن تدريب الكوادر العاملة في الصحة المدرسية؟
¶ لا تقتصر جهودنا على توفير الكوادر التمريضية في المدارس فحسب، بل تعمل الصحة المدرسية دون انقطاع وبالتعاون مع إدارة تدريب القوى العاملة بالمؤسسة وسدرة للطب والجمعية القطرية للسكري ووزارة الصحة العامة وإدارات تدريبية معتمدة على تنظيم وعقد العديد من الورشات التدريبية الإكلينيكية وغير الإكلينيكية لتطوير مهارات كوادرها، وضمان تقديمهم رعاية صحية عالية الجودة لأبنائنا الطلبة.
وقد وضعت الصحة المدرسية خططًا استباقية لتوفير الكوادر التمريضية في المدارس المخطط افتتاحها خلال العام الدراسي المقبل، والتخطيط إلى زيادة الكوادر العاملة في الصحة المدرسية، من خلال توفير ممرض إضافي إلى جانب عمل ممرض المدرسة خاصة في المدارس ذات الكثافة الطلابية العالية، لمواكبة الطلب المتزايد على خدمات الصحة المدرسية والتوسع في نطاق المدارس التي تتلقى هذه الخدمات.

برامج متنوعة لصحة الطلاب
◆ حدثينا عن عمل إدارة برامج الصحة المدرسية.. ماذا عنها؟
¶ تسعى إدارة برامج وخدمات الصحة المدرسية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة لتحسين صحة الطلاب، حيث تم تنفيذ برامج متنوعة وفق معايير منظمة الصحة العالمية، تتضمن البرامج برنامج فحص حدة الإبصار والذي يتم تنفيذه سنويًا بين طلبة المدارس في الصفوف الفردية من الصف الأول حتى الصف التاسع، وذلك بهدف الكشف المبكر عن حالات ضعف وعيوب حدة الابصار بين الطلاب، وقد تلقى تمريض الصحة المدرسية تدريبًا نظريًا وعمليًا على الطرق المناسبة والاشتراطات الصحية المتبعة في فحص حدة الابصار، بالإضافة الى آلية التوثيق الالكتروني والتحويل السليم للحالات المكتشفة للطلبة الذين يعانون من معدل نظر أقل من الطبيعي وتحويلهم إلى عيادة طب العيون وعيادة البصريات، ليتم صرف النظارات الطبية وتقديم العلاج المناسب لهم.
والجدير بالذكر انه تم فحص عدد 52423 طالباً وطالبة في مدارس الدولة.
كما تشمل برامج المسوحات والكشوفات المبكرة برنامج مخططات النمو في المدارس الحكومية، الذي يستهدف الكشف على الطلبة من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر سنويًا. ويهدف هذا البرنامج إلى توفير قاعدة بيانات وبناء نظام ترصُد لمراقبة نمو طلبة المدارس، والكشف المبكر عن حالات اضطرابات النمو التي قد تكون لها علاقة بنظام التغذية أو نمط الحياة بشكل عام والتي تتمثل في نقصان الوزن أو قصر القامة من جهة، أو زيادة الوزن والسمنة من جهة أخرى، بالإضافة الى تحويل هذه الحالات إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية للمتابعة الطبية وتقديم الخدمات العلاجية لهم؛ وذلك بهدف تقليل السمنة والوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة.  وحرصا على تحقيق أهداف البرنامج وبالتعاون المشترك مع وزارة الصحة العامة فقد تم تنظيم ورشة تدريبية لكافة تمريض الصحة المدرسية على كيفية استخدام أجهزة قياس مؤشرات النمو وكتلة الجسم الموصي بها من منظمة الصحة العالمية وتدوينها على نظام الملف الصحي الالكتروني، وقد قام ممرضو وممرضات الصحة المدرسية بتنفيذ المسح لمخططات النمو لعدد 125966 طالباً وطالبة بكافة المراحل الدراسية.

المدارس الصديقة للربو
◆ وماذا عن برنامج المدارس الصديقة للربو وأهميته؟
¶ بالتعاون والتنسيق المسبق مع قسم الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة تم تنفيذ برنامج المدارس الصديقة للربو، والذي يستهدف كافة طلبة المدارس الحكومية من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر بشكل سنوي، ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين نوعية الحياة والنتائج الصحية للأطفال المصابين بالربو في المدارس وتقليل التعرض لمثيرات ومهيجات نوبة الربو داخل البيئة المدرسية، وتشجيع الطلبة المصابين للمشاركة في الأنشطة المدرسية، ولاسيما الأنشطة البدنية، بالإضافة لرفع الوعي لدى موظفي المدرسة وأولياء الأمور والطلاب بما يخص مرض الربو.

◆ هل من برامج أخرى تعمل الإدارة عليها؟
¶ نعم.. فمن البرامج التي يتم تطبيقها سنوياً بالتعاون مع قسم صحة الفم والاسنان الوقائية برنامج «أسناني» كجزء من الجهود المبذولة لتحسين صحة الفم والأسنان للطلاب. ويستهدف هذا البرنامج طلاب رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، ويتم تنفيذه سنويًا لضمان رعاية صحة الاسنان بشكل شامل، وتم تنسيق زيارات لطلاب رياض الأطفال الى المراكز الصحية، حيث بلغ عددها 21 روضة، للفحص الدوري لصحة الاسنان وتقديم النصائح والارشادات الوقائية. بالإضافة الى ذلك، قام أطباء الاسنان بزيارة المدارس الابتدائية، حيث بلغ عددها 54 مدرسة.

بيئة مدرسية صحية
◆ ماذا عن مشاريع الصحة المدرسية؟
¶ تنفذ الصحة المدرسية مجموعة من المشاريع الصحية المتنوعة كجزء من استراتيجيتها التي تهدف إلى تعزيز صحة الطلاب وخلق بيئة مدرسية صحية، تضمن استمرارية العملية التعليمية لهم في كافة الظروف المختلفة. بالإضافة إلى تهيئة بيئة آمنة وسليمة لهم من خلال التركيز على مختلف الجوانب الصحية.
وعملت الإدارة على تحويل العيادات المدرسية المألوفة إلى عيادات ذكية من خلال ربطها إلكترونيًا بشبكة إدارة الملفات الصحية مع المؤسسات الصحية ومؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب التي توفر وصولًا سريعًا إلى سجلات الطلبة عند الحاجة، وتضمن صحة المعلومات ودقتها، كما تتيح لممرضي المدارس متابعة وتوثيق الرعاية المقدمة لطلبة المدارس كافة بشكل عام وطلبة الأمراض المزمنة بشكل خاص.
وانطلاقا من هذه الاستراتيجية، فقد قامت الصحة المدرسية بتطبيق مشروعًا يعنى بإدارة أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا بين طلبة المدارس بمختلف المراحل الدراسية في الدولة، وهي أمراض السكري والربو والصرع، بهدف توفير كافة السبل المتاحة لتقديم العلاج للطلاب ومتابعتهم ووقايتهم من المضاعفات الخطرة المتوقعة، لخلق بيئة تعليمية صحية وآمنة لهم كأحد أهم حقوقهم.
ويركز هذا المشروع على تمكين تمريض المدارس وتدريبهم على الآلية السليمة في التعامل مع الطلاب المصابون هذه الأمراض، وتقديم خدمات تمريضية عالية الجودة متقدمة ومواكبة لآخر التطورات العلمية والتقنية الحديثة، بالإضافة إلى الاستفادة من الإمكانيات الطبية المتاحة، التي تضمن دمج هذه الفئة من الطلاب في المجتمعات المدرسية بشكل سليم وتمكنهم من المشاركة الفعالة بالفعاليات المختلفة داخل أو خارج المدرسة مثل أقرانهم من الطلاب الأصحاء.
وفي هذا الإطار أيضا، تضافرت جهود الصحة المدرسية مع العديد من الإدارات الداخلية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية وخارجيًا مع مؤسسات المجتمع المختلفة. فعلى سبيل المثال، أطلقت إدارة الصحة المدرسية وبالتعاون مع قسم الأعصاب في سدرة للطب مشروع المدارس الذكية في التعامل مع التشنجات العصبية، الذي يتكون من أربع مراحل مختلفة لتدريب مشرفي وممرضي الصحة المدرسية لتقديم التوعية الصحية للمجتمعات المدرسية حول سبل تقديم العناية المتكاملة للطالب المصاب بالتشنجات العصبية وتقديم الإسعافات الأولية له ورفع الوعي العام حول هذا المرض.

 فهم طيف التوحد
وعلى الصعيد الداخلي في المؤسسة، قامت إدارة الصحة المدرسية وبالتعاون مع قسم صحة الأطفال والمراهقين بتنفيذ مشروع يهدف إلى تعزيز فهم اضطراب طيف التوحد بين موظفي القطاع التعليمي في المدارس الحكومية ليشمل تدريب كل من المدرسين، والأخصائيين النفسيين، والاجتماعيين، والممرضين. واستهدف هذا المشروع كافة المدراس الحكومية. وتم تطبيقه على مرحلتين متتاليتين، ففي المرحلة الأولى تم استهداف رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والنموذجية. أما في المرحلة الثانية، فقد تم استهداف المدارس الإعدادية والثانوية وتدريب كوادرها من قبل مدربين من ذوي الكفاءة، وتم التدريب على فهم اضطراب طيف التوحد وكيفية التعامل معه باستخدام الاستراتيجيات المناسبة ولتوفير الدعم اللازم وتسهيل عملية التواصل مع الطلاب المشخصين بهذا الاضطراب.
كما طبقت إدارة الصحة الوقائية وبالتعاون مع إدارة الصحة المدرسية برنامج المعافاة في خمس عشرة مدرسة بمختلف المراحل الدراسية، ويعتبر هذا المشروع أحد أهم الأهداف لتحقيق جودة الحياة الصحية للطالب على الصعيد البدني والنفسي والاجتماعي من خلال خلق الوعي المجتمعي وتعزيز استراتيجيات المعافاة والرفاهية وتزويد الطلاب بالسلوكيات الصحية حسب الأنشطة الشهرية المقررة، عبر مدربي اللياقة الصحية لخلق بيئة ونمط حياة صحية وأكاديمية للطلاب.
ومن ناحية أخرى، تضافرت الجهود مع أطباء مركز الظعاين الصحي بتطبيق مشروع لمحاربة مرض السمنة لدى الطلاب في مدراس منطقة الظعاين. واستهدف هذا المشروع نشر التوعية بمخاطر مرض السمنة للعمل على تغيير الأنماط الغذائية والسلوكيات غير الصحية، لخلق نمط حياة صحي وسليم للطلاب في المرحلة الابتدائية.
ولم يغفل قسم الصحة المدرسية عن توسيع نطاق الخدمات الصحية في المدارس للاستجابة لحالات الطوارئ للإنعاش القلبي الرئوي بما يتوافق مع المعايير العالمية التي وضعتها المنظمات العالمية مثل جمعية القلب الأمريكية، لتعزيز الاستعداد لحالات الطوارئ في المدارس في جميع أنحاء الدولة. من خلال العمل على محاولة توفير أجهزة مزيل الرجفان القلبي التي تلعب دورًا حيويًا في انقاذ حياة الأشخاص لاستخدامها في حالات توقف القلب. ويسعى هذا المشروع إلى تدريب ممرضي المدارس المؤهلين لتقديم كافة خدمات الطوارئ.
بالإضافة إلى كافة هذه الجهود وبالتعاون المشترك مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، تم تدشين إضافة مستوى ما قبل الروضة (عمر ثلاث سنوات) إلى الرياض الحكومية ابتداءً من أغسطس 2023، كمرحلة تجريبية في أربع رياض أطفال من مناطق صحية مختلفة، تم اختيارها وفق معايير وضوابط معينة تتعلق بالكثافة السكانية ومناسبة المبنى المدرسي. وعليه، عملت الصحة المدرسية على تجهيز العيادات المدرسية لهذه الرياض بأحدث الأجهزة وفقًا لأعلى المعايير العالمية لتعزيز صحة الطلبة، والتي تتناسب والفئة العمرية المضافة إلى مستوى ما قبل الروضة.