قدمت الولايات المتحدة أمس دعمها لقيام حلف شمال الأطلسي بتسيير دوريات بحرية قبالة السواحل الليبية في إطار خطة مثيرة للجدل تدعمها الولايات المتحدة لإغلاق طريق الهجرة من غرب المتوسط إلى أوروبا.
وصرح رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي للصحفيين، عقب اجتماع ضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا في هانوفر في مدينة المانيا، أن باراك أوباما أبدى استعداده لتخصيص موارد الحلف لوقف عمليات تهريب البشر والمهربين التي نصفها اليوم بالعبودية المعاصرة .
وتطرقت المحادثات إلى أزمة المهاجرين وحالة عدم الاستقرار وتغلغل الإسلاميين في ليبيا التي انطلق منها 350 ألف شخص بحرا باتجاه ايطاليا منذ مطلع 2014. ونشر موقع ويكيليكس التقرير السري للاتحاد الأوروبي الذي أعده اللواء البحري الإيطالي انريكو كريديندينو، بشأن اللاجئين الذين يسعون إلى أوروبا، والمتضمن تفاصيل عن كيفية وصول اللاجئين إلى أوروبا، مشيرا إلى حقيقة تدمير الزوارق التي تقلهم. ويشير التقرير إلى أن المهاجرين من الشرق الأوسط يستخدمون ثلاث طرق للوصول إلى أوروبا.
وحسب معطيات وكالة أمن الحدود الخارجية فرونتكس في الاتحاد الأوروبي، استخدم حوالي مليون شخص الطرق الثلاث منذ يناير 2015 ولغاية ديسمبر من نفس العام، للوصول إلى الدول الأوروبية، 83 % منهم استخدموا الطريق الشرقي، و16 % طريق ليبيا وطريق المغرب العربي. وقدر الاتحاد الأوروبي أرباح المهربين الليبيين بـ 250-300 مليون يورو خلال الفترة المذكورة.
وانتقدت جماعات حقوقية تلك الخطة، كما انتقد البابا فرنسيس الاتحاد الأوروبي بسبب ما يعتقد أنه تفريق بين طالبي اللجوء والمهاجرين لأسباب اقتصادية.
وأعربت ألمانيا عن دعمها للعملية البحرية لمكافحة تهريب الأسلحة والبشر، إلا أنها قالت إنها ترغب في أن تكون العملية تحت قيادة الاتحاد الأوروبي وليس تحت قيادة الحلف الأطلسي.
وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في هانوفر إنه من خلال مهمة الحلف الأطلسي في بحر ايجه، أظهرت الولايات المتحدة استعدادها للمشاركة في مكافحة الهجرة غير الشرعية هنا .
وقال ماتيا توالدو الخبير في الشؤون الليبية يجب أن نتذكر أن ليبيا ليست عضوا في ميثاق جنيف، وأن ظروف مراكز احتجاز المهاجرين مزرية . وقال لا أعتقد أن الحلف سيعيد القوارب، ولكن أعتقد أن إيطاليا ستبدأ في إعادة الناس جوا مباشرة من صقلية .