لدينا 4 قطريين من أصل 90 طبيباً
حوارات
26 ديسمبر 2011 , 12:00ص
أجرى الحوار- إسماعيل طلاي
كشف الدكتور خالد الأنصاري مدير طوارئ الأطفال بمنطقة السد أن جائزة «نجوم التميز لمنطقة الشرق الأوسط» التي سيعلن عنها شهر يناير المقبل في دبي رشحت طوارئ الأطفال في قطر ضمن أفضل ثلاثة مستشفيات للطوارئ ستتنافس على المراتب الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، في خطوة تلي نجاحه في نشر بحوث علمية متطورة في أبرز المجلات الأميركية والبريطانية المتخصصة.
وفي حوار لـ «العرب» عرض خلاله حصيلة أداء طوارئ السد خلال السنة الحالية، اعترف الأنصاري أن إقبال الكوادر القطرية على طب الطوارئ لا يزال ضعيفا وغير كافٍ، إذ لا يوجد سوى 4 أطباء فقط من أصل 90 بطوارئ الأطفال، رغم الزيادات المحفزة في الرواتب. ودافع المتحدث عن أداء المستشفى الذي يديره، مشيرا إلى أنه استقبل 400 ألف حالة خلال عام، بمعدل 1500 طفل مريض يوميا، موازاة مع تحقيقه معدلا قياسيا في فترة الانتظار التي لا تتعدى ساعة كاملة خلال الحالات القصوى، بينما تهدف مستشفيات الطوارئ في دول أوروبية إلى تحقيق معدل انتظار لا يقل عن 4 ساعات، على حد قوله، وإلى نص الحوار:
¶ نوشك على طيّ سنة 2011، فما أبرز الإنجازات التي حققتها طوارئ الأطفال بالسد من باب تطوير البحوث الطبية وتدريب الكوادر وخدمة المرضى؟
- نحن خلال العامين الماضيين، وبخاصة هذا العام، لم يكن عملنا منصبا على خدمة المرضى فقط، بل كنا نتطلع لمستويات أعلى، بأن نكون أحد المراكز المعروفة في المنطقة، ونأمل أن نكون من بين الأبرز عالميا إن شاء الله. تطلعنا إلى التعليم والبحث، فخدمة المرضى مستمرة، وفي تحسن مستمر، والأعداد في تزايد، ومراكز طوارئ الأطفال في تزايد، حيث بدأنا الفحوصات في مركز الضعاين قبل 4 أشهر، في انتظار الافتتاح الرسمي المرتقب قريبا، حيث سيكون مركزا ضخما.
وبالنسبة لتطوير خدمات المرضى، فهي بأحدث ما توصل إليه العلم في طوارئ الأطفال، ودوما هناك دورات تدريبية على مدار العالم لتدريب الأطباء والممرضين على آخر المستجدات في طوارئ الأطفال. وهناك دورات لتدريب الطاقم الطبي من أطباء وممرضين على الإسعافات الأولية، والعناية بالأطفال الذين تكون حالتهم صعبة ويحتاجون لغرفة عناية. وهناك إجراءات تدريبية لكادر التمريض والأطباء حول قدرة التعامل مع عائلة المريض، ودورات حول العلاقات مع المرضى.
¶ هل الدورات التدريبية بإشراف كوادر محلية أم أجنبية؟
- التدريب الحالي من خبرات محلية وخبرات تزور قطر سنويا، على الأقل مرتين في العام، حيث يقدمون محاضرات وورشا تدريبية، وهذه قائمة على مدار العام، إلى جانب الندوات التي تقام في طب طوارئ الأطفال، حيث نحاول سنويا تخصيص يوم كامل لطب طوارئ الأطفال، من خلال تقديم محاضرات على مدار العام، على الأقل لدينا ورشة عمل كل شهر أو شهرين.
¶ وماذا عن البحوث العلمية التي قدمها طوارئ السد؟
- طوارئ الأطفال خلال ثلاث السنوات الماضية بدأ في البحوث العلمية، والنشر في المجلات الأميركية والأوروبية، بأبحاث إكلينيكية، ولقيت صدى كبيرا. وهذه الأبحاث ينجزها أطباء بعد الحصول على الموافقة، ونسميها «أبحاثا» أو «تجارب علمية».
وكما تعلمون حصل مركز طوارئ السد على الاعتماد الدولي من المعهد الأميركي (GCI) قبل 8 سنوات، ونحن أحد المراكز التي حصلت على هذا الاعتماد الدولي في مؤسسة حمد الطبية. وسنويا هناك زيارات ميدانية على الأقل 3 مرات سنويا، يحضر استشاريون من الولايات المتحدة لتقييم المكان، والتأكد من أننا ملتزمون بمعايير هذه الهيئة الدولية المعروفة عالميا.
¶ تراهنون على جعل طوارئ السد الأشهر في المنطقة، فكيف ذلك؟
- نعتمد في ذلك على البحوث الطبية، وقد بدأنا خطوات ممتازة، كما أسلفت من خلال البحوث التي نشرناها، والآن هناك مختصون في العالم يعرفون طوارئ السد، ويطلعون على ما نقوم به، والخدمات التي نقدمها للمرضى.
¶ وهل هناك دورات تقدمونها لطلاب الجامعات القطرية؟
- كما نركز على التعليم الطبي للطاقم الموجود لدينا، حيث تعتبر طوارئ السد من المؤسسات المتعارف عليها لتدريب طلبة وايل كورنيل للطب، وطلبة شمال الأطلنطي في التخصص التنفسي، وممرضات جامعة «كالجاري» اللائي ينجزن مراحل من تدريبهن في طوارئ السد. وسنويا نستقبل عددا كبيرا من الطلاب في حدود 20 طالبا تقريبا من وايل كورنيل فقط، وعددا معتبرا من الشمال الأطلنطي وجامعة كالجاري.
¶ هل هناك شهادات عالمية أو عربية حصلتم عليها تدعم هذا التفوق الذي تتحدثون عنه؟
- طبعا، ففيما يخص نجوم التميز في مؤسسة حمد الطبية، حصل طوارئ السد على أول مركز في التطبيق الطبي، وحصلنا على النجوم اللامعة في تقييم الأطباء، وهما مركزان متقدمان جدا. كما أن هناك ما يسمى بمؤتمر الصحة العرب في دبي، حيث يتم تقييم للمؤسسات الصحية، وحديثا تم ترشيحنا ضمن أفضل 3 مراكز خاصة بخدمات الطوارئ على مستوى الشرق الأوسط، ونحن نتوق لمعرفة ترتيبنا بين الثلاثة الأوائل خلال إعلان النتائج النهائية شهر يناير المقبل في دبي. ونبقى نراهن على مكانة دولية مستقبلا إن شاء الله، والأمر يتطلب وقتا، لكن على الأقل بدأ الأطباء والإخصائيون في العالم يسمعون عن طوارئ الأطفال لمؤسسة حمد الطبية بفضل البحوث العلمية المنشورة في مجلات عالمية متخصصة.
¶ مركز السد يشهد أكبر نسبة إقبال، فهل لديكم ما يكفي من الكوادر المتخصصة لتلبية الطلب؟
- نعم لدينا حاليا 45 طبيبا في طوارئ السد، من مجموع 90 طبيبا في المراكز الخمسة إجمالا، ولدينا أيضا 5 استشاريين، و200 ممرضة بطوارئ السد، مقابل 200 ممرضة في المراكز الأخرى مجتمعة، ليصل إجمالي كوادر طوارئ السد 650 شخصا بين أطباء واستشاريين وممرضين وموظفين في المختبر والأشعة والصيدلية. وقد انضم إلينا العام الماضي 20 طبيبا، وهناك 10 أطباء سينضمون مستقبلا، كما انضمت إلينا 30 ممرضة، و40 سينضممن مستقبلا. ويتم استقدام هؤلاء من دول عربية ليتمكنوا من التواصل مع المرضى من مصر والأردن وسوريا وتونس، إلى جانب جنسيات آسيوية ليسهل التواصل مع الجاليات الآسيوية وبخاصة الجالية الهندية. فالحمد لله، حاليا لا نعاني نقصا في الكوادر. وهؤلاء الأطباء لديهم الزمالة في طب الأطفال، وسنتان خبرة في طب طوارئ الأطفال على الأقل. وخلال الأشهر الأولى يعمل الكادر تحت الاختبار لتقييم أدائه وكفاءته، وبعدها يبدأ العمل بمفرده. فهناك تقييم الطاقم الطبي كله من أطباء وممرضين وموظفين في المختبر والأشعة والصيدلية.
¶ وماذا عن توظيف الكوادر القطرية في طوارئ الأطفال؟
- في طب طوارئ الأطفال صعب جدا، فعدد القطريين 3 أطباء حاليا فقط، ورابع سينضم لنا قريبا، وهذا بحكم أن عدد الأطباء القطريين محدود، وطب الطوارئ غير جاذب؛ لأنه يعمل وفق نظام الورديات وفي ساعات الليل أحيانا، وهذا ينطبق على القطريين وكل الجنسيات. فيمكن القول إن هناك عزوفا عن الطوارئ في التخصصات الطبية لأحد الأسباب التي ذكرتها وأخرى. فالعدد الحالي للأطباء القطريين 4 أطباء قطريين من أصل 90 طبيبا غير كاف تماما، ولا يكفي لتغطية طوارئ الأطفال، ولا مناص من الاستعانة بالخبرات الأجنبية.
¶ وماذا عن الرواتب، هل هي محفزة؟
- الأمور المادية سواء بالنسبة للقطريين والأجانب ممتازة، والقطريون استفادوا من زيادة %60 في الرواتب، فأكثر من ذلك لا يوجد.
¶ وهل لمستم إقبالا من الطلاب القطريين على طب الطوارئ؟
- نعم، هناك عدد من الطلاب القطريين الذين تدربوا لدينا، لكني لا أعلم العدد بالضبط، وأذكر ذلك بالمناسبة لأحفز القطريين على الانضمام إلى طوارئ السد.
¶ لماذا -برأيكم- لا يزال ضغط المرضى على مركز السد رغم وجود 4 مراكز أخرى؟
- هناك تركيز أكبر على مركز السد بوصفه المركز الأم، وسمعته معروفة في قطر كلها. كما أن المراكز الأخرى حديثة، إلى جانب قرب طوارئ السد من مستشفى حمد العام، بالإضافة لموقع المركز الاستراتيجي، وهي كلها عوامل تبرر الضغط على مركزنا، لكننا بالمقابل حاولنا توفير الكوادر نفسها في المراكز الأخرى، بدليل أن كل الكوادر تلقت تدريبا لدينا في المركز الأم، وكلهم طاقم متدرب وفعال.
¶ وماذا عن عدد المرضى خلال السنة الجارية والأمراض المسجلة؟
- أعداد المرضى في تزايد مستمر، خاصة هذه الأيام، حيث نستقبل من 1400 إلى 1500 مريض يوميا في فترة الشتاء.
¶ هل الإمكانات التي لديكم بطاقة استيعاب الضغط المتزايد للمرضى؟
- مدة الانتظار لدينا ليست مرتفعة مقارنة بعدد المرضى. ونحن في فصل الشتاء تحديدا نعمل بوتيرة %100 للكوادر الطبية، باعتبار موسم ارتفاع المرضى، حيث نقلص فترة الإجازات خلال هذه الفترة، ونضاعف الأطباء وكوادر التمريض، خاصة ليلا، حيث يزداد عدد المرضى.
¶ وماذا عن رحلة العلاج منذ دخول المريض إلى المركز حتى دخوله لدى الطبيب؟
- يتفاوت الأمر بحسب نوعية الحالة، فالحالات البسيطة من الدرجة الأولى لا تتعدى ثواني معدودة ليكون المريض في غرفة العناية، والمريض من الدرجة الثانية في أقل من 20 دقيقة يكون الطبيب قد رآه، والمريض من الدرجة الثالثة من مرضى الرعاية الصحية الأولية، فمعدل الانتظار نصف ساعة، وأحيانا قد يمتد الانتظار إلى ساعة كاملة في حالات الاكتظاظ.
¶ وهل معدل الانتظار للمريض ملائم للمقاييس العالمية في مستشفيات الطوارئ؟
- الأميركيون والبريطانيون يأملون الوصول إلى ساعتي انتظار، لكن المعدل الحالي هو 4 ساعات بالنسبة إليهم، فنحن في أفضل معدلات الليل التي يمكن توقعها، وهذا في ساعات الليل التي تشهد اكتظاظا للحالات، ولا تتجاوز رحلة العلاج والانتظار من 30 إلى 39 دقيقة على الأكثر.
¶ وهل تصلكم شكاوى من المرضى؟
- ليست هناك شكاوى كثيرة، ولكن أبرز الشكاوى هي الانتظار في الفترة المسائية، وهذه قلّت جدا مع زيادة الطاقم وفتح عيادة خلفية، لكن بعض المرضى ينتظرون ساعة ويعتقدون أنها فترة مبالغ فيها، ولا يدركون أن طوارئ الأطفال تعالج الحالات الطارئة، ولا مانع لدينا من فحص كل المرضى، لكن الحالات البسيطة التي تفضل الطوارئ على مراكز صحية للرعاية الصحية الأولية مطلوب منها بالمقابل أن تنتظر إلى أن يتم فحص الحالات الطارئة. وفي أقصى الحالات لا تتعدى مدة الانتظار ساعة كاملة.
¶ وماذا عن أمراض الأطفال المنتشرة أكثر في فصل الشتاء حاليا؟
- عموما، الالتهابات الفيروسية تزداد، وحالات الربو والتهابات الشعب الهوائية لدى الأطفال أقل من عامين، والحرارة لدى الأطفال أقل من ثلاثة أشهر. وهناك حالات تحتاج عناية مركزة يتم تحويلها إلى مستشفى حمد العام.
وبلغة الأرقام، سجلنا خلال السنة الماضية 400 ألف مريض في طوارئ الأطفال عموما، وأكثرها الربو وحساسية الصدر بمعدل %25 من الأطفال الذين يدخلون الملاحظة، و%20 خاصة بحالات النزلات المعوية، من ترجيع وإسهال وأوجاع البطن لدى الأطفال، و%40 حالات تعاني نزلات البرد من السعال والزكام والتهاب الحنجرة، و%20 إلى %30 الباقية حالات مختلفة من الحرارة، والتهاب السحايا، والتهاب الصدر، والتهابات الدم وغيرها.
¶ ما أكثر الأمراض المزمنة المسجلة؟
- أكثر الأمراض المزمنة هي التشنجات لتلقي أدوية في حال عودة التشنج أو زيادته، وحالات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال الذين يعانون التهابات مزمنة في الصدر، وهناك حالات خاصة بالسرطان على مدار العام للأطفال مسجلة في المراكز المتخصصة في علاج أمراض السرطان، إلى جانب حالات الأطفال الذين تزرع لهم كلى وقلب ونخاع العظم، تتم العمليات في الخارج والمتابعة عندنا بمركز السد. وتبقى النزلات المعوية في الصيف والربو والتهاب الشعب الهوائية في الشتاء أكثر الحالات المرضية المسجلة لدى الأطفال.
¶ وهل هناك حالات وفاة؟
- الحمد لله، هذا العام لم نسجل أي حالة وفاة لدى الأطفال في طوارئ السد، وفي المراكز الأخرى سجلنا 5 حالات وفيات، كانت علامات الحيوية متوقفة لديهم، وهي حالات مختلفة بينها طفلان توقف التنفس لديهما في البيت.