

نظمت مؤسسة قطر، أمس، جلسة تعريفية حول متحف الفنان مقبول فدا حسين، والذي يُفتتح رسمياً غداً الخميس. وأكد مسؤولو المؤسسة الأهمية الكبيرة للمتحف، الذي يخلد إرث الفنان العالمي، ويوفر تجربة ثرية للزائرين للدخول إلى عالمه، والتعرف على أعماله الفنية والتواصل مع رسائله الإبداعية التي تتجاوز حدود الفن لتلامس الفكر والهوية والإنسان. ونوهوا بأن تصميم المتحف استغرق ما يقارب ثلاث سنوات ونصف السنة، ويحوي عدد من الصالات، إضافة إلى توفير تجربة 360 والتي تعمل على انغماس الزائرين في عالم مقبول فدا حسين، خاصةً وأن هذه التجربة أثبتت نجاحها خلال العامين الماضيين.
خلود العالي: المتحف منصة ثقافية تتكامل مع رسالة المؤسسة
صرّحت السيدة خلود العالي المديرة التنفيذية للمشاركة المجتمعية والبرامج في مؤسسة قطر بأن افتتاح متحف «لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين « يمثّل محطة بارزة في رحلة مؤسسة قطر نحو تعزيز دور الفنون كجزء أساسي من التعلم والإبداع. وأكّدت أن المتحف لا يُعد مجرد مساحة للعرض، بل هو منصة معرفية وثقافية تُجسّد رؤية المؤسسة في تمكين الأفراد من التفاعل مع الإبداع واستكشافه بوصفه لغة إنسانية عالمية.
وأوضحت العالي أن إنشاء المتحف جاء استجابة لرغبة المؤسسة في تقديم فضاء حيّ يخلّد إرث الفنان العالمي مقبول فدا حسين، ويسمح للزوّار بالدخول إلى عالمه، وفهم ملامح تجربته الفنية، والتواصل مع رسائله الإبداعية التي تتجاوز حدود الفن لتلامس الفكر والهوية والإنسان.
وشدّدت على أن رسالة المتحف تتكامل بصورة وثيقة مع رسالة مؤسسة قطر، التي تأسست قبل أكثر من ثلاثة عقود على إيمان عميق بقيمة الإبداع وقدرته على تحفيز التعلم والتطوير.
وأضافت أن مؤسسة قطر لطالما لعبت دورًا محوريًا كمنارة للفن والثقافة، تسهم في إثراء المشهد الثقافي في الدولة، وتوفير تجارب فنية ومعرفية نوعية تعزّز حضور قطر على الخريطة الثقافية العالمية.
وبيّنت العالي أن المدينة التعليمية اليوم تحتضن أكثر من مائة عمل فني عام، تُتيح للجمهور مساحات مفتوحة للتأمل والتفاعل مع الفنون، ومن بينها أعمال بارزة للفنان مقبول فدا حسين استُحدِثت احتفاءً باستضافة قطر لكأس العالم. وأشارت إلى أن متحف لوح وقلم يأتي ليضيف بعدًا جديدًا إلى هذه التجربة، عبر تقديم محتوى فني وفكري يعكس عمق ثقافة الابتكار التي تتبناها المؤسسة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن المؤسسة تتطلع لاستقبال الجمهور في هذا الفضاء الإبداعي الجديد، ودعت الحضور إلى زيارة المتحف والانضمام إلى الجولة المخصصة بعد المائدة المستديرة الإعلامية، للاستمتاع بتجربة تلهم الفكر وتثري الحس الفني وتدعم الحوار الثقافي.
نوف محمد: «360» تجربة تكنولوجية تفاعلية مع عالم «مقبول»
أكدت السيدة نوف محمد مدير المشروع والمشرف الفني لمتحف «لوح وقلم»: متحف مقبول فدا حسين، أن المتحف يضم ثلاث قاعات للعرض، حيث يعرض تاريخ أعمال الفنان مقبول فدا حسين، ويعرف به، وما قدمه من فن، وإبداعه في تصميم المنحوتات والصلصال، كما يسلط الضوء على أشياء لا يمكن أن يجدها الزائر في أي مكان آخر في العالم. وأوضحت أن صالة «سيروا في الأرض» تضم آخر أعمال الفنان مقبول فدا حسين. وأشارت إلى أن المتحف يوفر تجربة 360، تعمل على انغماس الزائرين، حيث يمكن للزائر أن يدخل في عالم مقبول حسين، وقد أثبت هذا الأسلوب نجاحه خلال العامين الماضيين، وأن زوار المتاحف يتفاعلون مع هذا النوع من التكنولوجيا، وأن المتحف يوفر تفاعلاً مع زوراه. وأعربت عن أملها بأن يستقطب المتحف الأشخاص من مختلف المراحل العمرية.
مارتاند خوسلا: إنجاز التصميم استغرق أكثر من 3 سنوات
كشف مارتاند خوسلا المهندس المعماري لمتحف لوح وقلم عن أن إنجاز التصميم استغرق ما يقارب ثلاث سنوات ونصف منذ لحظة تكليفه بالمشروع، موضحًا أن الوصول إلى الصيغة النهائية للتصميم استغرق وحده قرابة ثلاث سنوات، سبقتها ستة أشهر من دراسة مقاربات مختلفة قبل الاستقرار على الشكل النهائي.
وأشار إلى أن البذرة الأولى للتصميم وُلدت من رسم تخطيطي تركه الفنان نفسه، عبّر فيه عن رؤيته لمتحف يمكن أن يحتضن أعماله، إلا أن الرسم — كما يقول — كان قطعة فنية بحتة، وليس مخططًا معمارياً جاهزًا للبناء. ومن هذا الرسم انطلقت عملية تطوير “لغة معمارية” كاملة لتحويل الفكرة إلى مبنى قابل للتنفيذ وفق المتطلبات التقنية والعملية للمتحف، الذي يُعد من أكثر المنشآت تعقيدًا لتعدد عناصره ووظائفه.
وعن سبب اختيار هذا التصميم تحديدًا، أوضح خوسلا أن الإجابة سهلة في هذا المشروع، لأن نقطة الانطلاق كانت رغبة الفنان نفسه، التي بُني عليها الشكل النهائي وجرى تطويرها لتصبح رؤية معمارية متكاملة.
وأكد أنه لا يعمل بمفرده، بل يقود فريقًا متخصصًا داخل مكتب معماري في الهند أنجز العديد من المشاريع الكبرى، وكان هذا المتحف أحدها.
وتحدث عن دعم مؤسسة قطر بوصفها الجهة المالكة للمشروع، قائلاً إن دورها تجاوز حدود العميل التقليدي، إذ كانت «شريكًا فعليًا» في جميع مراحل التطوير، من مناقشة فكرة التصميم والرسم الأصلي، إلى تحضير التفاصيل الفنية وتنفيذ المشروع على أرض الواقع. وأشار إلى أن فرقًا متعددة من المؤسسة، بما فيها معماريون واستشاريون داخليون، شاركت في النقاشات، ما أسهم في خروج المشروع بصورته النهائية.
140 عملاً أصلياً وقطعة شخصية تسرد الرحلة
يحتفي لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين»، الذي يفتح أبوابه غدا للجمهور في حرم المدينة التعليمية، بحياة الفنان مقبول فدا حسين وأعماله عبر الوسائط الفنية المتعددة، التي شملت الرسم، والسينما، والتصوير، والخط العربي، والتصميم.
ويكرم هذا المتحف روح هذا الفنان التي لم تكن يوما عن البحث، ورؤيته متعددة التخصصات، فضلاً عن العلاقات الوطيدة ما بين شبه القارة الهندية والعالم العربي بالإضافة لذلك، يوفر «لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين مساحة حية وملهمة، يلتقي فيها الفن والثقافة والتعلم.
استوحي تصميم المبنى الذي يغطي مساحة 3000 متر مربع، من رسم أولي وضع حسين بنفسه، والذي شكل المفهوم المعماري للمشروع، وحدد خطوطه العريضة. يرتكز تصميم المتحف على أربعة عناصر رئيسية مبنى أزرق جذاب، ومنارة بيضاء أسطوانية، ومسار أصفر بارز، ومنطقة تحتضن خيمة. بالرغم من أن رسوم الفنان قد حددت الخطوط العريضة للمتحف، إلا أنها شكلت مصدر إلهام أكثر منها مسودة معمارية وأتاحت للمصممين مجالا واسعا للإبداع والاجتهاد. يحتضن المتحف 140 عملا أصليا وقطعة شخصية، تسرد قصة حسين، وتركز على المحطات المفصلية في حياته، وأعماله، وتحدد الأنماط التي رسمت ملامح مسيرته من عام 1950 وحتى أيامه الأخيرة في الدوحة ويضم المتحف أيضا المواد الأرشيفية، والأفلام، والرسوم التخطيطية، فضلا عن عمل فني فريد يجسد حوار حسين الدائم مع قصص البشر والقواسم المشتركة بينهم، عبر الأديان وسبل الإبداع ومسارات التطور، عبر الزمن والمكان.