يواصل معرض قطر الزراعي والبيئي 2021 فعالياته لليوم الرابع على التوالي في ظل صدى كبير بين العاملين في القطاعين الزراعي والبيئي واستقطاب لشرائح واسعة من المهتمين بشؤون الزراعة والأمن الغذائي بمختلف دول العالم، حيث شهدت ندوات المعرض أونلاين زخما وحضورا محليا ودوليا وكبيراً، وفي تحرك من قِبَل سعادته يستهدف الوقوف على آخر التطورات حول الحدث، تفقد سعادة المهندس عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة، أمس الخميس، الجناح التعريفي لمعرض إكسبو الدوحة 2023، الذي يقع ضمن جناح الوزارة بمعرض قطر الزراعي الدولي الثامن ومعرض قطر البيئي الدولي الثاني، وذلك ضمن جولاته اليومية للتعرف على محتويات أجنحة المعرض، وقد رافقه في الجولة المهندس محمد علي الخوري الأمين العام لإكسبو الدوحة للبستنة 2023، ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض الزراعي والبيئي.
معرض إكسبو
واطلع سعادة الوزير خلال زيارته للجناح على الجهود المبذولة لاستضافة معرض إكسبو تحت عنوان صحراء خضراء، بيئة أفضل ، خلال الفترة التي تبدأ من مطلع أكتوبر من عام 2023 وحتى اختتامه في تاريخ 28 مارس 2024، وذلك على امتداد 179 يومًا تجري خلالها فعاليات المعرض الاحتفالية المتنوعة التي تعكس ثقافة مختلف الشعوب وتستمر على امتداد أيام فصل الشتاء القطري المعتدل.
وقال المهندس محمد علي الخوري الأمين العام لإكسبو الدوحة للبستنة 2023، ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض الزراعي والبيئي لـ لوسيل : نتوقع أن يستقطب هذا الحدث أكثر من 3 ملايين زائر من أكثر من 80 دولة، وسيتم عقده في حديقة البدع، أحد أكثر الأماكن العامة الرائجة والتي تقع في قلب مدينة الدوحة.
واستطرد الخوري قائلاً: سيعزز معرض الدوحة للبستنة التعاون وتبادل المعرفة بين الدول، ومعالجة قضايا أساسية وحساسة مرتبطة بأساليب العيش الصحية والسليمة، والاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة، ونمط العيش المستدام، وكذلك التعليم والابتكار .
هذا وقد لاقى معرض قطر الزراعي الدولي الثامن، ومعرض قطر البيئي الدولي الثاني 2021 صدى كبيرا بين العاملين في القطاعين الزراعي والبيئي ونجح في استقطاب العديد من المهتمين بمختلف دول العالم، وذلك على الرغم من إقامته هذا العام في ظل ظروف استثنائية وإجراءات احترازية ألقت بظلالها على طريقة العرض وأساليب التواصل مع الشركات والزائرين.
وعن ذلك يكشف محمد بن علي الخوري: 42 دولة فتحت أجنحة سفاراتها لأكثر من 500 شركة في مختلف أرجاء العالم لتواصل عقد لقاءات فيما بينها ونتمنى أن تثمر تلك الحوارات في تعزيز حركة التجارة والاستثمار ولاسيما في مجال الزراعة والبيئة الأمر الذي ينعكس بدوره على رفع معدلات الإنتاج وتنامي مشروعات التنمية بمجالات الزراعة والأمن الغذائي .
وفي ذات السياق يقول محمد بن علي الخوري لـ لوسيل : حرصنا على التنسيق مع وزارة الصحة لتنظيم الحضور والحد من الزحام ضمن جهود احتواء كورونا ولذلك لن نسمح إلا لمن يستطيعون الاستفادة بالمعرض بالحضور .
ويستطرد الخوري قائلاً: على هامش المعرض عُقدت سلسلة من الندوات التي تناولت الشأن الزراعي والبيئة وحققت نجاحا باهرا وفي كل ندوة كان يشارك متوسط 600 شخص بخلاف الخبراء المشاركين في الندوات، وحقا الندوات مثلت تحديا جديدا في زمن كورونا ونجحت فيه قطر بامتياز.
ترجمة رؤية قطر 2030
وشهد المعرض زيارة المهتمين للتعرف على أحدث المنتجات في قطاعي الزراعة والبيئة، والالتقاء مع منتجين ومزودين عاملين في القطاعين، وكذلك الالتقاء مع صناع القرار في الوزارات المتخصصة، ومناقشة حاجات السوق المحلية والإقليمية، والاطلاع على أهم التقنيات المعتمدة في قطاعي الزراعة والبيئة، والتعرف على أفضل الابتكارات المقدمة في مجال التنمية المستدامة والتي تشمل: البيئة والطاقة، إدارة النفايات، إدارة المياه، إنتاج الطاقة المتجددة، إدارة المخاطر البيئية ونوعية الهواء.
وفي تصريحات خاصة لـ لوسيل أوضح المهندس حسن جمعة المهندي وكيل الوزارة المساعد لشؤون البيئة: إن انعقاد المؤتمر البيئي الثاني وحرص شركات كبرى متخصصة بالبيئة على المشاركة فيه عبر طرح تقنيات متطورة تؤكد إصرار قطر على إعطاء أهمية خاصة بالبيئة ونظافتها بحرا وبرا وجوا، الأمر الذي رسخته دولة قطر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله ورعاه)، واهتمامها الكبير بالبيئة، من خلال الدستور القطري والقوانين البيئية، ورؤية قطر 2030، التي اعتمدت الاستدامة البيئية أحد أعمدتها الأربعة لتحقيق التنمية المستدامة في الدولة، والتي تُرجمت إلى أهداف ومشاريع في الإستراتيجية الوطنية وإستراتيجية الوزارة المستدامة.
وخلص المهندي للقول إن المعرض يجيء تماشياً مع جهود دولة قطر في مجال البيئة، يأتي معرض قطر البيئي الدولي الثاني باعتباره منصة فاعلة لتبادل الخبرات المحلية والدولية في المجال البيئي، حيث يسعى لتقديم الحلول البيئية المناسبة للفاعلين المتخصصين في هذا المجال.
دعم عمليات التسويق
وحول الدعم الذي تقدمه الوزارة للمزارع والمشروعات الغذائية شدد السيد يوسف بن خالد الخليفي مدير إدارة الشؤون الزراعية على أن وزارة البلدية والبيئة مسؤوليتها الإنتاج والعمل على تحقيق الاكتفاء الزراعي وما تقوم به من مبادرات تسويقية هو اجتهاد من قبلها من أجل دعم المنتجين ووحداتهم وهي سعيدة بذلك وتطور عملها وتنسق مع مختلف جهات الدولة، وفي المعرض تشارك ما يقرب من 100 شركة متخصصة في إنتاج العسل والتمور بمنتجات عالية الجودة وفي متناول الجميع، والأرقام التي تحققت تؤكد الطفرة الزراعية والإنتاجية التي تشهدها الدولة وتنامي أعداد المزارع خير دليل على ذلك.
وحسب الخليفي، ووفق بيانات وزارة البلدية والبيئة فإن المرصود للدعم ضمن الخطة الراهنة يقدر بـ 560 مليون ريال من بينها 210 ملايين ريال رصدت لدعم التسويق خلال 3 أعوام تنتهي نهاية 2022.
يقول يوسف بن خالد الخليفي لـ لوسيل : يعتبر الدعم الزراعي واحدا من الأنشطة التي تقوم بها إدارة الشؤون الزراعية والمتمثل في توفير مدخلات الإنتاج الزراعي من بذور وأسمدة ومبيدات وصناديق وبيوت محمية لأصحاب المزارع في ظل تزايد أهمية الخدمات الزراعية في تحقيق زيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل تكاليف الإنتاج ووفق آخر موسم زراعي قامت الإدارة بتوزيع 39.6 ألف عبوة من البذور و51.2 طن من الأسمدة، 45.1 ألف عبوة من المبيدات، 4.5 مليون صندوق، 100 غرفة تجفيف تمور إلى جانب 100 جرار زراعي.
وفي ختام تصريحاته أوضح يوسف الخليفي: إن الوزارة استعانت بفريق عمل من إحدى الجهات العلمية المتخصصة المحايدة لتقوم بتنفيذ الإحصاء الشامل للموارد الزراعية في الدولة حتى يكون لدى صانع القرار والمستثمر على حد سواء خارطة بيانات دقيقة عن الموارد وسبل استغلالها وتساهم تلك القاعدة البياناتية في رسم الخطط الإستراتيجية للقطاع الزراعي ذلك لأنها توفر صورة دقيقة .
علامة تجارية مميزة
وواصلت لوسيل لقاءاتها ضمن جولتها في المعرض للتعرف على المزيد من الشركات، حيث أطلقت شركة الرمث الزراعية والحيوانية المتخصصة في مستلزمات الإنتاج علامتها التجارية الرمث التي ترمز لإحدى أشجار البيئة القطرية المعروفة.
يقول الشيخ سعود بن ثامر آل ثاني مالك الشركة لـ لوسيل : إن العلامة التجارية الجديدة - الرمث - تجيء اعتزازا بالبيئة القطرية ومكوناتها ومن خلالها ستنطلق الشركة من قطر للعالمية بإذن الله، ومن المعروضات في جناحنا موزع سماد يسع 10 أطنان وثمنه 60 ألف ريال .
ويضيف: كما تعرض الشركة حلابات مختلفة الأنواع والأحجام يبدأ سعرها بـ 450 ريالا للماكينة إضافة لأنواع مختلفة من المكملات الغذائية والأسمدة العضوية والمحاريث وقلابات الأرض .
ويستطرد قائلا: أشارك في المعرض الزراعي منذ عام 2013 وهذا العام بالرغم من كورونا فإن الإقبال على الجناح جيد جدا وتخطى الجناح المستوى الذي توقعناه، والدولة ما قصرت وهيأت الفرصة للمستثمرين والتجار والمزارعين للمشاركة في المعرض والتعريف بمنتجاتهم ومعروضاتهم وعقدت الصفقات .
وفرة في الأعلاف المركزة
وفرضت الأعلاف وأجنحتها وجودها بالمعرض ربما للتوسع الذي حدث بمشروعات الثروة الحيوانية والداجنة في الدولة، يقول حازم الحسيني مدير المبيعات في شركة المرقاب إحدى أهم شركتين منتجتين للأعلاف في الدولة: افتتحنا خطين جديدين لإنتاج الأعلاف ووصل إنتاجنا إلى 3 آلاف طن في الشهر من كافة أنواع الأعلاف المركزة وسوف نفتتح خطا ثالثا بعد شهر رمضان المقبل ينتج 20 طنا في الساعة، ونحرص على إبلاغ زوار المعرض بأننا على استعداد لتلبية احتياجات السوق القطري والتصدير إن تطلب الأمر .
تجميد تراخيص الدواجن
وفي ذات السياق كشف المهندس إيهاب محمد عبدالرازق المسؤول عن مزرعة الشيخ الدكتور فهد بن عبدالرحمن آل ثاني أن لدى المزرعة ترخيص مزرعة دواجن صغيرة مصرح لها بإنتاج 100 ألف دجاجة بالعام، وأراد التوسع في الإنتاج ليصل إنتاج المزرعة إلى مليون دجاجة لكن وزارة البلدية والبيئة اعترضت لأن البلاد حققت اكتفاء ذاتيا من الدواجن الطازجة ويوجد فائض في الإنتاج.
وتستورد دولة قطر أكثر من 90 ألف طن من الدواجن المجمدة وتنتج 28 ألف طن من الدواجن الطازجة وتستهلك من الدواجن الطازجة وفق تقديرات البلدية 22 ألف طن.
وتميزت مشاركة أجنحة المنتجات الغذائية والتجارية بتوفير أبرز منتجات صنع في قطر والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي لدولة قطر، وعن ذلك يقول المهندس عبدالعليم إبراهيم أبو لبن مسؤول جناح شركة قطرات: نشارك في المعرض للتعريف بمنتجاتنا ومستلزمات الإنتاج لدينا حيث نعرض 22 صنف مبيدات و90 صنف بذور إلى جانب الجرارات الزراعية بمشتملاتها وماكينات الري والرش بالتنقيط، كما أننا نعرض الخضروات حيث إن قطرات تعتبر من أكبر المنتجين في الدولة لها حيث يبلغ الإنتاج 70 طنا يوميا من أجود أنواع الخضروات .
المنطقة الدبلوماسية
ومن الظواهر الملفتة للانتباه كثافة مشاركة السفارات والتي بدأت تهتم بالشأن الزراعي والبيئي في قطر وهذا تجلى بوضوح قبل المعرض بحرص أغلب السفارات في الدولة على المشاركة في حملات زراعة الأشجار، فلقد شاركت في نسخة هذا العام سفارات تمثل 42 دولة إلى الدرجة التي أطلق على منطقتها المنطقة الدولية وقال القائمون على المعرض إن ذلك بسبب تفشي كورونا حيث تشارك الشركات عن بعد عبر سفارات بلدانها.
وتجولت لوسيل في تلك المنطقة والتقت عددا من العاملين بالسفارات، وفي جناح السفارة الإندونيسية يقول فرحان الشيخ السيد رئيس مجلس أعمال قطر إندونيسيا: إن الغرض من الجناح إضافة إلى دعم المعرض التعريف بالمنتجات والتكنولوجيا الزراعية الإندونيسية حيث إن التبادل التجاري بين قطر وإندونيسيا يصل إلى مليار ريال وفي ظل كورونا ارتفع التبادل التجاري بنسبة 15% ويوجد 14 سوبرماركت ومطعما إندونيسيا في قطر إلى جانب 17 ألف إندونيسي يعيشون في قطر، وشركات إندونيسية تقدمت للحكومة القطرية للحصول على ترخيص لبيع الوجبات الغذائية خلال المونديال .
ويستطرد قائلاً: أول معرض للمنتجات الإندونيسية عام 2019 تمت إقامته في قطر حقق عائدا يقدر بمائة مليون دولار وحضرته 40 من الشركات الإندونيسية، ومجلس رجال الأعمال يعمل على تطوير التجارة بين الجانبين ويجد في المعرض فرصة لذلك .
ويقول السفير البنمي: أول مرة تشارك بنما من خلال سفارتها في المعرض للتعريف بالمنتجات البنمية من الخضروات والفواكه والقهوة البنمية الشهيرة والميزان التجاري بين البلدين 500 مليون ريال.
مشاركة سعودية
وحول المشاركة الخليجية التقت لوسيل بالشركة السعودية الوحيدة بالمعرض وهي شركة ألبان الصافي والتي تصف نفسها بأنها أكبر المزارع المتكاملة في العالم، حيث تعرض في جناحها نوعا من السماد وآخر من التربة.
يقول طارق أحمد قطم مسؤول الجناح: نعرض عبوات من الأسمدة العضوية زنة 25 كجم بـ 6 ريالات، كما نعرض عبوات من التربة زنة 15 كجم بسعر 25 ريالا، وثمة إقبال كبير على منتجنا.
ولا يفوتنا أن نذكر أن في المنطقة البيطرية بالمعرض العديد من الشركات المحلية والعالمية، ويوفر جناح المنتجات البيطرية (فيتيك) ضمن مشاركته بمعرض قطر الزراعي والبيئي الدولي، مجموعة من الخدمات والمنتجات في مجال الصحة البيطرية للماشية والدواجن وغيرها.
كما دعت وزارة البلدية والبيئة ضمن فعاليات المعرض، الجمهور لإطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية غير الضرورية لمدة ساعة من 8:30 - 9:30 مساء السبت القادم، تزامناً وتفاعلاً مع ساعة الأرض 2021 .
ويشارك في هذه النسخة من المعرض أكثر من 200 عارض و42 دولة وأكثر من 65 مزرعة قطرية، كما شهدت نسخة هذا العام إقامة سوق العسل والتمر وهو سوق مخصص للمنتجين من قطر والعالم، لعرض أجود منتجاتهم وتوفير فرصة للعمل مع الموزعين والموردين والمستهلكين بشكل مباشر، وأيضا سوق المشاتل الذي يضم نخبة من المشاتل لعرض إنتاجها ضمن الخطة الموضوعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الزهور والأشجار والأعشاب والمساحات الخضراء إضافة إلى المختبر الذي يفحص جودة المنتجات.