

احتفل الهلال الأحمر القطري باليوم العالمي للحركة الإنسانية الدولية الموافق 8 مايو من كل عام، بالتعاون مع قطر مول، عبر تنظيم فعالية «المسير»، الذي استعرض من خلاله كافة القطاعات المكونة للهلال الأحمر القطري وأدوارها المحورية المتنوعة على الصعيدين المحلي والدولي. وتأتي الفعالية التي شهدت مشاركة قيادة الهلال الأحمر القطري وما يقارب 500 متطوع ومتطوعة، احتفالاً باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي جاء هذه السنة تحت شعار «في صف الإنسانية»، لتروي مسيرة الهلال الحافلة بالنجاحات والإنجازات في خدمة المجتمعات الضعيفة، ولتكرم بعضًا من أبطال العمل الإنساني من متطوعين وشركاء وداعمين، حيث تتجاوز كونها مجرد احتفال سنوي، بل هي محطة مهمة لتجديد العهد بمواصلة مسيرة العطاء الإنساني، ودعوة جميع أفراد المجتمع ليكونوا جزءًا فاعلًا في هذه المسيرة والوقوف صفًا واحدًا من أجل الإنسانية.
وقال سعادة السيد فيصل محمد العمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري «إن الاحتفال بهذا اليوم يأتي بمناسبة ذكرى تأسيس الحركة الإنسانية الدولية، في العام 1863م، والتي تعتبر أكبر شبكة مساعدات إنسانية تضم 191 عضواً دولياً، من ضمنهم الهلال الأحمر القطري الذي ينثر بذور الخير في الساحة الدولية». وأضاف العمادي «تأتي الفعالية لتؤكد على رسالة أساسية يضطلع به الهلال الأحمر القطري في تعزيز قيم العطاء والتطوع، وترسيخ ثقافة العمل الإنساني في أوساط المجتمع. حيث ضم المسير تحت مظلته المئات من الموظفين، الكوادر الطبية والإغاثية والإسعافية، والمتطوعين الذين يبذلون جهودًا دؤوبة لخدمة الإنسانية جمعاء».
كما ذكّر العمادي «بدور الأطباء والمتطوعين في التخفيف من معاناة المحتاجين، وهنا نقف وقفة إجلال للأشقاء في الهلال الأحمر الفلسطيني الذين وعلى الرغم من تكرّر استهداف طواقمهم الإسعافية إلا أنهم يواصلون تأدية مهامهم وواجبهم الإنساني».
وأكد أن الاحتفال باليوم العالمي للحركة الإنسانية الدولية يمثل رسالة تقدير ووفاء لكل من أسهم في دعم العمل الإنساني والتطوعي، كما أنه يمثل دعوة متجددة لتعزيز الشراكة المجتمعية ونشر ثقافة التضامن والعطاء. وأضاف: «إننا نعتز بإنجازات كوادرنا وشركاؤنا، ونؤمن بأن العمل الإنساني هو مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع من أجل بناء مستقبل أكثر رحمة وإنسانية».
وتضمن برنامج الفعالية هذا العام باقة متنوعة من الأنشطة التي سلطت الضوء على إنجازات الهلال الأحمر القطري ومبادراته الإنسانية. شملت عرضًا حيًا لمسير المتطوعين والكوادر الطبية والإغاثية، تقديرًا لتفانيهم وعملهم المخلص، ومعرضًا توعويًا وأنشطة تفاعلية متنوعة استهدفت العائلات والأطفال بهدف تعزيز الوعي بأهمية العمل الإنساني وقيمه النبيلة، إضافة إلى عرض أحدث سيارات الإسعاف التي تعكس التطور المستمر في الخدمات الطبية الطارئة التي يقدمها الهلال الأحمر القطري.
وجرى خلال الفعالية استعراض أهم الأدوار الحيوية لكل من قطاع الشؤون الطبية الذي يدير 4 مراكز صحية خاصة بالعمال بإشراف وزارة الصحة العامة، حيث يستفيد من خدماتها عالية الجودة أكثر من مليون و200 مراجع سنوياً، كما توفر إدارة الخدمات الطبية الطارئة التغطية الإسعافية في مختلف المحافل والأحداث الرياضية والاجتماعية الهامة في الدولة ناهيك عن مهام التثقيف الصحي والتوعية المجتمعية التي يقدمها مركز التدريب والبحوث والتطوير. بالإضافة إلى الدور المتفرد لقطاع الإغاثة والتنمية الدولية والذي يمد يد العون لكل المحتاجين في العالم، عبر فرقه الإغاثية وأطبائه المتطوعين من عدة مستشفيات بالدولة الذين قدموا خدمات متميزة عبر برنامج القوافل الطبية.
ورسم المئات من المتطوعون المشاركين في المسير لوحة رائعة لخصت دورهم الجوهري في المجتمع، ووجهت إليهم أنظار الجمهور، ليؤكدوا أنهم فعلاً عصب المجتمعات وقلبها النابض بمجهوداتهم السخية وعطائهم اللامحدود بلا مقابل، حيث يبلغ عدد المتطوعين المسجلين في قاعدة بيانات الهلال الأحمر القطري 33.000 متطوع ومتطوعة من المواطنين والمقيمين. كما فتح الهلال الأحمر القطري أبواب التسجيل للراغبين في الانضمام إلى صفوف المتطوعين، إيمانًا منه بأهمية توسيع قاعدة المتطوعين لخدمة المجتمع.
وشهد الحدث تكريمًا خاصًا لعدد من الشركاء والداعمين الذين كان لهم الأثر الأكبر في دعم مسيرة الهلال الأحمر القطري الإنسانية، من أطباء ومتطوعين ومؤسسات إعلامية وشركاء.