إشادة بدور قطر في استقرار الاقتصاد العالمي

alarab
اقتصاد 25 مايو 2023 , 12:45ص
محمد طلبة - قنا

وزير المالية: طورنا سياسة مالية نقدية للتعامل مع التحديات

وزير المالية السعودي: فخورون بالتطور الذي تشهده قطر

مدير النقد الدولى: دول الخليج تأخذ بنصائح الصندوق على محمل الجد

أشاد كبار المسؤولين الماليين في العالم بالاقتصاد القطري، ووصفوه بأنه يمثل استقرارا للاقتصاد العالمي ويدعمه على كافة المستويات حيث اعلنت مديرة صندوق النقد الدولي السيدة كريستالينا جورجيفا، ان قطر حققت الاستقرار في سوق الطاقة العالمي مما ساهم في استقرار وهدوء الاقتصاد العالمي. 
واشاد سعادة السيد محمد بن عبدالله الجدعان وزير المالية بالمملكة العربية السعودية، بمستوى التطور الذي تشهده قطر، وقال «نحن فخورون بما حققه القطريون في هذه النقلة النوعية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية».
وأكد سعادة السيد علي بن أحمد الكواري، وزير المالية أن قطر تلعب دورا هاما في تحقيق استقرار أسواق الطاقة العالمية، وقال الوزير خلال جلسة حوارية على هامش المنتدى «تساهم إمداداتنا من الطاقة أيضا في الدور الهام الذي تلعبه المنطقة في استقرار أسعار الطاقة وكمياتها. ويكتسب هذا الدور أهمية متزايدة، وتبرز المنطقة كلاعب رئيسي في هذا الصدد».
وأشار سعادة السيد علي بن أحمد الكواري إلى التنظيم الناجح لحدث رياضي كبير كبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وقال، «قدمنا ما يسمى بـ «الميجا إيفانت» في عالم كرة القدم، لقد كانت رسالة موجهة إلى كل العالم، كل العالم كان يشاهدنا بين شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، لقد وعدنا وأوفينا بوعدنا، لقد كانت أحسن نسخة من كأس العالم، وأنجح نسخة وكانت أول نسخة كأس عالم صديقة للبيئة، وكل من تواجد في قطر وكل وسائل الإعلام، ثمنت الجهود المبذولة لتنظيم الحدث، هذا إن دل على شيء يدل على مكانة هذه المنطقة من العالم، أن تكون قادرا على أن تستضيف حدثا رياضيا كبيرا، فإن هذا دلالة كبيرة على قدرة هذه المنطقة على الاضطلاع بدورها.. وهناك بالفعل الكثير من الميزات في هذه المنطقة».
وأضاف: «نحن نبني عملنا وفق مبدأ الاستدامة» فإذا كانت لدى قطر رؤيتها الوطنية 2030، فإن لديها أيضا رؤية وطموحا لا نهاية له وهي «تأمين المستقبل عبر استدامة الأنظمة واستدامة الاقتصاد القطري، فهذا عمل مستمر ومتواصل وهو تحد لدينا دائما».
وأضاف فيما يتعلق بالنظام المالي القطري «لقد طورنا إطار سياسة مالية نقدية طويلة الأمل، يتضمن كيفية التعامل مع الفائض، بمعنى ما الذي يذهب منه إلى جهاز قطر للاستثمار وما الذي يذهب إلى الدين وما الذي يتم وضعه في الاحتياطي وفي الوقت ذاته يتضمن تفاصيل تمويل العجز وهو ما سيخفف من حدة أي مشاكل طارئة وهنا نتذكر العام 2020 بالتحديات التي حملها للعالم على حد سواء».
وقال الكواري لدينا العديد من المزايا في قطر، بما في ذلك البنية التحتية من الدرجة الأولى والموقع الاستراتيجي في قلب العالم، الذي يربط بين الشرق والغرب. 
وحول دور مجلس التعاون قال إن دول الخليج قامت باستثمارات كبيرة ساهمت في خلق بيئة أعمال مواتية للقطاعات التجارية دعمت الاستثمارات الأجنبية المباشرة  واضاف هذا الإنجاز ليس نتيجة لجهود بذلت بين عشية وضحاها، بل هو نتيجة لنهج استراتيجي طويل الأجل. ونتيجة لذلك تتفوق المنطقة على العديد من الاقتصادات المتقدمة».
وحول الاقتصاد العالمي قال وزير المالية إنه يواجه تحديات هائلة، سواء كان ذلك على جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي أو التضخم أو الديون. مضيفا أننا نؤمن إيمانا راسخا بأن دول مجلس التعاون الخليجي تستطيع أن تسهم وأن نؤدي دورا عالميا. وقال تلعب المملكة العربية السعودية دورا مهما في مجموعة العشرين، بينما تشارك قطر بنشاط في المجالين السياسي والاقتصادي. لقد تغير العالم، ويلعب مجلس التعاون الخليجي الآن دورا متميزا ومؤثرا، ويتحمل مسؤولياته».
من جهته، أشاد سعادة السيد محمد بن عبدالله الجدعان وزير المالية بالمملكة العربية السعودية، بمستوى التطور الذي تشهده قطر، وقال «نحن فخورون بما حققه القطريون في هذه النقلة النوعية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية.. فخورون أيضا بتنظيمها كأس العالم، وفخورون جدا بما حدث خلال كأس العالم.. هذا يشرفنا ويشرف منطقة الخليج وهو مثال يحتذى به بالنسبة لكل دول المنطقة».
وأكد أن هذه المنطقة من العالم منطقة واعدة، بـ»أتم معنى الكلمة»، وذلك على الرغم من وقوعها قرب مناطق صراعات جيوسياسية في بعض أنحاء العالم، مبينا أن سياساتها الاقتصادية تنفذ وفق رؤى طويلة المدى، وقد بذلت فيها كل الجهود التنسيقية للوصول إلى مستوى كالذي توجد عليه اليوم.
وقال إن بلدان المنطقة عدا عن تميزها في مجال البنية التحتية وفي عدد الموانئ وفي الاكتظاظ الذي تشهده مطاراتها لأنها تشكل نقطة عبور بين ثلاث قارات، تواصل الاستثمار في البنية التحتية وفي التكنولوجيا وفي رأس المال البشري، لكي تزيد من تنافسيتها، مضيفا «أنا لا أخص بالذكر منطقة الخليج فقط، بل أرى أن منطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع يمكن أن تكون مثالا يحتذى به في النمو الاقتصادي وفي كيفية تحقيق المقاربات وتنويعها مع بقية الدول وأيضا في مجال تنويع الاقتصاد، مع أن كل ذلك يجب ألا يقف عائقا أمام تدريب الأجيال وتسريع نسق النمو».
وفي رده على سؤال بشأن التنويع الاقتصادي، قال سعادته إن المملكة تركز على مسألتي تنويع الاقتصاد وتحديث النظام التربوي ليواكب التطورات في المهارات اللازمة، «فالتنويع ليس قائما على الحكومة فقط، إذ هي مسهل وتضع القواعد والقوانين وعلينا أن نتأكد أننا نشرك القطاع الخاص بصورة أكثر فاعلية، بغية تحقيق الخطط وبرنامج التنويع الاقتصادي.
وأكد أن الاقتصاد السعودي ينمو بثبات، وفي العام الماضي حقق أكبر نسبة نمو في مجموعة الـ20، وبلغت 5.4 بالمائة، وخلال العام الجاري الاقتصاد السعودي بصدد تحقيق نسبة نمو قدرها 5.8 بالمائة، كما أن نسبة التشغيل في القطاع الخاص ارتفعت كثيرا، كما ارتفعت نسبة توظيف الإناث بنسبة 6 بالمائة، وهي كلها مؤشرات أداء.
من جانبها أكدت السيدة كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي ان قطر حققت الاستقرار في سوق الطاقة العالمي مما ساهم في استقرار وهدوء الاقتصاد العالمي. وشددت على أن دول الخليج تأخذ بنصائح الصندوق على محمل الجد 
واستبعدت حدوث تغير سريع في وضع الدولار كعملة احتياطيات عالمية، وأعادت السبب في ذلك إلى قوة الاقتصاد الأمريكي، رغم تراجعه ببطء من 70% إلى أقل بقليل من 60% في الاحتياطيات العالمية، وقالت «هذا مفهوم فهناك عملات أخرى كاليورو، والدولار الأسترالي فهي عملات لدول قوية». وتوقعت جورجيفا أن يحمل العام 2024 تراجعا في مستويات التضخم عالميا، وقالت في ردها على سؤال بشأن تحذير الصندوق للولايات المتحدة من أن رفع أسعار الفوائد قد يسبب ركودا عالميا، «كنا نرى ارتفاعا في التضخم ولكنه يتراجع الآن والتضخم الأساسي بسبب أسعار الأغذية لم يتراجع مثل ما ينبغي، ماذا يعني ذلك، يعني أنه على المصارف المركزية أن تحافظ على نهجها لأنها إذا تراجعت عن معدلات الفوائد باكرا فإن التضخم سيشكل مشكلة على فترة أطول في وجه النمو».