الحمادي:مبادرة البيوت الخضراء من المبادرات المُلهمة

alarab
محليات 25 فبراير 2018 , 08:37م
محمد الفكي
دشّنت حملة "صحتك أولاً" امس بمركز قطر الوطني للمؤتمرات بحضور سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي،سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني الوكيل المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية بوزارة البلدية والبيئة، المرحلة الجديدة من مشروع البيوت الخضراء في المدارس القطرية، وهي عبارة عن تزويد الأسواق المحلية بمنتجات "خير قطرنا" من الخضروات الورقية والجذرية والبقوليات التي يزرعها طلاب المدارس مساهمة منها في رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من إنتاج الخضروات.

وثمّنَ سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي الشراكة الفعالة مع وايل كورنيل للطب - قطر لتنفيذ حملة "صحتك أولاً" في الوسط التربوي والتعليمي والمجتمعي، مشيداً في هذا السياق بالنجاح الكبير لمبادراتها النوعية المتعددة لا سيما مبادرة "البيوت الخضراء" وتوسعتها بتعميمها على المدارس ما يسهم في تربية الطلاب على قيم الاكتفاء الذاتي والاستقلالية في إنتاج الغذاء.

وقال سعادته إن مبادرة البيوت الخضراء من المبادرات المُلهمة الرامية لتعزيز الوعي بأساليب وأنماط الحياة الصحية وقد حولت المدارس إلى وحدات إنتاجية تجمع بين العلم النظري والمعرفة العملية التطبيقية، وترسيخ ثقافة تناول الأطعمة الصحية من خلال إنتاج الغذاء بواسطة الطلاب أنفسهم.

وأشاد سعادته بالدور التوعوي والتثقيفي الرائد لوايل كورنيل للطب - قطر في المجال الصحي، وتوظيفها لكافة إمكاناتها العلمية والبحثية والأكاديمية وقدراتها البشرية بصورة مدروسة وغير مسبوقة لخدمة المجتمع التربوي والتعليمي، ما أكسب طلابنا مهارات ومعارف حياتية قيّمة، وأسهم في تحقيق غاياتنا وأهدافنا التربوية، وأبرز في ذات الوقت عظم المسؤولية الاجتماعية والدور الذي تقوم به الكلية بجانب دورها الأكاديمي.

وفي ختام حديثه ثمن سعادته دور الطلاب الذين شاركوا في حملة صحتك أولاً مؤكداً أن المدرسة هي المكان المناسب لتشكيل عادات وسلوكيات الطالب لا سيما في سني عمره الأولى، داعياً الإدارات المدرسية وكافة أصحاب المصلحة إلى أهمية التفاعل مع مبادرة البيوت الخضراء وتهيئة البيئة المدرسية الملائمة لإنجاحها في الوسط التربوي والتعليمي.

وبدوره قال الدكتور جاويد شيخ عميد وايل كورنيل للطب"تعتبر الأمراض غير الانتقالية من بين الأمور التي تهدد صحتنا، ومن بينها السكري والبدانة وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية. ويمكننا الوقاية من هذه الأمراض من خلال اتباع نمط حياة صحي يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً وتمارين رياضية منتظمة.

واضاف أن مشروع البيوت الخضراء يقوم بمهمة توعية طلاب المدارس حول هذه الأمور ويعلّمهم أهمية تناول الخضروات والفواكه والابتعاد عن الأطعمة المصنعة. ونحن مسرورون لأن الطلاب قد نقلوا ما تعلموه من عادات غذائية صحية إلى أفراد عائلتهم، ونأمل بأن نتمكن، من خلال توزيع المحاصيل في الأسواق المحلية، من إيصال أهدافنا إلى كافة أفراد المجتمع وتشجيعهم على إدخال الخضروات إلى نظامهم الغذائي والاعتماد على الإنتاج المحلي بدلاً من الأطعمة المستوردة التي تحتاج إلى النقل والتبريد، مساهمة منهم بالحفاظ على البيئة".



من جهته قال السيد خليفة سعد الدرهم مدير إدارة المدارس الحكومية بوزارة التعليم والتعليم العالي ل"العرب" ان هنالك 130 بيت من البيوت الخضراء موزعة على المدارس في كافة انحاء الدولة، مشيرا الي ان السنة القادمة ستشهد تنسيق مع البلدية لضخ انتاج هذه البيوت في السوق المحلي.

وقال ان هذا المجهود الكبير تم بالتنسيق مع ادارة شؤون المدارس في وزارة التعليم والتعليم العالي وكلية طب وايل كورنيل عبر برنامج صحتك اولا في العديد من الانشطة التي توجت بتنفيذ البيوت الخضراء بالمدارس.

واكد الدرهم ان هنالك العديد من الفوائد لانشاء هذه البيوت بالمدارس، اولها تعرف الطلاب على الغذاء الصحي، اذ تعلم الطلاب عبر زراعة الخضروات المختلفة على الفوائد الغذائية لمزروعاتهم، واهميتها في الدورة الغذائية للانسان الامر الذي كان له انعكاس كبير على سلوكهم الغذائي وبالتالي كامل حياتهم.
واضاف الدرهم ان البرنامج مثل فرصة لنصح الطلاب بخطورة الوجبات السريعة على صحتهم وبالتالي على مستقبلهم.



وقد جال الحضور على منصات عرض شملت الأسباب التي دفعت بحملة "صحتك أولاً" إلى إطلاق مبادرة البيوت الخضراء والمقصف الصحي في المدارس ومبادرات مجتمعية أخرى بهدف التوعية حول انتهاج أنماط الحياة الصحية. كما تعرّف الحضور على الأثر الذي تركته مبادرات الحملة على أفراد المجتمع ولا سيما على الطلاب جيل المستقبل الذين قاموا بتوزيع إنتاج ما زرعوه في البيوت الخضراء على الحضور.
ومن هنا جاء مشروع البيوت الخضراء في المدارس ليجسّد أهداف الحملة التي باتت تزوّد 130 مدرسة بالبيوت الخضراء وببذور الخضروات والفواكه وبأدوات البستنة.

وبعد النجاح الكبير لهذا المشروع، بدأت الآن مرحلة التوسعة في بعض المدارس من أجل زيادة وفرة المحاصيل الزراعية والمساهمة في دعم الإنتاج القطري والإكتفاء الذاتي. وتُعتمد في هذه البيوت الخضراء أحدث تقنيات تكييف البيئة المناخية والري وتقوم وزارة البلدية والبيئة بالإشراف عليها تقنياً كما وستقوم بالإشراف على طرح منتجات "خير قطرنا" في الأسواق المحلية بأسعار زهيدة يعود ريعها لتطوير البيوت الخضراء. وتتضمن منتجات "خير قطرنا" الطماطم والكوسى والباذنجان والخيار والبقدونس والملفوف الأحمر والبروكولي.



وكانت وايل كورنيل للطب – قطر قد أطلقت "صحتك أولاً" في عام 2012 بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، وزارة التعليم والتعليم العالي، وزارة البلدية والبيئة، مؤسسة قطر، اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أوكسيدنتال قطر وإكسون موبيل قطر. وتستهدف الحملة كافة شرائح المجتمع لا سيما النشء منهم، لذلك كان التركيز على طلاب المدارس لتوعيتهم بأهمية الاهتمام بالصحة من خلال تناول الخضروات والفواكه الطازجة وممارسة الأنشطة البدنية، وكذلك بأهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة والاكتفاء الذاتي من أجل غد أفضل يقود إلى تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.