نتائج المناقشة الرئيسية في AI Journey : الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي — أساس السيادة الوطنية والتكنولوجية والقيمية للدولة

alarab
محليات 23 نوفمبر 2025 , 10:38ص
الدوحة_العرب

خلال مؤتمر AI Journey تحدث رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين عن رؤيته لتطوير أهم تكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين وعبر عن دعمه للأعضاء الجدد في التحالف الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

في اطار المؤتمر الدولي AI Journey («الرحلة إلى عالم الذكاء الاصطناعي») اختُتمت المناقشة الرئيسية. وشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, كما تولى إدارتها رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمصرف سبيربنك غيرمان غريف.

 

وشكر فلاديمير بوتين في كلمته مصرف سبير والتحالف في مجال الذكاء الاصطناعي على جهودهم الدؤوبة في تعزيز قيم التقدم، وتوحيد قدرات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع العلمي لمواجهة تحديات التطور التكنولوجي. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي شهد خلال العامين الماضيين قفزة هائلة مكّنته من اتخاذ قرارات ذاتية، وأن هذه التقنيات أصبحت استراتيجية، وأن الدول الكبرى تتنافس على امتلاك نماذجها الأساسية الخاصة من الذكاء الاصطناعي، مما يجعل تطوير هذه التكنولوجيا أحد أكبر المشاريع التقنية في التاريخ.

 

وفقاً للرئيس الروسي, تمتلك روسيا مجموعة كاملة من حلول الذكاء الاصطناعي التي يجب أن تخضع لرقابة من قبل خبراء وطنيين في جميع مراحل تطويرها. فهذا وحده يضمن السيادة الوطنية والتكنولوجية وسيادة القيمية. ولذلك يجب تطوير البنية التحتية اللازمة لإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي، بما يشمل مراكز معالجة البيانات والقاعدة المكوّنة للإلكترونيات، إضافة إلى التطبيق الواسع لهذه التكنولوجيا في جميع القطاعات. كما يجب أن يدعم هذا العمل تنظيم قانوني محكم، إلى جانب «القانون المرن» — أي المعايير الأخلاقية. وأكد فلاديمير بوتين أن تطوير الذكاء الاصطناعي يجب أن يتم أيضًا في إطار التعاون الدولي، سواء على المستوى الثنائي أو ضمن تجمع بريكس ومنظمات أخرى.

 

واشار الرئيس الروسي إلى أنه تضع الاستراتيجية الوطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي هدفاً يتمثل في أن يتجاوز إجمالي مساهمة هذه التكنولوجيا الجوهرية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد 11 تريليون روبل بحلول عام 2030. وطلب من الحكومة وحكومات الأقاليم وضع خطة وطنية لإدماج الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستوى الدولة ككل، وكذلك على مستوى القطاعات والمناطق.

 

كما شدد غيرمان غريف على أن الذكاء الاصطناعي يؤثر الآن وسيظل يؤثر في جميع جوانب حياتنا: الصحة والعلوم والتعليم والاقتصاد والصناعة. وقد تحدث خبراء روس وأجانب مشاركون في الجلسة العامة عن التغييرات المتوقعة في هذه المجالات.

 

وأكد يفغيني بورناييف، دكتور العلوم الفيزيائية والرياضية, وأستاذ, ومدير مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي في معهد سكولتك، أن الأنظمة متعددة الوكلاء في القطاع الصناعي تمكّن من بدء الانتقال من الأتمتة إلى الاستقلالية. فالذكاء الاصطناعي التوليدي قادر بالفعل على معالجة الرسومات الهندسية وتحسين دقة الصور الفضائية. وستقوم وكلاء الذكاء الاصطناعي المتفاعلة فيما بينها بإدارة العمليات التكنولوجية في الصناعة واللوجستيات والطاقة والخدمات الحكومية وإدارة المدن. كما ستظهر مهن جديدة، مثل التصميم باستخدام برامج متخصصة. وشدد على الأهمية القصوى لجعل هذه الأنظمة آمنة وقابلة للتحقق وجديرة بالثقة.

 

وأولى فلادمير بوتين اهتماماً خاصاً إلى قضية صعبة: كيف يمكن تحفيز الناس على التفكير في عصر يستطيع فيه الذكاء الاصطناعي الإجابة عن أي سؤال؟ وكيف يمكن تعليم الأطفال ذلك؟ ووافقه غيرمان غريف بأن المجتمع بكامله مطالب بالبحث عن الإجابات، وأن الحلول المباشرة غير موجودة، لكن من دون ذلك لن تستطيع روسيا أن تبقى في طليعة التقدم.

 

كما تحدث نائب رئيس الجامعة  Sai (الهند) وعميد كلية الذكاء الاصطناعي فيها أبراهام أجيت عن نتائج دراسة استشرافية واسعة النطاق لتحليل التقنيات الرئيسية للمستقبل، والتي أجريت تحت رعاية التحالف الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي تم إنشاؤه في  AI Journey 2024. ساهم في هذا المشروع أكثر من 270 باحثًا في مجال الذكاء الاصطناعي من 36 دولة. وأوضح المتحدث أن فهم مجال ما كان يستغرق في السابق شهورًا أو سنوات، أما مع الذكاء الاصطناعي، فيمكن إنجاز ذلك في أيام أو أسابيع. يُسرّع الذكاء الاصطناعي التوليدي البحث العلمي والاكتشاف بشكل كبير، مما يفتح آفاقًا هائلة للتقدم العلمي، إذ يُتيح للعلماء الوصول إلى أدوات لم تكن متاحة من قبل.

 

وقدّم تشن تشيوفان، الكاتب الخيالي المستقبلي والمؤلف المشارك لكتاب «الذكاء الاصطناعي 2041: عشرة مشاهد من مستقبلنا»، ورئيس الجمعية العالمية للخيال العلمي الصيني، تصورًا لمستقبل يملك فيه كل شخص طبيبًا ذكياً في هاتفه الذكي. وهذا سيسمح بالكشف عن الأمراض قبل ظهور أولى أعراضها، وسيزيد جذريًا من متوسّط العمر. كما ستصبح الأنظمة متعددة الوكلاء بمثابة مدربين لنا، ومديري مال، ومدرّبي يوغا، وأخصائيي نفس وغير ذلك. وهذا سيغير العالم وكل فرد فيه بصورة جذرية.

 

في العام الماضي، انضمت 17 جمعية ومعهدًا وطنيًا من 14 دولة إلى التحالف الدولي للذكاء الاصطناعي خلال فعالية "رحلة الذكاء الاصطناعي"، وفقًا لهيرمان جريف. وبعد عام، انضم أعضاء جدد إلى التحالف. انضم ممثلون عن 11 جمعية ومعهدًا متخصصًا في تطوير الذكاء الاصطناعي من البرازيل، وتشيلي، والكونغو، ومصر، والهند، وكينيا، وعُمان، وجنوب أفريقيا، وتنزانيا، وتركيا، وفيتنام. وبذلك، ارتفع عدد أعضاء التحالف إلى 28.

 

غيرمان غريف، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمصرف سبيربنك:

 

ندخل بسرعة عصرًا جديدًا جذريًا في حياة الإنسان. استمرت الثورة الصناعية 200 عام، وستكون هذه الثورة أسرع بعشر مرات. تقع على عاتقنا مسؤولية مساعدة الناس على دخول هذا العصر الجديد بسلاسة، دون أي اضطرابات أو ضغوط. سنبذل قصارى جهدنا لضمان التطور التكنولوجي والقدرة التنافسية لبلدنا. أتقدم بالشكر لجميع أعضاء التحالف الدولي للذكاء الاصطناعي على استعدادهم للتعاون في تطوير أهم تقنيات القرن.

 

كما شكر هيرمان جريف الحكومة الروسية على دعمها لتطوير الذكاء الاصطناعي. روسيا واحدة من سبع دول فقط في العالم تمتلك مجموعة متكاملة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. يساهم الاهتمام الشخصي للرئيس الروسي في الحفاظ على مستوى التطور التكنولوجي واهتمام الطلاب والعلماء ورواد الأعمال والهيئات الحكومية. وستواصل سبير بذل كل ما في وسعها لضمان استمرار روسيا في المضي قدمًا بنفس الثقة.