

د. نوف السويدي: تعزيز ثقافة السلام وترسيخ قيم المواطنة العالمية
صلاح الدين زكي: اجتماع إقليمي للمنسقين للشبكة في 2026
عائشة آل ثاني: 81 مدرسة من القطاعين الحكومي والخاص منضمة للشبكة
شهد ملتقى المدارس المنتسبة لليونسكو لعام 2025 الذي نظمته اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أمس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومكتب اليونسكو، مشاركة واسعة من المدارس المنتسبة والمؤسسات التربوية، بحضور السيدة مها زايد القعقاع الرويلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية، والسيد عمر عبد العزيز النعمة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص.
والملتقى الذي حمل شعار «التواصل .. التعلم .. الابداع» يهدف إلى تعزيز دور شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في ترسيخ قيم المواطنة العالمية، وإبراز المبادرات الطلابية المرتبطة بالاستدامة والإبداع والمسؤولية المجتمعية، إلى جانب استعراض رؤية اللجنة الوطنية في دعم هذه الشبكة وتعزيز حضورها محليًا ودوليًا.
وشهد الملتقى تكريم المدارس المنضمة حديثا لليونسكو واستعراض الطلبة لأبرز إنجازات المدارس خلال المعرض المصاحب وعقد جلسة حوارية حول أبرز المبادرات المقترحة لخطة أنشطة عام (2025-2026) بمشاركة اللجنة الوطنية القطرية والمدارس المنتسبة لليونسكو ومؤسسة التعليم فوق الجميع ومتحف قطر ودار الوثائق القطرية والقبة الثريا الفلكي - كتارا
وافتتحت الدكتورة نوف خالد السويدي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، الملتقى بكلمة أكدت فيها أن التعليم يمثل رسالة إنسانية وقيمة حضارية تُبنى بها الأوطان وتصنع بها الأجيال.
وقالت نوف إن شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو، التي تأسست عام 1953 وتضم أكثر من 9000 مدرسة في 180 دولة، تُعد من أكبر الشبكات التعليمية في العالم، مشيرة إلى أن قطر تمتلك حضورًا مميزًا داخل هذه الشبكة بواقع 81 مدرسة منتسبة، وهو من أعلى الأعداد على مستوى المنطقة.
وأكدت الدكتورة السويدي أن الشبكة تمثل نموذجًا للتعليم الذي يعزز التفكير غير النمطي ويحفّز الإبداع ويرتقي بجودة الممارسات التربوية، مشيرة إلى توافق ذلك مع محاور استراتيجية التعليم 2024 – 2030. وقالت إن ما يميز الشبكة هو قدرتها على تحويل القيم إلى أثر، والأثر إلى وعي، والوعي إلى سلوك ملموس ينعكس على الطالب والمجتمع.
فيما شدد السيد صلاح الدين زكي خالد، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» لدى دول الخليج العربية واليمن ومدير مكتب اليونسكو بالدوحة، على أهمية الدور الذي تضطلع به شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في تعزيز ثقافة السلام وترسيخ قيم المواطنة العالمية، مؤكدا أن الشبكة تضم نحو عشرة آلاف مدرسة في 167 دولة، ويجمعها هدف مشترك يتمثل في بناء السلام في عقول الأطفال والشباب. وأضاف خلال كلمته في الملتقى أن مدارس الشبكة في قطر تقدم نموذجًا فاعلًا في تحقيق الهدف (4.7) من أهداف التنمية المستدامة، المرتبط بالتعليم من أجل التنمية المستدامة والمواطنة العالمية، مشيرًا إلى أن دولة قطر تُعد من أقدم الدول الأعضاء في الشبكة، وتستضيف أكبر عدد من المدارس في المنطقة العربية، وهو ما يعكس التزام الدولة بجودة التعليم وترسيخ قيم المواطنة العالمية.
وأفاد السيد صلاح الدين زكي بأن منظمة اليونسكو أطلقت مؤخرا منصة عالمية لتسجيل المدارس الراغبة في الانضمام إلى الشبكة، مشيرا إلى أن عددا من المدارس القطرية سجلت بالفعل، وأن المنظمة تتطلع إلى انضمام المزيد خلال الفترة المقبلة.
كما أعلن عن إطلاق الإطار الاستراتيجي العالمي للشبكة للفترة 2025–2029 تحت عنوان «بناء مستقبل إنساني ومستدام من خلال تعليم تحوّلي»، مشيرًا إلى أن مكتب اليونسكو في الدوحة قام بترجمة الاستراتيجية إلى اللغة العربية لضمان سهولة وصولها إلى المدارس والمعلمين في المنطقة.
وأوضح أن مكتب اليونسكو نظم في يوليو الماضي أول اجتماع إقليمي للمنسقين الوطنيين للشبكة في المنطقة العربية بعد أكثر من عشر سنوات، معتبرًا ذلك إنجازًا مهمًا في تفعيل التعاون الإقليمي، مضيفًا أنه بناءً على هذا النجاح، سيُعقد اجتماع إقليمي ثانٍ عام 2026 لإبراز جهود دولة قطر وتعزيز التنسيق بين الدول العربية.
ومن جهتها، أكدت الشيخة عائشة بنت مبارك آل ثاني، المنسقة الوطنية لشبكة المدارس المنتسبة لليونسكو ورئيس قسم اليونسكو في اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أن قطر تبذل جهودًا كبيرة لتطوير حضورها داخل شبكة المدارس المنتسبة، مشيرة إلى أن تعيينها كمنسقة وطنية عام 2024 شكّل انطلاقة جديدة للعمل على تقييم وتحديث أداء المدارس المنتسبة.
وأوضحت أن الاستراتيجية الجديدة للشبكة للفترة 2025–2029 تركز على مواءمة أنشطة المدارس مع أولويات السياسات التعليمية الوطنية، إضافة إلى آلية تقييم أنشطة المدارس المنتسبة وإطار الخطة الوطنية لأنشطتها.
ولفتت إلى أن دولة قطر انضمت إلى الشبكة عام 1983 عبر مدرسة واحدة فقط، قبل أن يصل عدد المدارس المنتسبة حاليًا إلى 81 مدرسة من القطاعين الحكومي والخاص، بعد انضمام 26 مدرسة جديدة خلال عام 2025 ، مؤكدة أن أهداف انضمام دولة قطر تتمثل في تعزيز معرفة الطلبة بالقضايا العالمية المشتركة، وتنمية روح التعاون والتفاهم الدولي، وإكساب الطلبة مهارات الاطلاع على ثقافات الشعوب واحترام حقوق الإنسان، إضافة إلى دعم التواصل وتبادل الخبرات بين المدارس داخل قطر وخارجها. وأوضحت أن المرحلة المقبلة تشمل اعتماد مدارس مختارة كمراكز تدريبية للمعلمين بالتعاون مع اليونسكو، بهدف دعم بناء القدرات وتعزيز جودة الممارسات التربوية، مؤكدة أن تقرير المتابعة الأخير شهد مشاركة 39 مدرسة من أصل 71 مدرسة مؤهلة، وهو ما يعكس التزامًا متزايدًا من المدارس بالعمل المشترك وتطوير المبادرات ذات التأثير التربوي والمجتمعي.