السجن مدى الحياة لاثنين من قادتها في كمبوديا

الأمم المتحدة: الحكم على مسؤولي الخمير الحمر رسالة إلى الجميع

لوسيل

لوسيل

اعتبر ممثل الأمم المتحدة في المحكمة التي تنظر في جرائم الخمير الحمر في كمبوديا، أن الحكم بالسجن مدى الحياة على اثنين من مسؤولي هذا النظام يشكل رسالة للقادة الكوريين الشماليين والسوريين وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء، تؤكد على عدم الإفلات من العقاب. وقال ديفيد شيفر، موفد الأمين العام للأمم المتحدة إلى المحكمة الخاصة في بنوم بنه: أنها رسالة إلى قادة العالم أجمع (...) بأن القادة مسؤولون في نهاية المطاف عن الجرائم التي ترتكب في إدارتهم .

المسؤول الأممي أضاف: أنه على القادة الحاليين جميعا أن يعلموا أن ما حدث في هذه المحكمة اليوم يمكن أن يطالهم بعد أربعين عاما ، وذكر كوريا الشمالية وسوريا والفيليبين وحتى قادة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وتابع: أن قادة كوريا الشمالية خصوصا عليهم أن يأخذوا علما بما حدث اليوم هنا ، مدافعا عن ضرورة المحاكم الدولية للنظر في جرائم الدول وجرائم الحرب.

أكدت محكمة في جلسة استئناف في بنوم بنه، الأربعاء، حكم السجن مدى الحياة على اثنين من قادة الخمير الحمر ما زالا على قيد الحياة في كمبوديا التي تسعى إلى طي هذه الصفحة السوداء من تاريخها.

وقال القاضي كونغ سريم عند تلاوة الحكم أن نوون شيا (90 عاما) وخيو سامفان (85 عاما) اللذين كانا في الدائرة القريبة من زعيم الخمير الحمر بول بوت أبديا أمام المحكمة استهتارهما الكامل بمصير الشعب الكمبودي ، مؤكدًا أن حجم جرائمهما كبير .

وأضاف القاضي أمام حوالي 700 كمبودي جاءوا لحضور الجلسة ونقل معظمهم بحافلات على نفقة المحكمة، أن السجن مدى الحياة لكل من الرجلين مناسب .

وصدر حكم بالسجن مدى الحياة في أغسطس 2014 على نوون شيا المنظر العقائدي للنظام وخيو سامفان رئيس دولة كمبوتشيا الديمقراطية ، بعد إدانتهما بجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة نفسها التي ترعاها الأمم المتحدة.

ويؤكد الرجلان أنهما لم يكنا على علم بالفظائع التي ارتكبت بين 1975 و1979 في البلاد، حيث لقي مليونا كمبودي أي حوالي ربع السكان حتفهم بسبب الإنهاك أو الجوع أو التعذيب أو في إعدامات.

وخلال الجلسة كان الرجلان يستمعان إلى القاضي بهدوء.

وقبل نوون شيا وخيو سامفان، أصدرت المحكمة نفسها التي تواجه انتقادات بسبب بطئها، حكما بالسجن مدى الحياة على كاينغ غيك ياف المعروف باسم دوش وكان رئيس سجن بنوم بنه اس-21 الشهير الذي تعرض فيه 15 ألف شخص للتعذيب قبل إعدامهم.

ويحاكم نوون شيا وخيو سامفان في قضية ثانية مخصصة لإبادة أقليات وزيجات قسرية وجرائم اغتصاب وغيرها من الجرائم التي كانت ترتكب في معسكرات العمل. ويفترض أن تنتهي المحاكمة في هذه القضية الثانية في نهاية 2016 ليصدر الحكم في 2017.

وبعد سقوط نظام الخمير الحمر الذي كان يعتمد مبادئ ماركسية تدعي العمل على تحرير المجتمع من ضغط المال وإلغاء الدين، عثر على آلاف الحفر الجماعية.

ورغم حجم جرائم الخمير الحمر التي لم تفلت منها أي عائلة في كمبوديا، يبدي هذا البلد اليوم إرادة قوية في طي هذه الصفحة من تاريخه.