«راف» تنجز 50% من برج جامعة القرآن بالسودان
محليات
24 نوفمبر 2015 , 02:19ص
الدوحة - العرب
أنجزت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» حوالي %50 من إنشاءات برج الطالبات للقرآن الكريم، التي أعلنت عن إنشائه العام الماضي بتكلفة تقترب من 5 ملايين ريال قطري، لخدمة 8 آلاف طالبة من طالبات القرآن الكريم في 11 كلية من كليات جامعة القرآن الكريم بأم درمان بالسودان.
ويقام البرج الذي يعتبر تحفة معمارية في موقع متميز على النيل بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم، وتشرف على إنشائه منظمة ذو النورين شريك «راف» بالسودان، التي من المتوقع أن تنتهي من أعمال إنشائه وتجهيزه منتصف العام القادم.
وسيلبي البرج المؤلف من أربعة طوابق ويبلغ محيطه الدائري 28 متراً، حاجة جامعة القرآن الكريم لمكان مجهز لحلقات القرآن الكريم على مدار اليوم لآلاف الطالبات، ويقضي على التكدس في قاعات التعليم والتلاوة للقرآن الكريم، مع استخدام أحدث الوسائل التقنية التعليمية في 39 قاعة من قاعات المبنى المجهزة بالتقنيات الحديثة، مما سيزيد من جودة التعليم ويطور من قدرات كليات القرآن الكريم.
وقال الدكتور عباس حمزة محمد، عميد عمادة تعليم القرآن الكريم بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإنسانية: «إن برج الطالبات للقرآن الكريم يمثل وقفا قرآنيا نموذجيا وفريدا، والحمد لله أن وفق مؤسسة راف والمتبرعين من أهل قطر الخير الذين أسهموا في إنشائه، فهو يحل أزمة تكدس وتداخل الأصوات لطالبات القرآن الكريم في قاعة واحدة، حيث إن تعليم القرآن الكريم في الجامعة يقوم على حلقات تتألف كل مجموعة من 25 إلى 30 دارسا، وعلى رأس كل حلقة معلم أو معلمة للقرآن الكريم إن كانوا طلابا أو طالبات، ويقوم النظام على توزيع هذه الحلقات في قاعات كبيرة، فيتم تقسيم الطلاب داخل المبنى الواحد، فتجد القاعة الواحدة فيها حوالي تسع أو عشر حلقات، وهنالك تداخل في الأصوات، فالأصل في قراءة القرآن الكريم المشافهة والمتابعة والتلقي المباشر، ولا بد أن يستمع الشيخ من الطالب ليصحح له، وبقيام هذا البرج تحل إشكالية كبيرة وهي تداخل الأصوات.
وأضاف: «بإنشاء المبنى تكون كل حلقة أو مجموعة من الطلاب منفصلة تماما، في قاعات قامت لتراعي هذا النسق فكل قاعة تستوعب من 25 إلى 30 طالبا، فيستفيد منه في وقت واحد وفي الساعة الواحدة ألف طالبة، وعلى مدار عمل 8 ساعات يوميا تصل الطاقة الاستيعابية 8 آلاف طالبة من 11 كلية من كليات القرآن الكريم بالجامعة».
وأوضح أنه ستجهز في كل قاعة «مقرأة» بالوسائل الحديثة من العوازل الصوتية وأدوات التوضيح الحديثة، من شاشات عرض وخلافه، لتعليم نطق الحروف وصفاتها، فنستطيع بهذا توصيل المعلومة بصورة أحسن، والفائدة تكون أعظم من الوضع الحالي لا تستخدم الوسائل الحديثة مع الأعداد الكبيرة من الطلاب.
وبين أن العدد الكلي للطالبات حاليا يصل إلى 26 ألف طالبة في 11 كلية، وكلهن مقرر عليهن دراسة القرآن الكريم، فالطالبة عند التحاقها بالجامعة تكون حافظة لـ3 أجزاء وسنويا في كل فصل 3 أجزاء وأسبوعيا عليها 4 ساعات للقرآن الكريم، ولا بد للطالبة أن تواصل دراستها في هذا البرج، وكلما زادت ساعات الحضور والاستفادة تضاعف الأجر، نسأل الله أن يكون في ميزان حسنات المتبرعين.
وأكد أن جامعة القرآن الكريم هي جامعة عالمية فهي تستقبل أعدادا كبيرة من كافة الدول الإفريقية والعربية والآسيوية، وهذا المبنى سيخدم كل هؤلاء الطلاب، وهذا المشروع يدخل في باب الوقف والصدقة الجارية، فهذا البرج سيكون خلية لحفظ القرآن الكريم لن تتوقف طوال الأسبوع، والكل سيستفيد من هذا البرج المتميز للقرآن الكريم، فهو من باب نشر العلم النافع.
من جانبه، أكد المهندس كامل مساعد الماحي، مدير الإدارة الهندسية بجامعة القرآن الكريم، أن برج الطالبات بعد اكتماله يعكس تحفة معمارية في المباني التعليمية بشكله الدائري المكون من أربعة طوابق «الدور الأرضي + ثلاثة طوابق علوية» بقطر 28 متراً وموقعه على شارع النيل وفوق هذا خدمته للقرآن الكريم والطلاب سيترك أثرا وفرقا كبيرا في توفير مكان مجهز لحلقات القرآن لأول مرة في تاريخ الجامعة، فهو يخدم في اليوم ما لا يقل عن 8 آلاف طالبة، علاوة على تجهيزاته الفريدة بالوسائل الحديثة كالحاسوب والمعدات الحديثة لـ39 قاعة لتدريس القرآن الكريم، تتسع الواحدة لـ30 دارساً.
وحول مراحل البناء، قال الماحي: «مر المبنى بعدة مراحل بدأت من اختبار التربة وبناء الهيكل الخرساني، حسب جدول زمني مفصل، والحمد لله، أنجزنا حاليا %50، والمبنى يراعى فيه البنية التحتية للمعدات والتجهيزات، وكل الشركات التي أسهمت في عمل المبنى راعت فيه كونه وقفا لخدمة القرآن الكريم، وكل الجهات المتعاونة سعت لتعطي أقل الأسعار سواء من الاستشاريين أو الشركة المنفذة». وأشار إلى أنه من المتوقع أن يستمر العمل في إنشاء البرج لمدة 18 شهرا مضى منها حتى الآن 10 أشهر، والمبنى يمثل %90 من المشروع، فيما تمثل التجهيزات التقنية %10، ومن المتوقع الانتهاء منه بالكامل في يونيو 2016.
ويعد مشروع برج القرآن الكريم الذي يجري بناؤه حاليا بالخرطوم واحدا من عشرات المشاريع القرآنية والوقفية التي تتبناها مؤسسة «راف» في دول العالم الإسلامي، سعيا منها لخدمة القرآن الكريم وعلومه وطلابه، وتلبية لمساهمات أهل الخير والعطاء من محسني قطر الخير.