مسؤول بالأمم المتحدة: الدوحة تؤدي دوراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة

alarab
محليات 24 سبتمبر 2025 , 01:23ص
نيويورك - قنا

أكد سعادة السيد هاوليانغ شو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والمدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن دولة قطر تؤدي دورا محوريا في دعم التعددية وتعزيز التعاون التنموي متعدد الأطراف، مشددا على أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين قطر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مواجهة التحديات العالمية المتسارعة.
وقال سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة: «إننا نحتفل بهذه المناسبة في وقت يشهد فيه العالم أكبر عدد من الصراعات المسلحة منذ عقود، إلى جانب التداعيات الخطيرة لظاهرة تغير المناخ، ومعاناة المدنيين في غزة وأوكرانيا، والصراع المنسي في السودان، فضلا عن أزمات ممتدة في مناطق عدة؛ لذلك فإن الحاجة ماسة إلى التذكير بأهداف الأمم المتحدة المتمثلة في تعزيز السلام، ودعم التنمية، وصون حقوق الإنسان، وهي أهداف تساهم دولة قطر بدور مهم في دعمها وتحقيقها».
وأشار إلى أن المساعدات الإنمائية الرسمية على المستوى الدولي تراجعت بشكل ملحوظ من 250 مليار دولار في عام 2024 إلى نحو 180 مليار دولار متوقعة، أي بانخفاض يقارب 30 بالمئة خلال عامين فقط، وهو ما يعكس فجوة خطيرة بين حجم التحديات وحجم التمويل المتاح.
الدعم القطري 
 وأضاف: «في ظل هذه التحديات، تدخلت دولة قطر منذ عام 2020 بتقديم ما يقارب 5 مليارات دولار من الدعم الدولي، شمل مؤسسة التنمية الدولية، والمساعدات الإنسانية، وبرامج متعددة الأطراف، وفي العام الماضي وحده، قدمت قطر نحو 680 مليون دولار، ومنذ بداية هذا العام وحتى اليوم بلغ حجم دعمها نحو 575 مليون دولار للتنمية وبناء السلام والتعليم والصحة والعمل الإنساني، هذا الدعم يظهر بوضوح أن قطر تتحرك عكس التيار العالمي المتراجع، وتقاوم هذا الاتجاه بما تقدمه من إسهامات ملموسة».
ولفت سعادة السيد هاوليانغ شو إلى أن الشراكة مع قطر لا تقتصر على الدعم المالي فحسب، بل تشمل أيضا مجالات ابتكارية وتنموية ذات أثر طويل الأمد، مثل مبادرة «مختبرات التسريع» التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، التي أُطلقت بفضل دعم قطر وألمانيا، وتغطي أكثر من 100 دولة لتطوير حلول مبتكرة لأكثر تحديات التنمية تعقيدا، مبينا أن هذه المختبرات ساعدت البرنامج على التفكير خارج الأطر التقليدية، وإشراك الحكومات والقطاع الخاص والأكاديميين وأصحاب المشاريع في إيجاد حلول عملية ومستدامة.

إعادة بناء الأمل 
وتطرق إلى المشاريع المشتركة بين صندوق قطر للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لافتا إلى مبادرة «إعادة بناء الأمل» في غزة، التي تهدف إلى توفير فرص التعليم لنحو 90 ألف طالب من خلال 100 مساحة تعليمية رقمية، و10 آلاف جهاز لوحي، مشيرا إلى مشروع آخر في السودان مكّن نحو 5600 شاب و10 آلاف مزارع من الحصول على فرص عمل ومدخلات زراعية تعزز سبل العيش المستدام، معتبرا أن هذا النوع من المشاريع يعزز الاستقرار، ويمنح الناس الكرامة عبر الاعتماد على الذات بدلا من الاقتصار على المساعدات الإنسانية.
وفي السياق ذاته، أكد أن الشراكة مع قطر تمتد إلى مجالات أخرى مهمة، من بينها دعم النساء والفتيات في أفغانستان عبر تعزيز دورهن الاقتصادي وريادة الأعمال، فضلا عن التحضير لإقامة «أسبوع فلسطين» في الدوحة خلال يناير المقبل، لتسليط الضوء على الحرف اليدوية والمنتجات الفلسطينية، وإيجاد منافذ جديدة لدعم رواد الأعمال.