تحولت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، أمس، إلى منصة عالمية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، للتضامن مع القضية الفلسطينية، حيث تصدرت خطابات معظم قادة العالم دعوات ملحة لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، و»حرب الإبادة» التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. 
ففي ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تجاوزت حصيلة الضحايا الفلسطينيين 64 ألفاً، معظمهم من المدنيين، وتدمير ممنهج للبنية التحتية، برزت كلمات الرؤساء كصوت قوي يعكس تحولاً دولياً نحو رفض الاحتلال وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية. 
الخطابات، التي شهدتها نيويورك، لم تكن مجرد بيانات سياسية، بل انعكاساً لضمير عالمي يطالب بمحاسبة المسؤولين عن التجويع الجماعي والتهجير القسري في غزة، ويؤكد على ضرورة حل الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء الصراع الممتد منذ عقود.
تأتي هذه الدورة في أعقاب إعلان نيويورك في 12 سبتمبر، الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار ونشر قوة دولية لتثبيت الاستقرار في غزة، مما عزز الزخم الدولي لدعم فلسطين. 
ومع تصاعد الإدانات لسياسات الاحتلال، خاصة في ظل تقارير عن استشهاد مئات الفلسطينيين بسبب الجوع، برزت أصوات الجنوب العالمي، إلى جانب قادة عرب ومسلمين، لتوجيه نقد لاذع لصمت المجتمع الدولي ودور بعض القوى الكبرى في عرقلة السلام. هذه الخطابات، التي تخللها عرض لمشاهد مروعة من الدمار في غزة، وضعت الأمم المتحدة أمام اختبار مصيري.