تركزت خطبة الجمعة في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، وجامع الشيوخ، حول تيسير الزواج ، وأكد فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد النعمة أن الإسلام دعا إلى الزواج وتحصين النفس من الشهوات، ودعا في الوقت ذاته إلى تيسير أمور الزواج، وتسهيل سبله، ويسر الشرع في المهر والصداق، حتى لا يتكلف الشاب في زواجه ويُثقل كاهليه في جمع المهر، ولقد حرص الإسلام على تيسير سبل الزواج، وتقليل تكاليفه، حتى لا تقع المشكلات، ويُعزف عن الزواج، بل إن من أعظم أسباب ظاهرة العنوسة والعزوبة في المجتمعات ما أحيطت به بعض الزيجات من تكاليف باهظة، ونفقات مرهقة، وعادات وتقاليد مخالفة.
وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: الزواج في الإسلام عقد مبارك شريف، شرعه الله تبارك وتعالى لمصالح عباده ومنافعهم ليظفروا منه بالمقاصد الحسنة والغايات الشريفة، وهو ضروري للإنسان لأن الله تعالى خلق الزوجين الذكر والأنثى وركب في كيان كل واحد منهما الميل إلى الآخر فطرة الله التي فطر الناس عليها ، والغاية منه تحصيل الذرية الصالحة التي تعبد الله وحده لا شريك له، وبالوالدين إحسانا، وإلى هذه الغاية النبيلة أشار قول الحق سبحانه وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ ۚ أَفَبِٱلْبَٰطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ، روى أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا، ويقول: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة .
وبين الخطيب أن من أبرز مقاصد الزواج التعفف عن الحرام، والبعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .
وأضاف: كما دعا الإسلام إلى الزواج وتحصين النفس من الشهوات، دعا في الوقت ذاته إلى تيسير أمور الزواج، وتسهيل سبله، ومن أهم ما جاءت به الشريعة الداعية إلى التيسير والرفق في اختيار الزوج والزوجة، التذكير على جانب الدين والخلق، بعيدا عن حظوظ الدنيا وزينتها ومطامع النفس وشهواتها، جاء في الحديث المتفق عليه، قال عليه الصلاة والسلام: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ، وقال صلى الله عليه وسلم في شأن الرجل: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض رواه الترمذي وابن ماجه.
وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أن بعض الأولياء يمنعون بناتهم من الزواج من الأكفاء دينا وخلقا وأمانة، يماطلون ويعتذرون بأعذار واهية، نظروا إلى أمور شكلية، وجوانب ثانوية، وأخذوا يسألون عن ماله ووظيفته، ووجاهته ومكانته، وأغفلوا أمر دينه وخلقه، فأين هؤلاء من سلف الأمة؟ والتيسير هنا عباد الله في عدم تقديم حظوظ الدنيا على الخلق والدين.
وأردف الخطيب: يسر الشرع في المهر والصداق، حتى لا يتكلف الشاب في زواجه ويُثقل كاهليه في جمع المهر، وقد يتحمل بعضهم الديون الباهظة التي قد تكون سببا في كرهه للزوجة وأهلها، وأنّى لبيت أُسّس على مثل ذلك أن تدوم فيه العشرة الزوجية، أخرج أبو داود عن أبي العجفاء السُّلمي قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ألا لا تغالوا بصُدُق النساء (أي لا تبالغوا في مهورهن) فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصْدَقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أُصدِقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية.
ولفت الشيخ عبدالله النعمة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوّج جُليبيا وكان من أفقر الصحابة من إحدى بنات الأنصار، وزوّج عليَّاً فاطمة رضي الله عنهما، وكان لا يملك إلا درعه التي قدمها لها مهرا، وفي صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن طلب الزواج: التمس ولو خاتما من حديد ، أي مهرا لزواجه، فلما علم من حاله، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما معك من القرآن؟ قال: سورة كذا وكذا، لسور عددها، قال: قد ملكتها بما معك من القرآن .
وذكر الخطيب أن الإسلام قد حرص على تيسير سبل الزواج، وتقليل تكاليفه، حتى لا تقع المشكلات، ويُعزف عن الزواج، بل إن من أعظم أسباب ظاهرة العنوسة والعزوبة في المجتمعات ما أحيطت به بعض الزيجات من تكاليف باهظة، ونفقات مرهقة، وعادات وتقاليد مخالفة، فرضها كثير من الناس على أنفسهم تقليدا وتبعية، ومفاخرة ومجاراة للآخرين، يستدينون ويقترضون ويتحملون ما لا يطيقون، ويبذّرون أموالهم، من أجل مجاراة الناس وإرضائهم.
من جانبه، بين فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن شرع الله تبارك وتعالى قد جاء بالحث على الزواج بين الرجال والنساء، وأن من القواعد الشرعية العظيمة والآداب المرعية التي أتت لتنظم هذا الأمر ولتحث عليه وترشد الناس إليه فكانت هذه الأوامر تدعو إلى تيسير النكاح وعدم التعسير فيه والتضييق على الشباب من البنين ومن البنات الراغبين في إقامة شرع الله تبارك وتعالى، وأن الله يريد تيسير أمر النكاح وعدم تعسيره فأرشدنا إلى أن نخفض من المهور وأن نقلل منها وألا نغالي فيها.
وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: الحمد لله رب العالمين شرع لنا دينا قويما وهدانا صراطا مستقيما وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وبارك وسلم تسليما كثيرا، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى، يقول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
وأضاف الخطيب: فإن الله تبارك وتعالى امتن على عباده بأن خلق لهم من أنفسهم أزواجا وجعل بينهم مودة ورحمة وتعاشرا وحياة هانئة مطمئنة، قال الله تبارك وتعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ، وجاء شرع الله تبارك وتعالى بالحث على الزواج بين الرجال والنساء فقال النبي عليه الصلاة والسلام حاثاً على هذا الأمر ومرغبا به قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ، وقد جاء شرع الله تبارك وتعالى بالقواعد الشرعية العظيمة والآداب المرعية التي أتت لتنظم هذا الأمر ولتحث عليه وترشد الناس إليه فكانت هذه الأوامر تدعو إلى تيسير النكاح وعدم التعسير فيه والتضييق على الشباب من البنين ومن البنات الراغبين في إقامة شرع الله تبارك وتعالى وأن يسلكوا هذه الأمور من مسالكها التي شرع الله تبارك وتعالى، فمن المعالم الدالة على أن الله تبارك وتعالى يريد منا أن نيسر للشباب هذا الأمر أن الله تبارك وتعالى أرشدنا على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم أن نيسر في أمور الزواج ومن ذلك التيسير أن أمر الخاطب أن ينظر إلى مخطوبته قبل أن يعقد نكاحه عليها حتى يؤدم بينهما وحتى ينظر إليها نظرة تحقق له المقصد من النكاح، فقد جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وبين له أنه يريد أن يتزوج امرأة من الأنصار فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: أنظرت إليها؟ قال: لا، قال: اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا، قد يكون فيها أمر يجعلك غير راغبا فيها، ولأن النظر قبل النكاح يحقق المقصد الشرعي منه.
وأكد الشيخ محمد المحمود أنه من المعالم الدالة على أن الله تبارك وتعالى يريد تيسير أمر النكاح وعدم تعسيره أنه أرشدنا إلى أن نخفض من المهور وأن نقلل منها وألا نغالي فيها بحيث نرهق على المتقدم على الزواج أمره، قال النبي عليه الصلاة والسلام عن النساء أيسرهن مؤونة أقلهن مهرا، وقال أكثرهن بركة أقلهن مهرا.
ولفت الخطيب إلى أننا كوننا نأمر بمراعاة المقبلين على الزواج ينبغي أن يتكاتف المجتمع جميعا، لا يمكن أن يطلب فقط في أولياء الأمور في مثل هذه الظاهرة الاجتماعية التي أصبحت عادة متأصلة عند كثير من الناس للقضاء عليها لابد أن يتضافر المجتمع كله بجميع مؤسساته الإعلامية والتعليمية وغيرها في الدعوة إلى تيسير الأمور وعدم المغالاة فيها وبعدم التشديد فيها، وبذلك إذا تضافرنا وتعاونا على القضاء على هذه الظاهرة نكون قد حققنا أمر الله تبارك وتعالى في قوله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان .