

كفاية أبودية: فرحة العيد تكتمل بوجود الأهل والأصدقاء
محمد عادل: السفر يتناقض مع الغاية العظيمة للأعياد
لولوة المغيصيب: أفضل البقاء مع الأهل وإن توفر خيار السفر
أشارت مصادر عاملة في قطاع السياحة إلى ارتفاع حجوزات السفر لقضاء عيد الفطر المبارك إلى وجهات إقليمية مثل مصر والأردن ولبنان وسوريا، ووجهات سياحة خاصة بالنسبة للعائلات مثل تركيا ودول منطقة شرق أوروبا إضافة إلى بعض الوجهات الأوروبية مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبعض الوجهات الآسيوية مثل تايلاند.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن الأعياد لا طعم لها بدون وجود الأهل والأصدقاء ويعتبرون أن فرحة العيد تكتمل بوجود الأهل، يفضل البعض الاخر قضاء العطلة في الخارج.
وقالت السيدة كفاية أبودية وهي صاحبة شركة سياحة في قطر إن الطلب على السفر خلال عطلة العيد يشهد مستويات نمو متصاعدة، حيث بدأت مستويات الطلب في الارتفاع بشكل ملحوظ مع بداية العشر الأواخر من رمضان لتصل إلى ذروتها قبيل العيد بيوم أو يومين.
وذكرت أن أكثر الوجهات طلبا خلال هذه الفترة تأتي لندن في المرتبة الأولى وتليها القاهرة، والمالديف وبعض الوجهات القريبة السياحية الاسيوية القريبة، وعن أسعار السياحة الداخلية قالت السيدة كفاية إن الدولة قد وفرت فعاليات داخلية ممتعة ومجانية في كل مكان من الدولة، لكن للأسف أسعار الفنادق تبقى مرتفعة مما يدفع البعض إلى تفضيل السفر خارج الدولة لتمضية اجازة العيد.
وأضافت كفاية: «طرحنا مجموعة من العروض السياحية المحدودة مؤخراً، خاصة أن إجازة العيد تتزامن مع فترة نهاية الأسبوع وتعتبر اجازة طويلة نسبيا. وتابعت أن قطاع السياحة في الدوحة، والدولة، قد انتعش بشكل كبير مستفيداً من اعتدال درجات الحرارة والفعاليات والمناسبات والمهرجانات التي استقطبت الكثير من الزوار والسياح من خارج الدولة. وأكدت أن القطاع السياحي نجح في الخروج من تأثيرات جائحة كورونا «كوفيد-19» ليواصل نموه ونشاطه بالشكل الطبيعي، موضحة أن سوق دولة قطر السياحي ممتاز، حيث يسجل حركة سياحية داخلية نشطة إلى جانب استقطاب أعداد متزايدة من الزوار والسياح من مختلف دول العالم.
وأوضحت كفاية، أن الأعياد لا طعم لها بدون وجود الأهل والأصدقاء واعتبر أن فرحة العيد تكتمل بوجود الأهل، «استغرب كثيرا ممن يترك أهله ويسافر للسياحة في العيد، فالعيد يومان ويمكن برمجة الإجازة في تواريخ أخرى لأن العيد صلة رحم وجمعات عائلية، ولا يعقل أن نترك العادات والتقاليد والأهل ونذهب للسياحة في دول قد لا نعيش فيها أي مظهر من مظاهر العيد.
طقوس راسخة منذ الطفولة
قالت الكاتبة آمنة السيد: منذ الطفولة حتى اليوم كانت أجمل لحظات العيد هي التي نقضيها ونحن ننتظر العيد في أواخر شهر رمضان، ونحن نجهز ملابس العيد ومستلزماته ونفرح بإذاعة خبر رؤية الهلال في آخر ليلة من رمضان لنبدأ استعدادات العيد واعداد سفرة العيد بكل ما فيها من فواكه وحلويات وغيرها.. وتشاركنا بنات العائلة بأطباقهن اللذيذة وترتيب المنزل وغيرها من لمسات جمالية.
وأضافت: اختار دوما قضاء العيد في قطر..ومن يرغب بالسفر اقترح عليه أن يسافر ثاني او ثالث العيد ليكون عيده أجمل، وأغلب من أعرف من عوائل لديها أطفال يذهبون لدول مجاورة لمناطق الالعاب الجديدة والمثيرة كمكافأة لأبنائهم في العيد..
وأما الشباب فهم يبحثون عن الرياضات والقفز في بعض الدول الاسيوية وأحيانا المسرحيات في الخليج وأحيانا حجز سيارة والتنزه بها في أسواق ومطاعم جديدة في دول الخليج..
تجارب جديدة
وعن أسعار السياحة الداخلية قالت آمنة: بصراحة الأسعار مبالغ بها في المنشآت السياحية للعائلات لدينا ويمكن حجز سفرة كاملة بهذا السعر المدفوع لمدة أسبوع كما أننا نحتاج أماكن أكثر لألعاب الأطفال كما في باقي دول الخليج.. وبأسعار مناسبة فقد يتمكن شخصان من حجز بعض المنشآت اما أكثر من ذلك مع قدوم الصيف فسيكون المبلغ مبالغ به..
وتابعت: قد تدفع العوائل للسفر للبحث عن تجارب جديدة باسعار مخفضة وخيارات كثيرة مع الجملة التي يرددها الجميع نحتاج تغيير جو.. مع إن الدولة افتتحت الكثير من المنشآت كالميناء والفنادق والمنشآت وغيرها وتوجد الكثير من المطاعم والمولات التي تجعل التسوق ممتعا، لكن العائلات تحتاج تنوعا ترفيهيا وألعابا وتجارب جديدة ومدهشة.. طبعا حديثي عن العوائل القطرية، اما غير القطريين ففي حال كان مستواهم المادي مناسبا كان السفر هو حلهم الامثل لقضاء العيد مع عوائلهم في بلدناهم، وإن كان المستوى عادي فيجلسون هنا ويمتعون أنفسهم بالزيارات والخروج للأماكن الكثيرة والمتنوعة في قطر. وأوضحت أن العيد في قطر أحلى.. ومع عائلتي حتما سيكون أجمل وأجمل..حفظهم الله لنا..فهم امتداد لوالدينا رحمهما الله تعالى..
مشاركة وصلة رحم
بدوره قال الفنان محمد عادل: إنه لا يفضل السفر في العيد، لأنه يفضل أن يكون بين أهله، ويصل رحمه، وقال: العيد مناسبة دينية واجتماعية، لها أهمية كبيرة في تربية الأبناء على السنع، وتعليمهم العادات والتقاليد وتعاليم الدين ومغزى الاحتفال بهذه المناسبة.
وأضاف: رغم أن للسفر عدة فوائد، لكن من ناحية شخصية فإنني أراه سلبيا جدا في مناسبة العيد، فهذه المناسبة فرصة لتعليم الأبناء وتربيتهم على صلة الرحم والزيارات العائلية واستقبال الضيوف وسنع العيد والكرم، وكل ذلك يضيع بالسفر، وأنا أعارض السفر في فترة العيد، ويمكن السفر بعد العيد والاستمتاع بالعيد وسط الاهل وفي أحضان الوطن، لافتا إلى أن اعتياد السفر خلال موسم الأعياد يحرم الأبناء من متعة استشعار هذه النعم التي اختص الله بها عباده المسلمين، فبهذه الطريقة ولربما عن جهل من الوالدين نوع من المساهمة في توليد نوع من الشعور بالاستخفاف بعظمة هذه الشعائر في نفوس الأبناء وعدم الحرص على إحيائها بين أهلهم وذويهم.
وقال «إن هناك غاية عظيمة لهذه الأعياد وهي صلة الأرحام وإشاعة روح التسامح وإذابة جليد الخلافات بينهم بفضل مثل هذه المناسبات الدينية العظيمة لاسيما ونحن نعيش أجواء عصر الحداثة ووسائل التواصل الافتراضية التي حرمت الناس من بهجة اللقاء والتواصل عبر الزيارات والتجمعات الأسرية.
حلول بديلة أفضل
قالت الفنانة لولوة المغيصيب إنها حتى وأن توفرت فرصة السفر فإنها تفضل قضاء العيد مع الأسرة وأوضحت: اعتدنا منذ أن كنا صغاراً أن تمتلئ المنازل بالأبناء والأحفاد والصغار والكبار، وتمتلئ القلوب بالفرحة والبهجة مع هذه التجمعات الأسرية التي توطد العلاقات بين الأسر وتخلق الألفة والتلاحم والمحبة للأسرة الواحدة مع جميع أفرعها الممتدة من الأحفاد والأبناء والأزواج.
واستطردت: قضيت أول أيام العيد في الزيارات العائلية بين الأهل والأقارب، أما ثاني أيام العيد في الأماكن السياحية الموجودة في ربوع الوطن، وقالت لولوة: الأماكن السياحية متوفرة والأسعار بمتناول الجميع ولا أجدها مرتفعة.
وحذرت من أن السفر المتكرر خلال الأعياد قد يؤثر سلباً على التلاحم والتواصل بين جميع افراد الاسرة الممتدة ويخلق الغربة بين اطفالها فلا ينشأ الاطفال على التلاحم المجتمعي والانتماء للمجتمع الصغير او حتى المجتمع المحلي حيث إن هذه المناسبات من الاعياد تعتبر فرصة للمربي في تأصيل القيم الدينية والعادات والتقاليد التي تشكل المجتمع وتقوي فيه اللحمة والألفة في القلوب وتزيد من تعارف الابناء بعضهم من بعض، كما أنها فرصة لتعليم أبنائنا وبناتنا آداب الزيارة والضيافة وآداب المجالس والحديث حيث إن أسرنا العربية اعتادت فتح مجالسها وخاصة في الأعياد لاستقبال الزوار من افراد الاسرة ومن الاصدقاء والمقربين ومع الامتداد السكاني بدأت تتقلص وتتضاءل هذه الزيارات، وكلٌ لديه عذره من الانشغال في متاعب الحياة واستغلال فرص الاجازة المقررة للعيد في السفر والتنزه او قضاء أعماله خارج الدولة..