السبسي يتعهد بعدم رجوع الإستبداد وبالحفاظ على الحريات
حول العالم
23 ديسمبر 2014 , 04:24م
ا.ف.ب
تعهد الرئيس التونسي المنتخب الباجي قائد السبسي بضمان عدم رجوع الإستبداد الى تونس وبالحفاظ على حرية الصحافة الوليدة في البلاد التي تأمل إستكمال مسارها نحو ديمقراطية كاملة.
وأشادت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات التونسية، اليوم الثلاثاء، بعملية الإقتراع التي جرت ,ل أمس الأحد وكذلك بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي نظمتها.
وقالت البعثة في بيان "تونس تنتخب رئيسها لأول مرة خلال إنتخابات شفافة وذات مصداقية وتختتم طورا إنتخابيا مطابقا للمعايير الانتخابية".
وفاز قائد السبسي (88 عاما) مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" المعارض للإسلاميين، بالدورة الثانية من الانتخابات على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي (69 عاما).
وحصل قائد السبسي على 55,68% من الأصوات والمرزوقي على 44,32% وفق النتائج الرسمية الأولية التي أعلنتها الهيئة المكلفة بتنظيم الانتخابات العامة أمس الاثنين.
وفي أول تصريح له إثر إعلان فوزه بالانتخابات، قال قائد السبسي في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي في ساعة متأخرة أمس "لا رجوع إلى هذا الاستبداد...هذا لن يعود، بل أنا مع طيّ صفحة الماضي تماما".
وكان الرئيس المنتخب يجيب عن سؤال "ماهي الضمانات التي يمكن أن تقدمها كرئيس للجمهورية للناس الخائفين من عودة الاستبداد؟".
وشهدت تونس تفردا في الحكم في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقية في الفترة (1987/1956) وخلفه زين العابدين بن علي من (2011/1987).
وقد تولى الباجي قائد السبسي عدة وزارات مهمة كالداخلية والدفاع والخارجية في عهد بورقيبة كما تولى رئاسة البرلمان عامي 1990 و1991 في عهد بن علي.
وأعطى الدستور التونسي الجديد الذي تمت المصادقة عليه مطلع 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان ورئاسة الحكومة مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية وذلك خشية من عودة إستبداد الرئيس.
وتعهد قائد السبسي في مقابلته مع التلفزيون التونسي بالحفاظ على حرية الصحافة التي قال أنها "مكسب من مكاسب الثورة ولا رجوع عنها".
كما تعهد كذلك بعدم رفع أي قضية ضد أي صحافي قائلا "هذا عندي فيه إلتزام كتابي".
وخلال الحملة الانتخابية، قدم محمد المنصف المرزوقي، وهو حقوقي ومعارض سابق لنظامي بورقيبة وبن علي، نفسه كضمانة للحريات التي إكتسبها التونسيون بعد الثورة التي أطاحت بنظام بن علي يوم 14 يناير 2011.
وقد حذر المرزوقي من عودة التضييق على الحريات وخصوصا حرية الصحافة إن فاز الباجي قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية.
وقال قائد السبسي للتلفزيون التونسي "عندي توصية للصحافيين بأن يكونوا حرفيين، يعني الصحافة حرة لكن لا (يجب أن) تسمح لنفسها بكل شيء، هناك ضوابط، نحن نحترم الصحافة التي تحترم نفسها".
وأوردت بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي في بيانها أن "القنوات التلفزيونية الخاصة في تونس فضّلت بشكل جلي المرشح الباجي قائد السبسي من حيث الوقت المخصص للحديث المباشر وذلك على حساب المرزوقي" الذي إشتكى من هذا الأمر خلال الحملة الانتخابية.
ونفى قائد السبسي عن نفسه إتهامات بأنه كان جزءا من منظومة الإستبداد في عهديْ بورقيبة وبن علي.
وقال السبسي "خرجت من الحكم عندما كنت في أوج المسؤولية.. كنت سفيرا في باريس وإستقلت لأني مع النهج الديمقراطي وقد طردت من حزبي "الحزب الحاكم في عهد بورقيبة" لأني قدّمت جملة تقول "الحزب الذي لا يطبق الديمقراطية داخل صفوفه ليس له مصداقية اذا إدعى أنه سوف يطبقها على مستوى البلاد".
وتابع السبسي "عملت رئيسا للبرلمان لمدة سنة واحدة في عهد زين العابدين بن علي ثم غادرت المنصب عن طيب خاطر" بسبب إخلال بن علي بتعهد مكتوب بإحلال الديمقراطية نشره يوم وصوله الى الحكم في 7 نوفمبر1987.
وأضاف قائد السبسي أن "هياكل" حزبه الذي يملك أكثرية المقاعد في البرلمان (86 مقعدا من إجمالي 217) سوف تجتمع "خلال يومين" لبحث تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال قائد السبسي ان رئيس الحكومة المنتظرة "لا يمكن أن يكون وزيرا من وزراء بن علي السابقين" كما ذهبت اليه، وسائل إعلام محلية.
وتابع أنه سوف يستقيل من رئاسة حزب نداء تونس لكنه لن ينسحب من الحزب.
وفاز حزب نداء تونس الذي أسسه قائد السبسي في 2012 لمواجهة حركة النهضة التي حكمت تونس من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014، بالانتخابات التشريعية التي جرت يوم 26 أكتوبر الماضي فيما حلت حركة النهضة ثانية.
ويضم نداء تونس يساريين ونقابيين ومنتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي والذي تم حله في 2011 بقرار قضائي بسبب تورطه في الفساد والإستبداد في عهد الرئيس المخلوع.
ولا يملك نداء تونس "الأغلبية المطلقة" (109 مقاعد) التي تؤهله تشكيل الحكومة بمفرده لذلك يتعين عليه الدخول في تحالف مع أحزاب ممثلة في البرلمان لبلوغ الأغلبية المطلوبة.
وأجمعت أغلب الصحف التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء على أن "تحديات كبيرة" في انتظار الرئيس والحكومة القادمة.