

زينب خشان: تخفيف الأعباء على الأمهات العاملات
روضة القبيسي: توفير بيئة آمنة للأطفال في مرحلة حساسة
ظبية الخليفي: تنمية مهارات في التواصل والتحدث والتعبير
أشاد خبراء تربويون ومواطنون بقرار السماح بتسجيل الأطفال من عمر 3 سنوات بدلا من أربع سنوات في رياض الأطفال، مؤكدين أن تعليم الأطفال في سن مبكرة (3 سنوات) يساعد على تهيئتهم وبناء شخصياتهم قبل الانتقال للمرحلة المدرسية، كما يخفف من أعباء النساء العاملات، بتقليل الأعباء الملقاة عليهن أثناء وجودهن في العمل.
ووافق مجلس الوزراء أمس على اقتراح وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعديل المادة 6 من القانون 9 لسنة 2017 بشأن تنظيم المدارس وذلك بهدف فتح المجال للالتحاق بفصول رياض الأطفال قبل المرحلة الابتدائية من عمر 3 سنوات بدلًا من 4 سنوات.
وعزت الوزارة اقتراحها إلى أهمية الاستثمار في مرحلة الطفولة المبكرة وتوفير الأسس القوية لبناء شخصياتهم التي يحتاجون إليها، ليصبحوا راشدين قادرين على الإسهام في بناء المجتمع، كما خصصت الوزارة منهجًا تأسيسيًا متكاملًا خاصًا بالتعليم في المراحل المبكرة، يشمل رياض الأطفال والصف الأول والثاني من المرحلة الابتدائية، حيث تتراوح أعمار الطلاب بين 4 و6 سنوات.
التعليم المبكر
وقالت السيدة زينب خشان، مستشارة تربوية وأسرية، إنها تؤيد قرار السماح بتسجيل الأطفال في رياض الأطفال من عمر 3 سنوات بدلا من أربع سنوات، نظرا لأهمية التعليم المبكر في السنوات الأولى من حياة الطفل في تطوير معارفهم ومهاراتهم الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم ورحلة تعليمهم، بما فيها التنمية البدنية، والاجتماعية، والذهنية، إلى جانب المهارات اللغوية والأكاديمية التي تسهّل انتقالهم إلى المرحلة الابتدائية.
وأكدت لـ العرب أن منافع رعاية الطفولة المبكرة من الحضانات الجيدة ورياض الأطفال الرسمية والمعتمدة لا تقتصر على دعم وتمكين الأم العاملة؛ وإنما تشمل المساعدة في تكوين شخصية الأطفال كأفراد مشاركين لا متلقين فقط، إنما أطفال يعتمدون على أنفسهم ولديهم القدرة على المشاركة والمبادرة.
ونوهت الأستاذة خشان أن تأييدها قرار السماح بتسجيل الأطفال من عمر 3 سنوات في رياض الأطفال مشروط بعمل الأم وعدم قدرتها على الموازنة الأكيدة بين العمل والأسرة، في حين أنها لا تنصح الأمهات المتفرغات اللواتي لديهن مهارات التربية السليمة وحسن التعامل مع الخصائص العمرية بعيدا عن الاعتماد على العاملات المنزليات، لا تنصحهن بوضع أطفالهن في المراحل المبكرة حصرا في رياض الأطفال منوهة بقدرة العديد من الأمهات على مساعدة الطفل في اكتساب المهارات والخبرات التي يحتاجها بما فيها ممارسة نشاطاته واكتشاف قدراته وميوله وإمكانياته وتطويرها في بيئة أسرية آمنة وصحية تماماً.
بيئة آمنة
ووافقتها الرأي في هذا الإطار السيدة روضة عمران القبيسي، خبيرة التنمية البشرية، مبينة أن القرار يساهم في تنشئة الأطفال الصغار وتعليمهم في بيئة آمنة مع تخفيف الأعباء على الأمهات العاملات.
واستعرضت القبيسي أهمية ذهاب الطفل إلى الروضة في هذه المرحلة العمرية في تنمية وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والذاتية وتنمية الذكاء بشكل ملحوظ، كما أثبتت العديد من الدراسات، أن الأطفال الملتحقين برياض الأطفال أكثر قدرة على التميز في التحصيل الأكاديمي وتظهر لديه المرونة في المواقف أكثر من أقرانهم الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال ويطور من الجانب الاجتماعي بطريقة أسهل وأفضل ويكون لديه مهارات تحضيرية لمرحلة المدرسة القادمة ويظهر قدرة على التواصل حتى مع المربين والمعلمين بشكل أكثر سلاسة، مؤكدة أن هذه المرحلة حساسة جدا قد تمتد آثارها إلى المستقبل البعيد مرحلة الالتحاق بالجامعة ومرحلة ما بعد الجامعة وقد تؤثر أيضا على بناء مستقبل متزن من الناحية العملية والعلمية والمادية والقدرة على بناء العائلة أيضا.
خدمات تعليمية
من جانبها، أكدت السيدة ظبية الخليفي مدير إدارة التعليم المبكر، أن قرار إضافة مرحلة ما قبل الروضة – والتي تضم الأطفال من عمر الثالثة – إلى رياض الأطفال الحكومية، جاءت لأهمية مرحلة التعليم المبكر، وأثرها الإيجابي على حياة الأطفال، ودورها الهام في تحقيق أعلى مستويات الجودة في التحصيل الأكاديمي مستقبلا.
وأشارت الخليفي في لقاء سابق مع تلفزيون قطر إلى الرياض التجريبية التي اعتمدتها الوزارة في المناطق ذات الكثافة السكانية الأكثر، لافتة إلى أنه تم الحصول على المعلومات التي استهدفت بيانات المواليد حسب البلديات، ومن ثم اختيار مباني رياض الأطفال المناسبة التي تحتوي على اثني عشر فصلا، وتنوعت ما بين روضتين للبنين، وهما: روضة أبي حنيفة التابعة لبلدية الدوحة، وروضة المنار التابعة لبلدية الريان، إضافة إلى روضتين للبنات، وهما: روضة الخوارزمي التي تتبع بلدية أم صلال، وروضة زكريت التي تتبع بلدية الظعاين.
ونوهت بأن التوقعات قد أشارت إلى تحقيق الأطفال نتاجات التعلم من خلال مواصلة الحضور والانتفاع بكافة الخدمات التعليمية المقدمة، والتي تهدف إلى تعليم الأطفال مهارات الرعاية الأساسية والاعتماد على النفس، وتحسين استعداد الأطفال الاجتماعي والمعرفي، وغرس السلوكيات والعادات الجيدة لدى الأطفال، وزيادة وعيهم بالآخرين، وزيادة المفردات اللغوية لدى الأطفال، وتنمية مهاراتهم في التواصل والتحدث والتعبير وبناء قاعدة للمعارف والمهارات الأساسية لدى الأطفال لتأهيلهم للمرحلة القادمة.