

أكد سعادة السيد علي الكعلي وزير الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار بالجمهورية التونسية الشقيقة، أن العلاقات بين دولة قطر وبلاده قديمة وقوية ومتميزة، لافتا إلى رغبة الجانب التونسي في تطوير علاقات التعاون التجاري والصناعة وخاصة الاستثمار سواء من قبل القطاع العام أو الخاص.
ودعا الكعلي في كلمة ألقاها خلال لقاء الأعمال القطري التونسي المشترك الذي عقدته غرفة قطر، اليوم، رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار في بلدهم الثاني تونس، مشيدا بالتسهيلات والمشاريع والفرص الاستثمارية للمستثمرين القطريين.
وأشار إلى الاستثمارات القطرية الناجحة الموجودة حاليا في تونس، باعتبارها فخرا لتونس وللعلاقات الأخوية بين البلدين، مشددا على ضرورة أن يقتدي القطاع الخاص في البلدين بمثل تلك المشروعات.
وقد تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات التعاون التجاري والاقتصادي بين القطاع الخاص في البلدين، وسبل تعزيز التبادل التجاري، فضلا عن تعزيز الاستثمارات المتبادلة وبحث إمكانية إقامة تحالفات بين الشركات القطرية والتونسية، واستعراض مناخ الاستثمار والفرص المتاحة في كلا البلدين.
كما تم على هامش اللقاء، توقيع اتفاقية إنشاء مجلس رجال الأعمال بين غرفة قطر والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة.
من جانبه، أشاد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر، في كلمته خلال اللقاء، بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين، مؤكدا أن هذه العلاقات شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا متصاعدا في ظل القيادة الحكيمة لقائدي البلدين.
وأكد أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى تونس في شهر فبراير من العام الماضي، وزيارة فخامة الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية إلى قطر في شهر نوفمبر الماضي، كان لهما أثر كبير في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين الشقيقين، وخصوصا للتعاون الاقتصادي والاستثماري لتعزيز التعاون المشترك، مما أتاح لقطاعات الأعمال الفرصة لمواكبة هذا التطور من خلال بناء جسور التعاون وصولا لتحقيق شراكة اقتصادية حقيقية تعكس قوة هذه العلاقات وتلبي طموحات البلدين الشقيقين.
وأشار سعادته إلى أهمية تعزيز التبادل التجاري الذي لا يزال دون مستوى الطموحات على الرغم من قوة ومتانة العلاقات والإمكانات المتاحة في البلدين، مما يتطلب من القطاع الخاص العمل على تعزيز التجارة البينية من خلال إقامة تحالفات وشراكات بين قطاعات الأعمال في البلدين، لافتا إلى وجود العديد من الشركات القطرية التونسية المشتركة التي تعمل في السوق القطري في مجالات وقطاعات اقتصادية متنوعة أبرزها التجارة والخدمات والمقاولات والصيانة والسياحة والمطاعم والخدمات العقارية.
وعلى الصعيد الاستثماري، قال سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر، إن دولة قطر تعتبر شريكا مهما لتونس، حيث شهدت السنوات الأخيرة مزيدا من الاستثمارات القطرية في تونس، كما يشارك القطاع الخاص القطري بدوره في الاقتصاد التونسي من خلال استثمارات متنوعة في قطاعات حيوية كالسياحة والمصارف وغيرها، لافتا إلى أنه في المقابل فإن دولة قطر تزخر بالعديد من الفرص الواعدة للاستثمار في كافة المجالات والصناعات، إضافة إلى الاستثمار في مجالات السياحة والخدمات، لا سيما مع قرب استضافتها كأس العالم 2022.
وأشاد بالجهود الحثيثة للدولة من أجل تطوير بنيتها التحتية وإصدار التشريعات والقوانين المعززة لبيئة الأعمال والاستثمار، بجانب توفير الحوافز الاستثمارية التي تعزز من مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار، فضلا عن إنشاء المناطق الصناعية والمناطق الحرة التي تتسم بتنافسية عالية وجاهزية للشروع في الأعمال، مما يخلق العديد من الفرص التي يمكن استغلالها من قبل المستثمرين التونسيين.
وأكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، أن الغرفة ستنظم زيارة لوفد من رجال الأعمال القطريين إلى تونس، للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي.
من جهته، قال سعادة السيد سمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، إن اللقاء يعكس الحرص المشترك على تنمية العلاقات التجارية وتطوير حجم الاستثمارات المشتركة، لافتا إلى أهمية تطوير التبادل التجاري الذي لا يزال ضعيفا رغم قوة العلاقات.
وأشار إلى ضرورة التركيز على النهوض بالاستثمار المشترك الذي يمكن أن يوجه إلى أسواق أخرى سواء في إفريقيا أو أوروبا أو آسيا والعالم العربي، لافتا إلى رغبة الجانب التونسي في تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
وتضمن اللقاء أيضا عرضا تقديميا لوكالة ترويج الاستثمار قدمه السيد حمد راشد النعيمي مدير تطوير الأعمال، واستعرض من خلاله مناخ الاستثمار في قطر، كما قدم السيد عبدالباسط الغانمي مدير عام وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي بتونس، عرضا تناول فيه مناخ الاستثمار في تونس والفرص المتاحة، حيث أشار إلى أن دولة قطر تعتبر المستثمر الأول عربيا في تونس، ومن الدول العشر الأولى المستثمرة في تونس على الصعيد العالمي.
وخلال المناقشات تحدث السيد عبدالرحمن الأنصاري عضو مجلس إدارة الغرفة والرئيس التنفيذي للشركة القطرية للصناعات التحويلية، عن تجربته في الاستثمار في تونس، لافتا إلى أنه تجرى حاليا دراسة جدوى لإنشاء مصنع لكبس الألمنيوم في تونس، كما أشاد سعادة الشيخ علي بن الوليد آل ثاني الرئيس التنفيذي لوكالة ترويج الاستثمار بعلاقات التعاون بين الجانبين، مشددا على أهمية الترويج للاستثمار في كل من قطر وتونس وتحقيق شراكة استثمارية قوية بين الطرفين.