د. محمد بن راشد المري في خطبة جامع المعيذر: حافظوا على حدود الله تفوزوا بالجنة
محليات
22 ديسمبر 2018 , 01:08ص
الدوحة - العرب
تحدّث فضيلة الداعية الدكتور محمد بن راشد المري، في خطبة الجمعة أمس بجامع المعيذر، عن معنى «احفظ الله يحفظك»، وأكد فضيلته ضرورة أن يحفظ كل منا حدود الله عز وجل وحقوقه وأوامره ونواهيه.
وقال: «إن الواجب على العبد أن يحفظ الله عز وجل، بالحفاظ على الصلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (من حافظ عليها؛ كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها؛ لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة)».
وأضاف: «إن من الحفظ لله أيضاً أن يُحفظ الرأس وما وعى، وأن يُحفظ البطن وما حوى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، وأن تحفظ البطن وما حوى). فمِن حفظ الرأس: أن يحفظ الإنسان سمعه، وأن يحفظ بصره فلا يقع على محرّم، وأن يحفظ لسانه فلا يتكلم بما لا يعنيه، وألا يقع في الغيبة والنميمة وغير ذلك، وأن يحفظ فمه فلا يُدخل فيه طعاماً حراماً. وأن يحفظ البطن وما حوى، من ذلك قول الله عز وجل: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) [المائدة: 89]؛ أي: لا يحلف العبد كثيراً، وإذا حلف وحنث في حلفه؛ فعليه أن يكفّر عن يمينه.. ومن ذلك أيضاً: حفظ الفرج، كما قال الله عز وجل: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) [المؤمنون: 5]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن يَحْفَظْ ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رِجْلَيْهِ؛ أضمَنْ له الجَنَّةَ)».
وتابع المري: «مَن حفظ الله في سمعه وبصره ولسانه وفرجه، وحافظ على حقوق الله وأوامره بأن يؤديها، وحافظ على حدود الله فلا يقع فيها؛ كان جزاؤه من الله عز وجل الحفظ والفوز بالجنة، كما قال الله عز وجل: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) [البقرة: 152]».
وأشار إلى أن الطلب بذل للوجه، حيث كان بعضهم يقول: «اللهم كما صُنت وجهي عن السجود لغيرك، فصُنه عن مسألة غيرك»، وكان أحدهم إذا عرضت له مسألة للخلق، يهتف به هاتف من داخلة: (الوجه الذي يسجد لله عز وجل، لا تبذله لغير الله).
ومن سأل الناس تكثُّراً -أي: وعنده ما يكفيه- فإنه يأتي يوم القيامة وقد سقط لحم وجهه؛ لأنه أراق ماء وجهه في الدنيا! لافتاً إلى أن السؤال لا يكون إلا لله؛ لأن العبد لا يذلّ نفسه إلا لله عز وجل، فإذا سألت فاسأل الله.. فالسؤال ذُلّ، والسؤال يكون لمن يقدر على جلب جميع المصالح ودفع جميع المضارّ، وليس هناك أحد يقدر على ذلك إلا الله عز وجل، فإذا سألت فاسأل الله؛ مصداقاً لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).