الأزمة المالية بروسيا تدفع الأجانب للتفكير في الرحيل

alarab
اقتصاد 22 ديسمبر 2014 , 03:35م
أ ف ب
يراقب اوليفييه الموظف الفرنسي في إحدى المصارف الروسية الكبرى وجوي عاملة التنظيف الفيليبينية في موسكو منذ أسابيع أسعار صرف الروبل الذي ساهم انهياره الأسبوع الماضي في إقناعهم بضرورة الرحيل.

ولا تشكل هاتان الحالتان إشارة إلى وجود ظاهرة برحيل مكثف للأجانب العاملين في روسيا ويتقاضون أجورهم بالروبل. لكن كثيرين يقولون على الأقل أنهم يفكرون في الأمر.

وتقول جوي (28 عاما) "عندما أتيت في ابريل كنت أتقاضى 1500 روبل أي 42 دولارا لقاء أربع ساعات في تنظيف المنازل. واليوم لا أتقاضى سوى 20 دولارا للعمل نفسه".

وتركت هذه الأم الشابة أطفالها الثلاثة في مانيلا إحدى أفقر دول جنوب شرق آسيا بحثا عن مستوى حياة أفضل في روسيا.

وأضافت أن صديقاتها المقيمات في موسكو منذ سنوات اخبرنها عن ميزات روسيا وعن "الروبل المستقر وعدم وجود منافسة كبيرة كما في دول أخرى".

وكانت جوي ترسل كل أسبوعين 60 إلى 70% من مواردها إلى ذويها الذين يتولون تربية ابنائها.

وقالت بتاثر "هدفي كان جمع ما يكفي لتغطية تكاليف دراسة ابني البكر وشراء دراجة نارية-تاكسي لزوجي لتكون مصدر رزق له. كما كنت أريد إصلاح سقف منزل والداي (...) لكنني أدرك اليوم أن الأمر مستحيل".

وتابعت "لم اعد قادرة على إرسال ما يكفي لإعالة أسرتي وأهلي لا يفهمون ويعتقدون انني اعمل لساعات اقل وأنا اشعر بذنب كبير".

وفي الطرف الأخر للسلم الاجتماعي، يعبر الفرنسي اوليفييه (30 عاما) عن الندم لقراره الانتقال إلى موسكو في أواخر سبتمبر.

وتابع هذا الوسيط المالي "عرض علي راتب جيد ومكافأة كبيرة. كنت اعتقد أنها فرصة للعمل في سوق تتسم بالحيوية وتشهد نموا منذ اربع سنوات، وبدا لي انه من الجيد مغادرة اوروبا التي تعاني من الركود".

إلا انه وبعد أسبوعين فقط على وصوله، بدأت خيبة أمل اوليفييه الذي يتقاضى معاشه بالروبل. وقال انه "كان مستعدا لقبول تضخم تعوض عنه الزيادات المنتظمة للراتب لكنني لم أتصور إنني سأعيش +اثنين اسود+ كل يوم".

وأضاف اوليفييه أنه "من الواضح أن الروس يبيعون كل ما لديهم من الروبل وعندما يتخلى السكان المحليون عن عملتهم هذه إشارة للأجانب بالرحيل".

وتابع "علي فعلا أن أغادر روسيا فانا اخسر نقودا كل يوم. السوق لا مستقبل لها لا على المدى القصير او المتوسط وحلمي بشراء شقة في فرنسا انتهى لأنني لا أعرف أي مصرف يمكن أن يثق بشخص يسدد دينه بالروبل".

وعلى الرغم من تبدد مدخراته وتراجع راتبه بنسبة خمسين بالمئة في غضون أسابيع، يحاول اوليفييه أن يقلل من خطورة وضعه من خلال مقارنته بالروس "الذين لا يمكنهم الرحيل". 

وقال "اعلم أن مشاكلي هي +مشاكل أثرياء+ مقارنة بمشاكلهم. كنت أريد الانتقال إلى هنا قبل عامين لأعيش في روسيا في مجدها".

ويستعد اوليفييه على غرار زملائه لحجز بطاقته لمغادرة موسكو. وقال "سأكون الأول في الرحيل لأني أعزب وليس لدي أطفال.. لكن الآخرين لن يتأخروا في ذلك أيضا".

أما جوي فتخشى إلا تتمكن من شراء البطاقة لمانيلا بسبب ارتفاع كلفتها لان سعر محدد بالدولار. وقالت "إن سعرها في تزايد مستمر بينما أموالي في تناقص مستمر. يجب أن أقرر سريعا وإلا سأعلق في روسيا".