

حفل الافتتاح جيد جدا وصورة مضيئة لقطر
أتمنى أن يستفيد المنتخب من عاملي الأرض والجمهور
بلادي مستقبلها عظيم بسواعد أبنائها المخلصين
نهضتنا الرياضية بوابة انطلاقتنا العالمية
لن نقف عند حدود المونديال والقادم أكبر وأقوى
سعادة الدكتور الشيخ محمد بن عيد آل ثاني الأمين العام للمجلس الأعلى ورئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة سابقًا، ساهم مع غيره في وضع اللبنات الأولى للنهضة الرياضية الشاملة، التي بدأت بإنشاء مقرات حديثة للأندية وأطلقت الكوادر الرياضية للاحتكاك والمشاركات واستضافة الفعاليات وبناء الطموحات لغد ومستقبل مشرق، وبفضل عطاء المخلصين من أمثال محدثنا الكريم حققت قطر انطلاقتها وصارت ملء السمع والبصر.
الحوار مع سعادة الشيخ محمد بن عيد غني وتاريخي وهام أيضا ولأنه كذلك فلن اسهب في المقدمات وسأترك له البوح بأهم الآراء وأثمن المعلومات التي تتواكب مع افتتاح حدث كبير ألا وهو مونديال ٢٠٢٢ الذي جابت اصداء نجاحه كل اركان كوكب الارض بما قدمه من رسائل ومعان انسانية عظيمة.
في البداية ما ردكم على الهجمة الشرسة التي تعرضت لها قطر قبل انطلاق المونديال ؟
لا يخفى على أحد ما تعرضت له قطر من حملات تشوية وانتقادات مغرضة تفتقر للموضوعية والدلائل وتظهر ازدواجية المعايير لمن يقوم باختلاقها وقد بدأت هذه الحملات منذ إعلان الفوز باستضافة كأس العالم سواء من حيث تقليلهم من الإمكانيات المتوفرة من ملاعب أو منشآت أو الوقت المقترح لإقامة البطولة وأيضاً لكون قطر أول بلد عربي مسلم في الشرق الأوسط يفوز بتنظيم مثل هذا الحدث العالمي الكبير الذي يتابعه ملايين الناس.
وللعلم هذه الحملات زادت من إصرار القطريين على انجاح البطولة، وزادت من رغبة العالم للتعرف على بلدنا ومنطقتنا العربية ودورها الفعال على المستوى الدولي من خلال هذا الحدث الاستثنائي.
وعمومًا نحن كنا نتابع الانتقادات بأسف حقيقي لأن المشكلة لا تتصل بالانتقادات بالعكس نحن نتقبل أي انتقاد يسهم في تقويم الأخطاء، لكن بالفعل قامت دولتنا بإصلاحات عديدة تصب في مصالحها التنموية، وتتوافق مع ثقافتها الحضارية ولكن منذ حظيت قطر بحق الاستضافة بدأت الكثير من الأقلام بتوجيه سهام الانتقاد باتجاه دولة قطر.
وتبين بعدها بفترة قصيرة أن الأمر هو هجوم وليس انتقادا، ونسترشد هنا بما قاله حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حول هذه الافتراءات في خطابه في مجلس الشورى بأن الحملة تتواصل وتتسع ازدواجية المعايير.
وأود أن أؤكد أن دولة قطر هي دولة عربية مسلمة وأحد أهم سماتها الثقافية والحضارية تتصل بالكرم وحسن استقبال الضيوف والترحيب بهم. نعم نحن دولة ترحب بالجميع، ولكننا أيضًا دولة لها قيمها وأخلاقها.
نقلة حضارية كبرى
المونديال نقل قطر نقلة حضارية كبرى في الطرق والمواصلات والملاعب والسياحة وأصبحت بلادنا تزهو بجمالها وتطورها فما هو تعليقكم؟
لا شك أن هذا الحدث العالمي ساهم في تطوير مرافق الدولة وبنيتها التحتية بشكلٍ كبير وسريع حيث قامت قطر بتجهيزات كبرى في جميع المجالات، وذلك ضمن رؤية 2030 ودعم طموح ورغبة القيادة الرشيدة في الريادة الثقافية والحضارية.
وعلى سبيل المثال تطوير المنظومة الصحية بأحدث الأجهزة وأفضل الكوادر الطبية والمباني الصحية التى حصلت بها على إشادات عالمية وأعلى شهادات الجودة الدولية وكذلك إنشاء شبكة من الطرق السريعة التى تربط جميع مناطق الدولة بسهولة ويسر مع مراعاة معايير السلامة والجودة وأيضاً خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والدفاع المدني التي تطورت بشكل كبير ودعم استخدام الباصات والسيارات الكهربائية والمواد صديقة البيئة للحد من التلوث والحفاظ على البيئة وغيرها.
وأيضاً الإنشاءات الخاصة بكأس العالم من ملاعب ومراكز تجارية وفنادق وأماكن سياحية وغيرها.
وهذا مع المحافظة على التراث القطري والإسلامي الملحوظ في تصميم الكثير من المباني الحكومية و الملاعب.
أصبحنا في الطليعة
الكوادر القطرية اصبحت في الطليعة العالمية بفضل تراكم الخبرات واستضافة الكثير من الاحداث والبطولات فما رأيكم ؟
عملت الدولة على تمكين الجيل القادم من الشباب في قطر لتولي زمام المبادرة في المجتمع وإشراكهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العامة. ولا بد من مواصلة هذه الجهود لإثبات قدرات الشباب على العطاء، فالشباب القطري المعتز بهويته الوطنية هو جزء أصيل وفاعل في طموحات وتطلعات المجتمع ولن يكون لهذا البلد شأن عظيم إلا بسواعد أبنائه المحبين المخلصين لذا تم الاعتماد عليهم في أهم وأكثر الجوانب الخاصة بالمونديال.
المسؤولون تحملوا الكثير والكثير من المعاناة والصبر وواجهوا الكثير من الصعاب مثل وباء كورونا الذي أغلق دول العالم لكن حسن إدارتهم جعلت قطر جاهزة للمونديال قبل عام من الافتتاح ما هي كلمتكم في هذا الشأن ؟
بفضل الله تعالى تمكنت دولة قطر من تجاوز عدة أزمات عالمية كبيرة خلال السنوات الماضية بسلام وبأقل الخسائر الممكنة على جميع القطاعات وذلك مقارنة بالعديد من الدول المتقدمة وذلك بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد المفدى.
منها جائحة كورونا -كوفيد-19 والاغلاقات المتكررة للدول والاحترازات المطبقة وتقييد حرية التنقل ونتج عن ذلك تطوير القطاع الصحي وسرعة استجابته مستقبلا لمثل هذه الأمراض (لا قدر الله) توعية الجمهور للتعامل مع مثل هذه الأوبئة.
وكذاك تراجع أسعار البترول والغاز التي أضرت بإيرادات وميزانيات عدة دول في المنطقة والعالم كانت تعتمد بشكل أساسي على ذلك وغيرها من المعوقات السياسية والاقتصادية الأخرى خلال الفترة الماضية من صراعات وحروب حول العالم.
إنجازات متعددة ومتنوعة
نسأل سعادتكم عن ارهاصات النهضة التي بدأت مع المجلس الاعلى للشباب والرياضة وازدهرت مع الاجيال التالية فيما بعد وحققت ذروة النجاح باستضافة المونديال؟
كثيرون وانا منهم من الذين عملوا في إدارة الهيئة العامة للرياضة والشباب في ذلك الوقت توفقوا في افتتاح عدة أندية رياضية ودعموا الشباب واللاعبين في جميع المجالات حسب الإمكانيات المتاحة في حينها.
أما الآن فقد قامت قطر منذ عدة سنوات بتركيز اهتمامها لدعم الرياضة والرياضيين في جميع المجالات مثل بناء المنشاءت الرياضية واستضافة كأس العالم للشباب 1995، ودورة الألعاب الآسيوية 2006، وكأس العالم الحالي 2022.
وبفضل ذلك حققت الإنجازات المتعددة المتنوعة على الصعد كافة مما جعلها محط اهتمام العالم بأسره.
وللتوعية بأهمية الرياضة وانعكاس فوائدها على الفرد والمجتمع تم منح يوم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير لكل عام إجازة رسمية لجميع القطاعات في الدولة لممارسة الرياضة.
ما هي كلمتكم للجماهير وضيوف البطولة؟
قطر ترحب بالجميع للاستمتاع بنسخة استثنائية من المونديال. فقطر بلد مضياف يتميز بتسامحه وانفتاحه على العالم، وستتاح الفرصة أمام المشجعين القادمين إليه من جميع أنحاء العالم التعرف علينا وعلى عاداتنا وتقاليدنا القطرية وثقافتنا العربية الإسلامية.
لذا أتمنى لهم الاستمتاع بالأجواء الجميلة والمميزة ونتوقع منهم احترام القوانين والعادات الخاصة بمنطقتنا العربية والإسلامية ككل وتمثيل بلادهم بشكل حضاري ومشرف.
وكلمتكم لأبناء قطر الذين يستضيفون العالم في بلادهم؟
إن كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 هي فرصة للتعريف بالثقافة القطرية الأصيلة وإظهار قطر بالصورة الأجمل لدى ضيوف الدولة القادمين من مختلف أنحاء العالم.
ومن المؤكد فإن أهل قطر سيكونون جنبا إلى جنب مع الجهات المنظمة لمساعدتهم في إنجاح هذا الحدث الكبير الذي بدأت بشائره بالافتتاح الناجح جدا جدا.
ننتظر الأفضل
ما هي توقعاتكم وآمنياتكم للعنابي بعد خسارة المباراة الافتتاحية؟
نتمنى ان يستفيد منتخب كرة القدم القطري (العنابي) من عاملي الأرض والجمهور خصوصا وان هذه هي مشاركته الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم، ونأمل ان يقدم مستوى افضل مما ظهر عليه امام الاكوادور بافتتاح البطولة.
وايضا المنتخبات العربية المشاركة كيف ترون حضورها في المونديال؟
سعت كل المنتخبات العربية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022 إلى بذل كل ما في وسعها للتأهل للبطولة إدراكا منهم أنها نسخة غير مسبوقة من هذا الحدث التاريخي حيث إنها تقام لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط وهو ما يضمن حضور جماهيري عربي كبير، ونتمنى ان تكون هذه النسخة من نهائيات كأس العالم الأفضل للمنتخبات العربية الأربعة المشاركة، فالفرصة مواتية أمامهم للتألق في هذا العرس الكروي الكبير.
الافتتاح اكد ان مونديال ٢٠٢٢ سيكون بعون الله نسخة غير مسبوقة فهل هذا يشكل دافعا لاستضافة الالعاب الاولمبية؟
بطولة كأس العالم قطر 2022 ما هي إلا بوابة لأحداث أخرى كبرى سيتم استضافتها مستقبلاً - إن شاء الله - سواء كانت بطولات رياضية أو فعاليات سياسية وثقافية واقتصادية حيث أثبتت قطر كفاءة وقدرة على التميز في استضافة الأحداث العالمية وإدارتها.
الاستثمار في الشباب
اهتمام قطر بالاستثمار في الشباب والرياضة وضعها في مكانة متميزة وفريدة بين دول العالم وأكد أن المسؤولين هنا عندهم نظرة بعيدة المدى ومتفردة فما تعليقكم ؟
تولي دولة قطر اهتماما كبيرا بالرياضة، وتمهد لها كل السبل والإمكانيات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لتلعب دوراً هاماً في التنمية الحضارية التي تشهدها الدوحة من جانب وفي تحسين العلاقات وأواصر الصداقة بين الدول والشعوب من جانب آخر. فقطر تستثمر الرياضة كوسيلة لتحسين صياغة العلاقات، وتقوية الصداقات مع دول العالم. وقد استضافت قطر أكثر من 500 فعالية رياضية دولية منذ عام 2005، شملت جميع أنواع الألعاب الرياضية ومختلف الفئات العمرية.
وتركز دولة قطر على الاستثمار المباشر في صناعة الرياضة، من خلال شراء الأندية العالمية ورعايتها بالإضافة إلى العلامات التجارية المتميزة ومختلف حقوق البث التلفزيوني. ويعد تنظيم واستضافة كأس العالم 2022 أكبر دليل على نجاح الجهود المبذولة في هذا المجال.
وبالإضافة إلى ذلك تعد مؤسسة اسباير أفضل استثمار رياضي، إذ نجح الرياضيون المتخرجون من المؤسسة في الحصول على الميداليات في البطولات الأولمبية الدولية، فضلاً عن المواهب الكروية وفي مختلف المجالات لتصبح الأكاديمية الرياضية رائدة عالمياً في تنمية الرياضيين الشباب.