

قالت الدكتورة عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للدراسات والخبيرة في شؤون الأمم المتحدة إن مبادرة «الأمم المتحدة 80» هي مشروع إصلاحي يركز بشكل كبير على تخفيض الميزانية وتقليص عدد الموظفين بهدف جعل المنظمة أكثر فاعلية ومرونة، عبر تشكيل سبع مجموعات تابعة لفريق عمل الأمم المتحدة 80، تشمل قضايا السلام والأمن، والعمل الإنساني، والتنمية، وحقوق الإنسان، والتدريب والبحث، والوكالات المتخصصة، بهدف تحسين القدرة التشغيلية للمنظمة في ضوء الضغوط المالية التي تواجهها.
لكن الدكتورة البصري أشارت في معرض حديثها، إلى أن هذه المبادرة لا تختلف كثيرا في جوهرها عن المبادرات التي طرحها الأمناء العامون السابقون منذ التسعينيات من القرن الماضي من أجل تحسين عمل المنظمة، فهي لا تستجيب للمشاكل البنيوية التي تعاني منها الأمم المتحدة اليوم، نظرا لتآكل البنى الهيكلية التي أرستها حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومعضلة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
وشددت الدكتورة البصري في حديثها، على أن مجلس الأمن يفتقد تمثيلا إقليميا عادلا، خاصة بالنسبة للدول العربية التي تتصدر قضاياها اهتمام أجهزة الأمم المتحدة دون أن تحظى بتمثيل دائم في مجلس الأمن يمكنها من الدفاع عن مصالح المنطقة.
وأضافت أن ما تحتاجه الأمم المتحدة أكثر من أي وقت مضى هو إصلاح هيكلي يعكس عضويتها العالمية، ويخضع استعمال الفيتو في مجلس الأمن لضوابط ومساءلة، ويضمن احترام الدول الأعضاء للقانون الدولي والبحث عن التوافق بدلا من التنافس والاصطدام، مشددة على أن هذا الإصلاح المنشود يتوقف على الإرادة السياسية للدول الأعضاء في المنظمة، فيما إذا كانت ترغب في علاقات دولية تقوم على الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتجنب الأمم المتحدة لمصير سابقتها، «عصبة الأمم» التي تشكلت كأول منظمة دولية.