كاد الملك أن يعود إلى مكانه الطبيعي الموسم الماضي، بعد المعاناة التي عاشها في المواسم الأخيرة، سواء بهبوطه إلى الدرجة الثانية واستمراره فيها لموسمين متتاليين، أو بعدم قدرته على الوصول إلى المنطقة الدافئة بعد الصعود من جديد، كما أنه عاش تجربة صعبة كادت أن تتسبب في هبوطه، واضطر معها لخوض المباراة الفاصلة أمام معيذر 2019 من أجل البقاء وعدم الهبوط للمرة الثانية في تاريخه. 
حقق قطر أفضل نتائجه الموسم الماضي، وقدم مستويات جيدة، ونافس كعادته على المربع الذهبي، وكان من المرشحين للتأهل لولا تعثره في الأمتار الأخيرة، حيث حل سادسا برصيد 32 نقطة وبفارق الأهداف عن الأهلي الخامس، ونقطة واحدة عن الغرافة الرابعة. 
ويأمل الملك في الموسم الجديد 2022 في الوصول إلى مكانه المفضل بالمربع الذهبي، حيث اعتاد التواجد فيه قبل ان يتعرض للمشاكل التي أدت في النهاية إلى هبوطه للدرجة الثانية. 
الملك ربما لن يكتفي بالوصول إلى المربع الذهبي، وقد يطمح إلى استعادة اللقب، حيث يعتبر من الفرق التي حققت الفوز بالدوري 3 مرات آخرها 2003، كما أنه حقق ايضا لقب كأس ولي العهد 3 مرات آخرها ايضا 2009. 
كانت بداية التقهقر والتراجع في دوري 2012 عندما حل للمرة الأولى في المركز العاشر، ورغم نجاجه في العودة للمربع 2015، إلا انه لم يستطع الصمود وتراجع بشدة كبيرة في الموسم التالي الذي شهد هبوطه للمرة الأولى إلى الدرجة الثانية، والتي ظل فيها موسم 2017 وعاد إلى دوري الكبار 2018 بمعجزة بعد ان حل ثانيا في دوري الدرجة الثانية، وخاض مباراة فاصلة أمام الشحانية صاحب المركز الحادي عشر بدوري النجوم وفاز بهدف دون مقابل. 
بعد ذلك بدأ الأداء يتحسن تدريجيا، حيث حقق المركز الثامن في دوري 2020، ثم المركز السادس في دوري 2021، ولواستمر الملك على نفس العطاء وعلى نفس المستوى فإنه من المؤكد سيكون بين الأربعة الكبار في وقت قريب. 
يعود السر في تفوق الملك واستعادته الكثير من مستواه الموسم الماضي ومنافسته بعد غياب طويل على المربع الذهبي الذهبي، إلى أمرين هامين أولهما جلب المحترفين المميزين الذين حققوا إضافة كبيرة للفريق، لاسيما المهاجم والهداف الجزائري يوسف بلايلي، الذي كان نقطة تحول في مسيرة الفريق بعد الانضمام إلى صفوفه بعد عدة جولات من القسم الأول بجانب باقي المحترفين. 
الأمر الثاني يعود إلى الخطوة الكبيرة التي اتخذها النادي بإسناد المهمة إلى المدرب الوطني يونس علي، والذي فاجأ الجميع بمستويات قوية وكبيرة مع الملك، وقاده إلى انتصارات لم تكن متوقعة، ونافس بقوة على المربع الذهبي وهو أمر لم يكن أيضا ضمن حسابات النادي والفريق على الأقل في الموسم الماضي. 
ربما تغيرت بعض الأمور داخل صفوف الملك برحيل المدرب الوطني، لكن تواجد محترفين مميزين باسم الملك هو أمر إيجابي وجيد للغاية، سوف ينعكس على الفريق ويجعله منافسا قويا على المربع على أقل تقدير في 2022.

مدرب برازيلي جديد

رغم التوقعات التي سادت أروقة قطر باستمرار المدرب الوطني يونس علي، بعد النجاح الذي حققه الموسم الماضي، إلا أن إدارة النادي قررت التعاقد مع مدرب جديد هو البرازيلي زي ريكاردو، لقيادة الملك في الموسم الجديد. 
والمدرب البرازيلي الجديد مدرب صاحب تاريخ وسيرة ذاتية جيدة، حيث تولي تدريب عدة أندية برازيلية كبيرة وعريقة، لاسيما فلامنجو وفاسكو دي جاما و إنترناسيونال.
ومن المؤكد أن زي ريكاردو يدرك أن مسؤوليته كبيرة مع الملك هذا الموسم، وأنه مطالب بنتائج وأرقام ومستويات افضل وايضا انجازات أكبر، خاصة وأن الفريق تم تدعيمه بشكل جيد للغاية.

صفقتان من العيار الثقيل

رغم استقرار الملك على 3 من محترفيه الذين لعبوا معه الموسم الماضي، وهم يوسف بلايلي(جزائري) وأنتوني أوكبوتو (نيجيري) وبشار رسن(عراقي)، إلا أنه حقق صفقتين من العيار الثقيل هذا الموسم بالتعاقد مع المدافعين العملاقين الإسباني خافيير مارتينيز والجزائري جمال بلعمري، وهو ما يعني أن دفاع الملك هذا الموسم سيكون قويا بشكل كبير، كما أصبح هجومه قويا وخطيرا بوجود بلايلي و أنتوني أوكبوتو، ومن خلفهم لاعب الوسط العراقي بشار رسن. 

بداية ثأرية

سيبدأ الملك مشواره بمواجهة نارية وثأرية مع العميد الأهلاوي الذي نافسه بشدة على المربع الذهبي، وخطف منه المركز الخامس بفارق الأهداف، وشهدت نهاية الدوري الموسم الماضي صراعا مثيرا بين الفريقين من أجل حجز بطاقة المربع الذهبي، والتي ذهبت بفضل صراعهما إلى الغرافة. 
وستكون المواجهة الثانية في الدوري أكثر قوة وصعوبة، بمواجهة الزعيم حامل اللقب، ثم المواجهة الغامضة في الجولة الثالثة، مع الشمال الصاعد حديثا من الدرجة الثانية.

4 صفقات محلية

لم يجر الملك صفقات عديدة على مستوى المحترفين القطريين، واكتفى باستعادة هدافه السابق سباستيان سوريا بجانب حسام كمال (العربي)، والتعاقد مع بهاء الليثي، وأحمد معين (الوكرة)، بالإضافة إلى تجديد عقد حارس مرماه المتألق جاسم الهيل.

معسكر صربيا

انطلقت استعدادات قطر للموسم الجديد في السابع عشر من يوليو الماضي على ملعبه بالدفنة، وبمشاركة معظم نجومه ومحترفيه، وغادر إلى معسكره في صربيا 31 يوليون والذي استمر حتى 19 الجاري. 
وخلال المعسكر الصربي، خاض الملك 3 مباريات قوية وجيدة للغاية الأولى امام القادسية السعودي وخسرها 1-3، والثانية أمام منتخب عمان الذي يستعد للتصفيات النهائية لمونديال قطر، وحقق عمان الفوز 1-0 والمباراة الثالثة والأخيرة انتهت بالفوز 2-1 على ( اف كي رادرنيكي) الصربي.