مسؤولون: الدولة توفر بيئة محفزة للإبداع والابتكار

alarab
محليات 22 أبريل 2022 , 12:10ص
الدوحة - قنا

محسن الشيخ: لدينا مؤسسات تدعم المبتكرين .. وننتظر تطوير الجهود لخدمة المبدعين

هيفاء العبد الله: واحة قطر توفر مجموعة متنوعة من البرامج للطلاب الجامعيين 

عبد الرحمن صالح: قطر توفر بيئة حاضنة للتميز .. ودور حيوي للنادي العلمي 

أكد مسؤولون أن دولة قطر توفر البيئة المحفزة للإبداع والابتكار بما يعزز التنمية المستدامة واقتصاد المعرفة في المجتمع أحد محاور رؤية قطر 2030. جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار الذي تحتفل به منظمة الأمم المتحدة في الحادي والعشرين من شهر أبريل من كل عام، ويصادف اليوم من أجل تشجيع التفكير الإبداعي متعدد التخصصات للمساعدة على تحقيق مستقبل مستدام للجميع.
ويتم الاحتفال باليوم العالمي للإبداع والابتكار، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر في 27 أبريل عام 2017، وهو مناسبة يمكن من خلالها تعزيز الأمثلة على أفضل الممارسات وتسليط الضوء على استخدام التفكير المبدع والتكنولوجيا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأوضح السيد خالد السيد مدير الشؤون الثقافية والفعاليات في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» ومؤلف كتاب الهندسة الثقافية، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن مصطلح الإبداع يقصد به قدرة الإنسان على وضع حلول وأفكار جديدة ومبتكرة نابعة من الخيال أو من مهارة الابتكار، مشيرا إلى ارتباط اليوم العالمي للإبداع والابتكار بمجال التنمية الثقافية والصناعات الإبداعية والتي تشمل كافة مجالات الثقافة والفنون والعلوم والتكنولوجيا.

اهتمام بالتنمية الثقافية 
وأضاف أن دولة قطر اهتمت بالتنمية الثقافية كأحد من المرتكزات الرئيسية لاستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، كما أنها محور رئيسي في رؤية قطر 2030، حيث تم ربط الثقافة بالهوية القطرية والتعليم وبمفهوم الإبداع، وتم تطوير اللوائح والأنظمة والقوانين التي تحقق أهداف التنمية الثقافية مع التركيز على النشء، مؤكدا أن التبادل الثقافي والدبلوماسية الثقافية من أهم مرتكزات التنمية الثقافية، لأن التبادل الثقافي وتنظيم فعاليات كبرى وأنشطة مختلفة ثقافية أو سياحية أو رياضية كل ذلك يسهم في تقوية العلاقات بين دولة قطر وغيرها من الدول، مما يكون له انعكاسه على التنمية المستدامة.
وشدد على أهمية الثقافة التي ترتكز على الإبداع كونها تدخل في نطاق الصناعات الثقافية، لافتا إلى أنها ستكون خلال السنوات القادمة أكثر أهمية، وهو ما تسعى إليه الدولة من تعزيز المشاريع الثقافية التي تسهم في الاقتصاد وتعزز التنمية المستدامة، خاصة أن هذه الصناعات تخلق من المجتمع عناصر أكثر إبداعا في ظل التطور التكنولوجي.
وتابع مدير الشؤون الثقافية والفعاليات في «كتارا» بالقول إن الإبداع الثقافي في قطر يركز حاليا على مجالات النشر والطباعة والإبداع في الفنون التشكيلية والخط العربي، وفي مختلف عناصر الإبداع من سينما ومسرح وغيرها، بما يعزز أن تكون الثقافة منتجة ولا تعتمد فقط على مخصصات الدولة، مؤكدا أن قطر نجحت في خلق الثقافة القائمة على الإبداع بما يسهم في التنمية، وأن هناك مشاريع كثيرة مؤهلة لتساهم بقوة في التنمية المستدامة، ومنها المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» ومكتبة قطر الوطنية ومؤسسة الدوحة للأفلام فكلها مشاريع إبداعية يمكنها أن تشكل مصدر دخل، هذا إلى جانب اهتمام الدولة بالإنسان كأهم عنصر من عناصر التنمية حيث يتم تطوير مهارات الفنانين والمبدعين عبر مختلف المؤسسات الثقافية وهذا يسهم في استدامة الإبداع وتطويره، ليكون له مردود اقتصادي سواء على الأفراد أو على المجتمع.
صناعات إبداعية 
وحول مدى تطور الصناعات الإبداعية في قطر خاصة مع قرب استضافة «كأس العالم FIFA قطر 2022»، لتكون هذه الصناعات متاحة للسياح ومعبرة عن الثقافة القطرية، قال خالد السيد «هناك صناعات إبداعية تعبر عن الثقافة القطرية، ولكنها اجتهادات شخصية ولذلك نحن بحاجة إلى دليل استرشادي من خلال لجنة مشكلة من وزارة الثقافة وقطر للسياحة ومختلف المؤسسات الثقافية يتم فيه وضع المعايير وكل ما يتعلق بالمنتج لنصل إلى مشروع وطني فيما يتعلق بالحرف اليدوية التي تعبر عن ثقافتنا وهويتنا الوطنية».
كما تعزز دولة قطر الابتكار من خلال العديد من المؤسسات من أبرزها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا والنادي العلمي القطري وبنك قطر للتنمية وغيرها بما يؤسس لبناء قدرات الأفراد وتطوير ابتكاراتهم.

فرصة لمحبي الابتكار 
وفي هذا الشأن قالت السيدة هيفاء العبدالله مدير الابتكار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في تصريح مماثل لـ»قنا» إن اليوم العالمي للإبداع والابتكار يؤكد رسالة للشباب خاصة من المبدعين وأصحاب الابتكارات، أن هذا اليوم يعتبر فرصة لكل من لديه شغف وإصرار وجهد وروح المخاطرة للعمل والإبداع ليكون جزءا من منظومة اقتصاد المعرفة، فبدلا من أن يبحث الشاب عن وظيفة يمكنه أن يؤسس شركة يتجاوز تأثيرها النطاق الشخصي ويكون لها تأثير على المجتمع ككل، وذلك بخلق فرص عمل للآخرين، داعية الشباب إلى التفكير الإبداعي الخلاق، مشيرة إلى أن وجود شركات مبنية على الابتكار والتطوير والتكنولوجيا، يعد داعما أساسيا للاقتصاد المحلي.

جيل جديد من رواد الأعمال 
اضافت مدير الابتكار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، إن واحة قطر تحرص على غرس مفهوم الابتكار في المجتمع، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من البرامج التي تستهدف الطلاب الجامعيين بهدف خلق جيل جديد من روّاد الأعمال المبدعين في مجال التكنولوجيا، مشيرة إلى أن واحة قطر تعمل على دعم الابتكار لرواد الأعمال والابتكار، بداية من مرحلة الفكرة وحتى الإنتاج، فيتم إقامة برامج وأنشطة ومخيمات تدريبية للتعرف على كيفية إنتاج الأفكار وتطويرها لتكون قابلة للتسويق في مجال التكنولوجيا خاصة، كما تقوم الواحة بتعزيز منظومة الابتكار وريادة الأعمال المحلية وذلك من خلال دعم تطوير البحوث والمشاريع المبتكرة وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا.
واختتمت العبدالله تصريحها بالقول أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تقوم كذلك بدعم المشاريع التكنولوجية في دولة قطر عبر توفير الاحتضان والدعم المالي والتدريب والإرشاد، وتوفير فرص التواصل مع الشبكة الإقليمية والعالمية للابتكار التكنولوجي، منوهة بالدعم المقدم للشركات الصغيرة الناشئة في الدولة، لأننا نؤمن بأنها مستقبل التنوع الاقتصادي في دولة قطر والهدف الرئيسي من تأسيس الواحة هو تنويع الاقتصاد المحلي، والاعتماد على اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والبحث والتطوير والابتكار.

بيئة جاذبة للإبداع 
ومن جانبه، قال المهندس عبد الرحمن صالح خميس نائب المدير التنفيذي للنادي العلمي القطري، إن بيئة الابتكار والإبداع في دولة قطر تعتبر بيئة جاذبة وحاضنة للابتكار من خلال العديد من المؤسسات التي ترعى الإبداع وتهتم بالابتكار، مؤكدا أن المؤشرات واضحة من خلال كم الابتكارات القطرية التي تحولت إلى منتجات في الفترة الأخيرة مثل جهاز أمان صمام لمنع تسرب الغاز، والمبخرة الآمنة التي تمنع حدوث حرائق وجهاز أوكسي تبريد الخزانات ومنظومة سجدة الإلكترونية لتعليم الأطفال والمسلمين الجدد الصلاة وغيرها.
وحول دور النادي العلمي القطري في هذا المجال، أوضح المهندس صالح خميس حرص النادي على دعم المشاريع الابتكارية ومتابعتها حتى تتحول إلى منتجات منافسة في السوق، بالإضافة إلى الإنجازات التي حققها على مستوى المعارض العالمية المهتمة بالابتكار مثل معرض جنيف الدولي للابتكار، وكل هذا يأتي بفضل دعم وزارة الرياضة والشباب لبرامج وأنشطة النادي، مع وجود خطط واستراتيجيات للنادي تسير بخطوات ثابتة لتحقيقها.
وتابع نائب المدير التنفيذي للنادي العلمي «أنه لشيء يثلج الصدر ويدعو إلى التفاؤل عندما نرى هذا التفاعل الكبير والاهتمام الشديد والشغف من المبتكرين القطريين وسعيهم وراء كل الفرص المتاحة في الدولة، لتحقيق ابتكاراتهم وإنجازها كما يرغبون ولاحظنا بالفعل وجود هذا الإصرار والسعي الجاد في هذا الأمر، مما ساهم بطبيعة الحال في خطط التنمية المستدامة لدولة قطر وكلنا نعرف أن أحد الأهداف الرئيسة للتنمية الوطنية هو انتقالها إلى تنويع اقتصادها والحد من الاعتماد الحصري على قطاعي النفط والغاز واقتصاد المعرفة هو جانب من جوانب هذا التنوع المنشود».

رعاية كبيرة ومستقبل واعد 
وبدوره، ذكر المبتكر القطري المهندس محسن الشيخ، وله العديد من الاختراعات، إن بيئة الابتكار واعدة في قطر ولدينا العديد من المؤسسات الراعية للمبتكرين، ابتداء من الفكرة ثم مرحلة التنفيذ ثم النموذج شبه النهائي للإنتاج.
وأكد المهندس محسن أن هناك ضرورة بأن توفر المؤسسات الراعية للابتكار والإبداع في قطر الدعم المناسب لتحقيق الابتكار في صورته شبه النهائية، لأن الإنتاج للنماذج يتم في شكله الأولي ولكن نرغب في تطوير هذا ليشمل الدعم مرحلة الإنتاج للنموذج النهائي، وهذا يعطي فرصة أفضل لتسويقه محليا أو خارجيا، مستشهدا بتجربته كشاب قطري في إنشاء أول مصنع باسم «مجمع الابتكار للصناعات التكنولوجية».