على هامش افتتاح معرض منتجات ومؤتمر «مشاريعنا»

تدشين سوق نماء الدائم ودليل المشاريع الريادية

لوسيل

مصطفى شاهين

دشن مركز الإنماء الاجتماعي نماء سوق نماء الدائم، والدليل الخامس للمشاريع الريادية كأحد الأدوات القائمة للترويج للمشاريع الصغيرة والمشاريع متناهية الصغر وتسويق منتجاتها.
جاء ذلك على هامش النسخة الرابعة من معرض منتجات ومؤتمر المشاريع الريادية مشاريعنا ، التي انطلقت أمس، وتستمر حتى 25 يناير بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، تحت رعاية سعادة السيد علي بن أحمد الكواري وزير التجارة والصناعة.

وتستهدف الفعالية المشاريع الناشئة الصغيرة ومتناهية الصغر لتمكينها من الوصول إلى السوق المحلية ومزاولة نشاطها التجاري في بيئة تنافسية طبيعية، وتعزيز وجودها وأثرها على الاقتصاد الوطني ومع تأكيد دور الشركاء الإستراتيجيين في دعم تلك المشاريع وتقنينها، وتوفير النظام البيئي لها. وتساهم هذه الفعالية في نشر ثقافة ريادة الأعمال بين المهتمين عالمياً ومحلياً. كما يتضمن مؤتمرًا مصاحبًا لمتحدثين محليين ودوليين لتسليط الضوء على حلول ريادية مستقبلية.
قال وكيل وزارة التجارة والصناعة سلطان بن راشد الخاطر إن الوزارة تؤمن بدعم المشاريع الإنمائية في دولة قطر، لما تمثل هذه المبادرات المجتمعية التجارية من دور فعال لدعم شباب قطر في بعث مشاريع تسهم في تنمية المجتمع القطري وتعزز مفهوم الإنتاج المحلي في دولة قطر، إضافة إلى تعزيز مبادرات ريادة الأعمال التي تمثل بدورها إحدى القنوات الأساسية المؤدية إلى تطوير رأس المال البشري الذي يقود عملية تنمية وازدهار واستدامة الاقتصاد القطري، وصولاً لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وأضاف الخاطر أنه تم إطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى دعم وحماية المشاريع الإبداعية والمبتكرة، وذلك عبر تطوير آليات حماية حقوق الملكية الفكرية وتسجيل براءات الاختراع، وإصدار شهادة إيداعِ وحفظِ الحقوق، فضلاً عن تمكين رواد الأعمال، من تسجيل علاماتهم التجارية إلكترونيا بهدف حمايتهم من المنافسة غير المشروعة، وتوفير خدماتٍ إلكترونية تسهم بتيسير إجراءات تأسيس الشركات، كما أطلقت الدولة مؤخراً التعريف الموحد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والذي يهدف إلى تصميم البرامج وتحديد آليات الدعم اللازمة لتطوير الشركات الناشئة، في بادرة تعد الأولى من نوعها في المنطقة.

تنوع وإبداع في المشاريع المعروضة

تميزت المشاريع المشاركة في المعرض بتنويعها الكبير، بين المشاريع الخاصة بالتكنولوجيا والاتصال، التي تقدم الخدمات، وتلك التي تقدم السلع المشغولة يدويا، بالإضافة إلى المشاريع المتعلقة بإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة.
ونوه أصحاب المشاريع المشاركون في المعرض، بأهمية المعرض في تسويق مشاريعهم.
وقالت رائدة الأعمال سارة عبد الحميد الأنصاري إن مشاركة محل هضيم للتمور والحلويات في معرض مشاريعنا تعد دعماً كبيراً في سياق تمكين المشاريع الريادية والناشئة، مشيدةً بالجهود المقدمة من مركز نماء في هذا الإطار.
وأكدت أن هضيم للتمور والحلويات يقدم أشهر الحلويات الشعبية القديمة والحديثة لجميع المناسبات ويتميز بتجهيز الحلويات المصنوعة من التمر كالتمرية والرنقينة وأصابع التمر.
وعلى الرغم من وجود بعض المشاريع التقليدية، إلا أن كلا منها تميز بالتنوع المختلف مع اللمسة الإبداعية في المذاقات كتلك المشروعات التي تقدم القهوة العربية بست نكهات مختلفة.
وفي هذا الإطار تعرض صاحبة مشروع قهوة الغالية مريم محمد 6 أنواع من القهوة، وعلى الرغم من أنها نكهات مختلفة للقهوة العربية، لكنها تحضر بطريقة مختلفة عن الطريقة المعتادة لتحضير القهوة العربية.
وقالت إن القهوة سريعة التحضير، حيث توضع في الدلة ويصب عليها الماء المغلي وتكون صالحة للاستخدام فوراً، أما النكهات المختلفة فتتنوع بين نكهة الحليب، الزعفران، والزعفران الثقيل، الزنجبيل، الهيل، ومسمار.

المناعي: استعراض تجارب غنية لرواد الأعمال

أكدت القائم بأعمال المدير التنفيذي لمركز نماء آمال بنت عبد اللطيف المناعي على أهمية دور المشاريع الصغيرة والمشاريع متناهية الصغر، وأهمية العمل المشترك مع الشركاء لتحسين النظام البيئي للأعمال وتعزيز قدرات الشباب.
وخلال الملتقى سيتم استعراض تجارب عالمية رائدة لتمد رواد الأعمال بتجارب غنية تساهم في فتح مسارات جديدة لهم، وبجانب التسويق لمشروعات رواد الأعمال يتنوع العرض فيها ليشمل مجالات جديدة.
وأضافت المناعي: نتطلع أن يكون هذا الملتقى بداية لمسار جديد في مجال ريادة الأعمال من ناحية وجسرا للتعاون والتكامل بين الشركاء من أجل تعزيز بيئة الأعمال في قطر.
وشددت على أن المسيرة التنموية سعت دوما إلى توفير بيئة محفِّزة تُسهم في حث واستثمار الطاقات الكامنة والقدرات الإبداعية للشباب، مضيفة: لقد عمدنا في الملتقى على استصحاب أدوات الحداثة وتعزيز مشاركة رواد الأعمال في تحقيق اقتصاد المعرفة بحصيلة فكرية ونماذج عملية تتجاوز الأنماط التقليدية مستفيدة في ذلك من التطورات التقنية الهائلة وثورة المعلومات ومعينات التواصل وإسهامها في تعزيز نقل المعلومة وتعظيم الاستثمار.
ونوهت المناعي إلى أن ركيزة التنمية الاقتصادية في إستراتيجية التنمية الوطنية 2018 2022 حفلت بحزمة من السياسات الاقتصادية الهادفة إلى تنويع القاعدة الإنتاجية وزيادة مساهمة القطاعات الاقتصادية في الناتج المحلي وتحسين كفاءتها وكفاءة المنتجات المقدمة، وتشجيع المنتج الوطني وتحقيق الوفرة المطلوبة في كافة السلع الضرورية، مؤكدة أن المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي تؤمن بأهمية وجود شركاء في كافة مراحل صناعتها.
وأضافت أن الجهود السابقة أسهمت بشكل مؤثر في تغيير حياة المئات من أفراد المجتمع منذ أن بدأ مشروعنا لدعم ريادة الأعمال في العام 1997، واليوم نشهد متغيرات متسارعة وانتشارا واسعا للمشاريع الناشئة الصغيرة والمشاريع متناهية الصغر في قطر، وما اتسمت به من قدرات هائلة على الإبداع والابتكار والتجديد في ظل تنافسية عالية، مؤكدة أن البدايات المبكرة في الترويج لريادة الأعمال ساهمت في التقدم الملحوظ في نوعية هذه المشاريع لتقديم الأجود، لا سيما وأن رواد الأعمال فطنوا إلى أهمية ما توفره التكنولوجيا من آليات تساهم في الترويج والتسويق وزيادة الانتشار وحدة التنافس.