

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للطفل، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تقريراً صادماً يكشف أن نحو 417 مليون طفل، أي ما يقارب واحداً من كل خمسة أطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، محرومون من اثنين على الأقل من الاحتياجات الأساسية اليومية مثل التغذية السليمة والمياه النظيفة والتعليم والسكن الملائم.
وأشار التقرير، الذي يغطي بيانات من أكثر من 130 دولة، إلى أن وتيرة خفض الفقر متعدد الأبعاد بين الأطفال بدأت تتباطأ بشكل ملحوظ، محذراً من أن تخفيضات المساعدات الدولية والصراعات المسلحة وتداعيات تغير المناخ قد تدفع الملايين الإضافية نحو براثن الفقر.
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: «الأطفال الذين يترعرعون محرومين من التغذية الجيدة والصرف الصحي الآمن والمأوى اللائق يواجهون عواقب مدمرة طويلة الأمد على صحتهم البدنية والعقلية وقدرتهم على التعلم والنمو».
وتتركز أعلى معدلات الحرمان الشديد في منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا. وفي تشاد على سبيل المثال، يعاني 64% من الأطفال من شكلين أو أكثر من أشكال الحرمان الشديد، فيما يواجه ربع الأطفال تقريباً ثلاثة أشكال أو أكثر.
وأظهر التقرير أن نقص خدمات الصرف الصحي يتصدر قائمة المشكلات، حيث يفتقر 65% من أطفال الدول منخفضة الدخل، و26% في الدول متوسطة الدخل الدنيا، و11% في الدول متوسطة الدخل العليا إلى مرافق صحية أساسية.
إلى جانب الفقر متعدد الأبعاد، يكشف التقرير أن أكثر من 19% من الأطفال عالمياً يعيشون في فقر مالي مدقع بمعدل أقل من 3 دولارات أمريكية يومياً للأسرة، مما يعرضهم لمخاطر سوء التغذية والأمراض والاستغلال.
وأكدت اليونيسف أن القضاء على فقر الأطفال هدف قابل للتحقيق، لكنه يتطلب إجراءات حاسمة تشمل، جعل مكافحة فقر الأطفال أولوية وطنية في كل دولة، وإدراج احتياجات الطفل في السياسات الاقتصادية والميزانيات العامة، وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية والدعم النقدي المباشر للأسر، وضمان وصول جميع الأطفال إلى خدمات الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي بالإضافة إلى تعزيز فرص العمل اللائق للآباء ومقدمي الرعاية وفي اليوم العالمي للطفل، جددت اليونيسف دعوتها للمجتمع الدولي لمضاعفة الجهود من أجل مستقبل يحصل فيه كل طفل على حقوقه الأساسية دون تمييز أو حرمان.