خطة شاملة لتعزيز السلامة حول المرافق التعليمية

alarab
محليات 21 سبتمبر 2025 , 01:28ص
الدوحة - العرب

تولي هيئة الأشغال العامة «أشغال» اهتماماً كبيراً بتعزيز معايير السلامة المرورية والبيئية في محيط المدارس، وذلك انطلاقاً من إدراكها لخصوصية هذه المواقع التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بسلامة الطلبة وأولياء الأمور وهيئات التدريس. وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية شاملة تهدف إلى بناء بيئة تعليمية آمنة ومستدامة تدعم العملية التعليمية وتخفف من المخاطر المرورية المحتملة الناتجة عن الازدحام والحركة اليومية الكثيفة حول المؤسسات التعليمية.

أولت «أشغال» أيضاً اهتماماً بزيادة الوعي المجتمعي من خلال برامج توعوية تستهدف أولياء الأمور والطلاب، إيماناً منها بأن السلامة مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف مختلف الأطراف. وتندرج هذه التدابير في إطار التزام الهيئة بتحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية ورؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع الإنسان في صميم عملية التنمية وتعتبر توفير بيئة تعليمية آمنة أساساً لبناء أجيال قادرة على المشاركة الفاعلة في مسيرة النهضة الشاملة.
وفي سياق جهودها الميدانية، انتهت الهيئة من كافة أعمال السلامة المرورية على الطرق المحيطة بـ 669 مدرسة في مختلف أنحاء قطر، وذلك بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي الجديد، إلى جانب تطوير 53 مدرسة قائمة داخلياً وتحديث أنظمة الحماية من الحرائق فيها. وتهدف هذه الأعمال إلى حماية الطلاب وضمان سلامة مستخدمي الطريق خلال فترات الدخول والخروج من المدارس، فضلاً عن تحسين كفاءة المرافق التعليمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
وتستعد الهيئة كذلك لتحسين 140 مدرسة ضمن خطة متكاملة تشمل تطوير أنظمة مكافحة الحريق، وتعزيز المرافق التعليمية والترفيهية والرياضية، بما يهيئ بيئة مدرسية آمنة تدعم العملية التربوية، إضافة إلى هدم وإعادة بناء سبع مدارس قائمة وفق أحدث المواصفات والمعايير العالمية في التصميم والتجهيز.
كما يغطي برنامج السلامة في المناطق المحيطة بالمدارس شبكة من 673 مدرسة منذ انطلاقه عام 2013 وحتى اليوم، موزعة على مختلف أنحاء الدولة. وقد تضمن البرنامج سلسلة من الإجراءات شملت تحسين عناصر الطرق والبنية التحتية، وتركيب لوحات إرشادية واضحة وبارزة، إلى جانب تنفيذ أعمال فحص وصيانة وتحديث للمطبات الصناعية وممرات المشاة، بما ينبه السائقين إلى ضرورة خفض السرعة في محيط المدارس.
وتضمنت هذه التحسينات اعتماد السرعة القصوى عند 30 كم/‏ساعة في المناطق المحيطة بالمدارس، إلى جانب تنظيم حركة المرور في فترات الذروة عند مداخل ومخارج المؤسسات التعليمية. كما أعيد تخطيط العلامات الأرضية على الطرق مثل خطوط عبور المشاة وخطوط التوقف لضمان وضوحها لمستخدمي الطريق، إلى جانب توسيع الأرصفة المجاورة للمدارس وإعادة رصفها لتوفير ممرات آمنة للمشاة تستوعب أعداداً أكبر خلال أوقات الذروة.
وفي إطار مراعاة احتياجات الطلاب من ذوي الإعاقة، أضافت «أشغال» منحدرات على الأرصفة لتسهيل تنقلهم وضمان وصولهم إلى المدارس بأمان. وتشكل هذه الإجراءات الفنية والجوهرية جزءاً من إستراتيجية متكاملة تهدف إلى توفير بيئة مدرسية آمنة ومستدامة لكافة أفراد المجتمع، وتعكس في الوقت نفسه التزام الهيئة بتطوير بنية تحتية متوافقة مع أعلى معايير الجودة والسلامة العالمية.