«الرعاية»: دمج الخدمات النفسية في العناية الطبية نقلة نوعية

alarab
د. رند عبود
محليات 21 يوليو 2025 , 01:26ص
الدوحة - العرب

أكدت الدكتورة رند سلوان عبود اخصائية طب الاسرة في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وضمن التزامها برفع مستوى الصحة العامة، وفّرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خدمات الصحة النفسية المتكاملة ضمن برنامج طب الأسرة، ويُعد دمج هذه الخدمات في الرعاية الأولية نقلة نوعية، حيث يُسهم في تقليل الوصمة المجتمعية وتحسين فرص العلاج.
وأضافت: عند زيارة المريض للمركز الصحي، يمكن لطبيب الأسرة تقييم حالته النفسية من خلال استبيان يعنی بتشخيص وتحديد درجة الاكتئاب والقلق، وهي من أكثر الاضطرابات شيوعًا. وفي حال الحاجة للعلاج الدوائي يقوم طبيب الاسرة باعطاء العلاج الآمن مع المتابعة المستمرة والاستعانة بعيادات الدعم النفسي، وفي حالات معينة يتم إحالة المريض إلى خدمات الصحة النفسية في المراكز الصحية او في مؤسسة حمد الطبية، كما أنشأت المؤسسة عيادات الدعم النفسي التي يشرف عليها فريق متخصص من أطباء وأخصائيين نفسيين واجتماعيين.
وأكدت أنه في ظل التغيرات السريعة والتحديات النفسية التي يفرضها العصر الحديث، تتعاظم أهمية دعم الصحة النفسية. فالضغوط الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب التأثيرات السلبية للتكنولوجيا ووسائل التواصل، قد تؤدي إلى الشعور بالعزلة والقلق وحتى الاكتئاب. كما أن الوصمة المرتبطة بالمشاكل النفسية ما تزال تُثني الكثيرين عن طلب المساعدة، مما يزيد من تفاقم المعاناة بصمت.
وأضافت: وسط هذا الزخم من الضغوط، يبقى الإيمان بالله الثابت الوحيد الذي يمنح الطمأنينة والثبات، فالاتكال على الله والثقة في حكمته، وممارسة العبادات والذكر، تساهم في تقوية النفس، وتخفيف التوتر، وتعزيز القدرة على الصبر ومواجهة الابتلاءات.
وتابعت: قد يتعرض الإنسان لخيبات أمل في العلاقات أو العمل أو الحياة الاجتماعية، وقد يقابل الإحسان بالجحود، إلا أن الثبات على الفطرة السليمة ومواصلة العطاء دون أن تفسدنا ردود الأفعال السلبية، هو ما يضمن السلام النفسي الحقيقي. فعدم السماح للآخرين بتغيير جوهرنا الطيب هو شكل من أشكال القوة، والقدرة على رؤية الجمال في أنفسنا وفيمن حولنا رغم الألم، هو مفتاح التوازن والاستمرار.

«عدم تجاهل الواقع»
وأكدت أن الحفاظ على الصحة النفسية لا يعني إنكار الواقع أو تجاهل الألم، بل في مواجهته بوعي، وفي اختيارنا المتكرر للخير، والإيمان بالعدل الإلهي والرحمة التي لا تخيب. وهنا لا بد من التأكيد أن الصحة النفسية لا تعني غياب الحزن أو الصعوبات، بل القدرة على التعامل معها دون أن نفقد أنفسنا.
وقالت ان هناك استراتيجيات فعّالة لتعزيز الصحة النفسية مثل: ممارسة التأمل واليقظة الذهنية: تساعد على تخفيف التوتر وتعزيز التركيز الذهني، الوعي بالأفكار السلبية: وتجنب الانجراف ورائها نحو مشاعر الاكتئاب أو فقدان الأمل، النشاط البدني المنتظم: يسهم في تحسين المزاج وتخفيف أعراض القلق والاكتئاب، الحفاظ على العلاقات الاجتماعية: الدعم العاطفي من الأهل والأصدقاء يخفف من الشعور بالوحدة.
وتتضمن هذه الاستراتيجيات تنظيم النوم والتغذية: النوم الكافي وتناول طعام صحي يُعدّان من أساسيات العافية النفسية، وطلب المساعدة عند الحاجة: اللجوء إلى طبيب الأسرة أو مختص نفسي خطوة مهمة في رحلة التعافي.