«قطر للطاقة» تختار «كونوكو فيليبس» شريكاً ثالثاً في مشروع توسعة حقل الشمال

alarab
اقتصاد 21 يونيو 2022 , 12:15ص
محمد طلبة

الكعبي: أسعار الغاز المرتفعة تلحق الضرر بالطلب

لانس: تقلبات الأسواق تتطلب الاستعداد لفترات طويلة

أعلنت قطر للطاقة اختيارها شركة كونوكو فيليبس شريكاً في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، وهو أكبر مشروع منفرد في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال. وهذا هو الإعلان الثالث للشراكات في مشروع التوسعة الذي تبلغ تكلفته 28,75 مليار دولار.
ووقّع اتفاقية الشراكة كل من سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، والسيد ريان لانس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كونوكو فيليبس، خلال حفل أقيم في المقر الرئيسي لقطر للطاقة في الدوحة بحضور عدد من كبار المسؤولين من الشركتين. 
وبموجب اتفاقية الشراكة التي تم التوقيع عليها أمس، تصبح قطر للطاقة وكونوكو فيليبس شريكتين في شركة مشروع مشترك تمتلك فيها قطر للطاقة حصة تبلغ 75%، بينما تمتلك كونوكو فيليبس حصة تبلغ 25%. في المقابل، ستمتلك شركة المشروع المشترك 12,5% من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 32 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال.
وأكد سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة في كلمته خلال الحفل «نوقع اليوم على اتفاقية شراكة جديدة ستعزز علاقاتنا وتمكننا من الاستفادة من خبرات كونوكو فيليبس في أكبر مشروع لتطوير الغاز الطبيعي المسال في العالم». 
وأضاف: يساهم عملنا معا في تحقيق هدفنا لرفع طاقة إنتاج دولة قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنوياً إلى 110 ملايين طن سنوياً من خلال مشروع حقل الشمال الشرقي والذي سيبدأ إنتاجه عام 2026.
وقال سعادة الوزير الكعبي: «يساهم تعاوننا في إنتاج طاقة أنظف تسهم في تلبية الطلب العالمي المتزايد، وتحقيق انتقال واقعي إلى طاقة منخفضة الكربون تضمن تحقيق أهدافنا المتعلقة بمعالجة تغير المناخ بفضل أحدث تقنيات التقاط الكربون واحتجازه المطبقة في هذا المشروع.  
واختتم سعادة الوزير الكعبي «لا يسعني إلا أن أتقدم بموفور الشكر والعرفان لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، على قيادته الحكيمة ودعمه اللامحدود لقطاع الطاقة».
وردا على أسئلة وسائل الإعلام في المؤتمر الصحفي عقب التوقيع أكد الكعبي أن مشروع توسعة حقل الشمال يساهم في إرسال المزيد من الشحنات إلى أوروبا، حيث يتجه نحو 80 في المائة من الغاز الطبيعي المسال القطري حاليا إلى آسيا، لكن النسبة التي يتم شحنها إلى أوروبا سترتفع إلى 40 - 50 في المائة بعد مشروع التوسعة.
وحول الأسعار في السوق العالمية قال الكعبي إن أسعار الغاز المرتفعة تلحق الضرر بالطلب وتسبب تحول بعض المستهلكين إلى الوقود الأحفوري الأكثر تلويثا وهو الفحم الحجري، وهو توجه مزعج يلحق الضرر بالمنتجين والمستهلكين معا. مضيفا «كمنتجين، نحب الأسعار الصحية».. «لكن الأسعار المرتفعة للغاية تكون مدمرة للطلب ونحن لا نريد عميلا مفلسا. هذا يتسبب في الكثير من التباطؤ الاقتصادي حول العالم».
مؤكدا أن فاتورة الطاقة أصبحت مكلفة جدا وتساهم في تباطؤ الاقتصادات حول العالم.
ومن المقرر أن ينضم المزيد من الشركاء إلى مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، وسيتم الإعلان عن الشركاء الآخرين قريباً.
من جانبه أكد السيد ريان لانس رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كونوكو فيليبس سعي شركته لتوطيد علاقات التعاون المستمر مع قطر للطاقة والمشاركة في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي في دولة قطر.  
وأضاف السيد لانس: «نحن ندرك أن الغاز الطبيعي المسال يلعب دورًا مهمًا بشكل متزايد في أمن الطاقة وتحول الطاقة العالمي».
وأوضح أن المشروع يستخدم أعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة، بما في ذلك تقنيات التقاط واحتجاز الكربون التي تهدف إلى خفض بصمة المشروع الكربونية الإجمالية إلى أدنى مستويات ممكنة.
وأشار إلى أن هناك تقلبات كبيرة للأسعار في سوق الغاز قائلا «لا أحد منا يعرف إلى متى سيستمر هذا»، مشيرا إلى ضرورة الاستعداد لمدة شهور وحتى سنوات مقبلة 
وقطر للطاقة هي شركة طاقة متكاملة ملتزمة بالتنمية المستدامة لموارد طاقة أنظف كجزء من تحول الطاقة في دولة قطر وخارجها.
 وهي شركة رائدة عالمياً في مجال الغاز الطبيعي المسال، الذي يعتبر مصدر طاقة أنظف وأكثر مرونة وموثوقية، وشريك متكامل في تحول الطاقة حول العالم. 
وتغطي أنشطتها مختلف مراحل صناعة النفط والغاز، وتشمل الاستكشاف، والإنتاج، والتكرير، والتسويق، وتجارة وبيع النفط والغاز والمشتقات البترولية، والمنتجات البتروكيماوية والتحويلية.
قطر للطاقة هي «شريك في تحول الطاقة»، وبهذا فهي تلتزم ببناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً من خلال المساهمة في تلبية احتياجات اليوم من الطاقة، مع المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة، والالتزام بأعلى معايير التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية المستدامة.

126 مليون طن سنوياً إنتاج حقل الشمال بعد انتهاء التوسعات

يرفع مشروع توسعة حقل الشمال طاقة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 126 مليون طن سنوياً من خلال مشروع توسعة القطاع الشرقي لحقل الشمال ومشروع توسعة القطاع الجنوبي لحقل الشمال، حيث من المتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز الطبيعي المسال في عام 2025. 
ويتضمن العقد إنشاء 13 منصة إنتاج غير مأهولة (منها 8 منصات لمشروع توسعة القطاع الشرقي لحقل الشمال و5 لمشروع توسعة القطاع الجنوبي لحقل الشمال)، بالإضافة إلى خطوط أنابيب متنوعة تربط ما بين الحقول وما بين المرافق البرية والبحرية ومحطات ومباني صمامات التحكُّم. 
نصف مساحة أراضي قطر
 حقل الشمال يقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقطر، ويغطي مساحة تتجاوز 6 آلاف كيلومتر مربع، أي ما يعادل حوالي نصف مساحة أراضي دولة قطر. ولقد مثل تطوير هذا المورد الطبيعي الكبير عاملاً هاماً في النمو الاقتصادي بدولة قطر. وتتم معالجة الغاز المنتج من هذا الحقل العملاق لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، وتحويل الغاز إلى سوائل وإنتاج سوائل الغاز الطبيعي، وذلك بالإضافة إلى الصناعات الأخرى المرتبطة بالغاز، ونقل الغاز عبر خطوط الأنابيب. 
 تقع عمليات قطرغاز البحرية بالساحل الشمالي على بعد حوالي 80 كيلومتراً من المناطق البرية لدولة قطر، ويبلغ إجمالي الآبار بها 208 آبار تمد 14 خطاً لإنتاج الغاز الطبيعي المسال و4 خطوط برية للغاز المعالج بحوالي 18.5 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الحمضي، ويُنقل الغاز بالإضافة إلى المكثفات المصاحبة إلى المنشآت البرية عبر خطوط أنابيب تحت سطح البحر. ويقع مجمع برافو ومجمع تشارلي بحقل الشمال واللذان بدأ تشغيلهما في عامي 1996 و1999 بالترتيب في قلب العمليات البحرية لقطرغاز، ويسهم المجمعان بحوالي 2.8 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الجاف في إجمالي إنتاج الغاز من المنشآت البحرية. 
وبالإضافة إلى مجمعي برافو وتشارلي، يوجد 17 منصة بعيدة لرؤوس الآبار تنتج حوالي 15.7 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الرطب من خلال 8 خطوط أنابيب تحت سطح البحر.
 أما قطرغاز 2 فلديها 30 بئر إنتاج تقوم بالإمداد بكمية قدرها 2.9 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي الرطب يومياً إلى الخطين البريين الرابع والخامس، بينما تقوم كل من قطرغاز 3 وقطرغاز 4 على حدة بالإمداد بكمية قدرها 1.4 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي الرطب يومياً للخطين البريين السادس والسابع بالترتيب، ويبلغ العدد الإجمالي للآبار المشتركة بين المشروعين 33 بئراً. 
 وعندما اكتشف مهندسو التنقيب الغاز الطبيعي قُبالة الساحل الشمالي الشرقي لدولة قطر في عام 1971، لم يكن أحد على إدراك تام بمدى أهمية ذلك الاكتشاف، ولم يتم التعرف على حجم وأهمية حقل الشمال القطري كأكبر حقل للغاز الطبيعي غير المصاحب في العالم إلا بعد حفر 15 بئراً تقييمياً على مدار 14 عاماً واكتشاف احتوائه على كميات من الاحتياطي تزيد على 900 تريليون قدم مكعبة، أي ما يمثل حوالي 10٪ من الاحتياطي المعروف في العالم.