مع توقعات بتراجع إمدادات الطلب لأدنى مستوى في 20 عاما

أسعار القصدير تتحدى تباطؤ اقتصاد الصين

لوسيل

ترجمة – عاطف إسماعيل

ما زال الطلب على القصدير قويا من قبل المصنعين في مختلف القطاعات، بداية من مصنعي عبوات الطعام إلى مصنعي الهاتف الذكي iPhone ، ومصنعي تماثيل جائزة الأوسكار الصغيرة، ورغم ذلك، لوحظ في الفترة الأخيرة تراجع الشحنات الخارجة من أكبر مصدري القصدير، إندونيسيا ومينمار، بعد 3 سنوات من تراجع الاستثمارات في أنشطة التعدين والمسابك، حيث من المتوقع أن تسجل إمدادات القصدير في 2016 أدنى المستويات مقارنة بالطلب في عشرين عاما.

وارتفعت أسعار القصدير في بورصة لندن بعد هبوطها إلى أدنى المستويات منذ 2009 في يناير الماضي، وذلك على النقيض من المعادن الأساسية التي تشهد ارتفاعا في معدل الفائض العالمي هذا العام، من المتوقع ألا يفي إنتاج القصدير بالطلب العالمي عليه.

ومع تباطؤ اقتصاد الصين، أكبر مستهلك للمعدن الأساسي، أدى خفض الإنتاج إلى تراجع مخزونات القصدير إلى أدنى المستويات هذا الشهر.

وتؤدي محاولات المتداولين في المعدن الأساسي في البورصات العالمية إلى زيادة الطلب في الوقت الحالي ومعهم المصنعون الذين يعتمدون على استغلال الفرصة والشراء أثناء تواجد السعر عند مستويات منخفضة.

وارتفعت العقود الآجلة للقصدير مستحقة التسليم في ثلاثة شهور إلى 17.15 دولار للطن، ما يشير إلى ارتفاع بواقع 31% مقابل أدنى المستويات في ست سنوات عند 13.08 دولار للطن.

وحقق المعدن الأساسي ارتفاعا في 14 يناير الماضي إلى حدٍ فاق كل الارتفاعات التي حققتها المعادن الأساسية، وفقا لتقارير متابعة عقود القصدير الصادرة عن بورصة لندن.

ويرى محللون أن القصدير سوف يواصل ارتفاعه، إذ من المتوقع أن يصل إلى مستويات تفوق 18.00 دولار للطن، بحسب ما نقلت شبكة بلومبرج الأمريكية المختصة في الشأن الاقتصادي العالمي، حيث قال جوان لويس كروجر، محلل المعادن في سوسيتيه جنرال، إن هبوط القصدير تحت مستوى 17.00 دولار للطن من الممكن أن يدفع الدول المصدرة إلى خفض الإنتاج مرة ثانية.

وأشار إلى أن تكلفة إنتاج الطن تبلغ 14.8 دولار، مما يجعل من الصعب تحقيق أرباح كافية عند مستويات أقل من السعر الحالي، لكنه أكد أن تكلفة الإنتاج في إندونيسيا لا تتجاوز 12.00 دولار للطن.

ورغم ظهور مينمار كمورد أساسي للقصدير منذ عامين، لا توجد مصادر للحصول على هذا المعدن الأساسي يمكن البدء في العمل بها في ظل الأسعار الحالية، حيث يتحدى القصدير الاتجاه الصاعد للمعروض من غيره من المعادن الأساسية على مستوى العالم، ومن المحتمل أن يؤدي تباطؤ الطلب الصيني على القصدير إلى الحد من العجز في المعدن الأساسي الذي تعانيه الأسواق.

وبينما تراجع المعروض العالمي من هذا المعدن بواقع 8% العام الماضي، أدى إلى تراجع الاستهلاك العالمي بواقع 3% مع ظهور توقعات تشير إلى ثبات في المعروض خلال عام 2016 وفقا للمعهد الدولي لأبحاث القصدير.