

طالب أساتذة اللغة العربية بجامعة قطر، بضرورة اعتماد الفصحى أداةً للتدريس من خلال إلغاء التعليم بغير العربية على مستوى التعليم الأساسي العام والخاص.
وأكدوا لـ «العرب» بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير من كل عام، أهمية وضع استراتيجية علمية دقيقة لإكساب الأطفال في الصغر النطق بالعربية الفصحى بطريقة عفوية، وتشجيع الطلبة على تذوق الأدب العالي للغة مثل القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والأدب بفنونه المختلفة.
وقدم الدكتور لؤي علي خليل بقسم اللغة العربية في جامعة قطر، عدة توصيات لتمكين اللغة العربية في المجتمع، منها إعادة النظر في المناهج التعليمية لربط اللغة بالثقافة، والابتعاد عن القواعد المجردة المنفرة للطلاب، والاهتمام بكليات النظام لا بجزئياته، ولا سيما في التعليم الأساسي، وضرورة الربط الدائم في المناهج بين اللغة العربية الفصحى والهوية العربية الإسلامية.
وطالب خليل باعتماد اللغة العربية الفصحى أداةً للتدريس عبر إلغاء التعليم بغير العربية على مستوى التعليم الأساسي العام والخاص، وتغيير سياسة التعامل مع اللغات الأجنبية من مبدأ اللغات الأم إلى مبدأ اللغات المعرفية التي يقتضيها التطور المعرفي والتواصل مع الآخر، والقيام بدورات تدريبية لرفع مستوى الأساتذة لغوياً، وتطوير طرائق التدريس لديهم، لتحبيب الناس باللغة وعدم تنفيرهم منها، واشتراط تعلم العربية على أي عمالة وافدة.
ورأت الدكتورة سميّة المكّي بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر «أن اللغة العربيّة «رابط بيولوجيّ» متجذّر في عمق تاريخ الأمة، أدى لإنتاج هوية مشتركة تجمع الشّعوب العربية، ونحت «شخصيّة قوميّة» تجاوز الحدود لتكتسح الإطار الإنسانيّ الذي يميّز الألسن الكبرى الفاعلة حضاريّاً.
وأضافت أن الوحدة اللّغويّة ذات الأشكال اللهجيّة المتنوّعة خوّلت للغة العربيّة أن تحتلّ المراتب الأولى في الانتشار، لافتة إلى ضرورة أن تلعب الجامعة دورها التّاريخي في حماية اللغة عبر استراتيجيّة علميّة دقيقة في تعليم العربيّة تستند فيها إلى توظيف اللسانيّات.
وشرح الدكتور فلاح إبراهيم الفهداوي من كلية الآداب قسم اللغة العربية، مكانة «العربية» في المجتمع العربي.
وقال: «إن الله تعالي جعل اللّسان برهان الإنسان وفضّله على سائر الحيوان، وجعل لسان العربية مستودع آياته وخطابه إلى خلقه كافة، لغة تنزّلت بها آياتٌ من فوق العرش، أحيا الله بها أمةً أميةً لا تقرأُ ولا تكتبُ ولا تحسبُ، فسادت شرقاً وغرباً، ولا تزال بلاغة بيانها معجزة الله في خلقه أبد الدهر».
وأضاف أن اللغة العربية «قُيّض لها حرّاس أمناء قائمون عليها من أهلها ومن غيرهم قديماً وحديثاً جمعوا من لهجات قبائلها ما تفرق من دقائق أصواتها ومفرداتها وتراكيبها في لغة أدبية عامة، شكلت هوية لسان الأمة على اختلاف مذاهبها ومعتقداتها الدينية».
ورأى أن لغة الضاد «تتجدد فلا يخلق لها ثوب على تطاول الأزمان وتتابع النكبات، ولا يزال عليها من الله حافظ، اقتضاء لوعده بحفظه كتابه الذي ارتضاه لخاتم أنبيائه ورسُلُه، فأكرم بها من لغة وأنْعِم به من لسان».
كما رأى الدكتور أحمد نتوف أستاذ مشارك النقد والبلاغة، أن اللغة العربية هي «أمنا التي إليها ننتسب وبها نفخر» وبتطورها نتطور.
وقال: «إن واجبنا اليوم وفي المستقبل أن نخدمها ونعزز قيمتها لدى أبنائنا، وأن ننشر أدبها، وأن نستخدمها في وسائل الإعلام التقليدية وفي الإعلام الجديد».
وأوضح نتوف حرص قسم اللغة العربية بجامعة قطر على تشجيع الطلبة لتذوق الأدب العالي الرفيع، والقرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والأدب بفنونه المختلفة، مشدداً على ضرورة إنجاز أعمال إبداعية من الشعر والقصة والمسرحية والرواية.