27 % حصته مـن تجارة الشرق الأوسط .. و28 إجمالـــي الخطـــوط الملاحيــــة

ميناء حمـد .. توسعـات متواصلـة لاستيعاب النمو ودعم التنافسية

لوسيل

محمد عبدالعال

حقق ميناء حمد، بوابة قطر الرئيسية للتجارة مع العالم، على مستوى العمليات التشغيلية نجاحات وإنجازات مهمة خلال فترة قصيرة من تشغيله، كان لها دور كبير في تعزيز حصته من التجارة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، لتصل إلى 27% حالياً، إلى جانب توسيع شبكة الخطوط الملاحية التي تربطه بالعالم لتضم 28 خطاً بنهاية العام 2018.

وحسب مختصين فإن تزويد ميناء حمد بأحدث التقنيات المتبعة في تشغيل الموانئ ومناولة الحاويات والتي تتسم بأعلى معايير الأمن والسلامة، بما في ذلك برج المراقبة ذو التصميم الفريد بارتفاع 110 أمتار، ومنطقة التفتيش الجمركي للتخليص السريع للبضائع (5600 حاوية يومياً)، بالإضافة إلى منصة لتفتيش السفن وغيرها من المرافق البحرية المتعددة، كان له بالغ الأثر في وصول الميناء إلى هذه الريادة في وقت قياسي.
وقال المهندس أحمد جاسم الجولو، رئيس اتحاد المهندسين العرب، إنه كجزء من خطط دولة قطر الرامية لتعزيز الصادرات غير النفطية وتشجيع قيام الصناعات التحويلية، تم إنشاء منطقة حرة مجاورة لميناء حمد، وحقق الميناء إنجازات هامة على الصعيدين الإقليمي والدولي، في فترة زمنية قصيرة. وأضاف الجولو ، لـ لوسيل : بفضل قدراته الكبيرة ومرافقه الحديثة وأنظمته المتطورة يساهم ميناء حمد في جعل قطر مركزا لوجستيا مهما لإعادة الشحن في المنطقة، مما يدعم ارتفاع التبادل التجاري بين قطر وبقية العالم خاصة في ظل ارتباطه بشبكة متنامية من الخطوط الملاحية المباشرة مع العديد من الموانئ الإقليمية والعالمية .
وتواصل وزارة المواصلات والاتصالات والجهات المعنية التابعة لها تنفيذ خطط التوسع الخاصة بالميناء التجاري الأول في قطر لاستيعاب النمو المتزايد والمتوقع في العمليات ودعم تنافسية الميناء فيما يتعلق بالعمليات التشغيلية، حيث أعلنت الوزارة في الرابع عشر من شهر يونيو 2017، عن بدء تنفيذ الجزء الأول من المرحلة الثانية لتوسعة ميناء حمد.
وأرست الوزارة حسب ما أعلنته عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، عقوداً بقيمة 2 مليار ريال لتنفيذ الجزء الأول من المرحلة الثانية لمشروع ميناء حمد، التي يتوقع الانتهاء منها بحلول عام 2021، والتي ستمكن الميناء من استيعاب 7.5 مليون حاوية سنوياً. وكانت الوزارة أعلنت أنه تم دمج المرحلتين الثانية والثالثة من المشروع في مرحلة واحدة هي الثانية فقط، والتي تشمل توسعة الميناء وتطوير محطات حاويات ومشروع صوامع الأمن الغذائي ومركز الزوار والشوارع الداخلية والأمن الصناعي والمتحف التثقيفي البحري الموجود في الميناء الذي يتيح للزائرين من المدارس أو الأشخاص الذين لا يستطيعون الدخول إلى أماكن العمليات زيارة الميناء في مناطق آمنة.

برصيف 1200 متر.. و2.5 مليون حاوية سنوياً : CT2 .. أول محطة حاويات آلية 100%

تعد خطة بناء محطة الحاويات رقم 2 (CT2)، إحدى أبرز ركائز المرحلة الثانية من مشروع توسعة وتطوير ميناء حمد. وعلمت لوسيل أنه من أجل استيعاب النمو المتوقع في ميناء حمد حتى العام 2030 بما في ذلك الارتفاع السريع المرتقب في حركة الحاويات والزيادة المتوقعة في حجم التجارة كنتيجة لاستضافة قطر فعاليات كأس العالم 2022 تم وضع تلك الخطة.
وفقا لتقرير خاص عن توسعات ميناء حمد - حصلت عليه لوسيل - ستكون محطة الحاويات (2) آلية بالكامل وسيتم تزويدها بأحدث رافعات الحاويات من السفن إلى الرصيف البالغ طوله 1200 متر، وهي رافعات من نوع System Trolley Dual لديها القدرة على التعامل مع أحدث أنواع السفن. وسيتم تزويد المحطة بنظام النقل الأفقي AGVs ، وتمتاز بطاريات العربات الموجهة آليا AGV بقدرتها على الشحن السريع مع الأذرع الروبوتية المنتشرة في ساحة المحطة والتي تستخدم أساليب خاصة في عملية الشحن مما يحد من وقت تعطل العمل.
وستحوي المحطة نحو 2000 نقطة تبريد، كما ستكون جميع البوابات أوتوماتيكية، إلى جانب الارتباط السلس بأنظمة التشغيل وتبادل البيانات الإلكتروني وأنظمة الجهات المعنية الأخرى.
وستكون المحطة قادرة على استيعاب حوالي 2.5 مليون حاوية نمطية سنويا، كما سيتم تصميمها وفق أحدث المواصفات الهندسية وتزويدها بمرافق من الطراز العالمي لخدمة التجارة، لتكون بذلك أول محطة أوتوماتيكية بالكامل في منطقة الخليج.
وفي 26 نوفمبر 2018، أعلنت شركة كيوتيرمنلز التي تم تأسيسها في العام 2016 بالشراكة بين مواني قطر وشركة ملاحة، بنسب ملكية 51% و49% على التوالي لتدير المرحلة الأولى من الميناء، أنها نالت موافقة تصميم وتطوير وتشغيل المرحلة الثانية محطة الحاويات (2) لميناء حمد.
وفي 16 ديسمبر الماضي، أكدت كيوتيرمنلز أنها تسعى دائماً للتميز في قطاع العمليات التشغيلية، مؤكدة أن النجاح الذي حققته في محطة الحاويات رقم (1) سيكون واضحاً في تصميم وتطوير وتشغيل محطة الحاويات رقم (2)، قبل أن تعلن في 10 يناير 2019، بدء عملية اختيار الشركاء المؤهلين للمشاركة في تقديم عروض الأسعار لتصميم وإنشاء وتوريد المعدات للمرحلة الثانية (محطة الحاويات رقم 2) من ميناء حمد.

1.6 مليار ريال التكلفة و26 شهراً للتصميم والتنفيذ : مخازن الغذاء .. شريان حيوي لبرنامج الأمن الغذائي

شهد السادس عشر من يوليو 2017، توقيع لجنة تسيير مشروع ميناء حمد وشركة هندسة الجابر القطرية عقدا لتصميم وبناء مرافق مباني ومخازن الأمن الغذائي في الميناء، بتكلفة تصل إلى 1.6 مليار ريال، وفترة تصميم وإنشاء تصل إلى 26 شهراً.
ستعمل المرافق التي يتم تنفيذها ضمن المرحلة الثانية من توسعة ميناء حمد، كمحطة مستقلة بكامل طاقتها، ولديها القدرة على مناولة وتخزين وإعادة تحميل ونقل الحبوب السائبة والمواد الغذائية الصالحة للأكل، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الأرز، والسكر، وزيوت الطعام.
وستضم مرافق المشروع صوامع ومخازن عملاقة تستوعب مخزونا لـ 3 ملايين نسمة لمدة عامين لكل سلعة، وتم تحديد مساحة بإجمالي 53 هكتارا (530 ألف متر مربع) لمرافق المشروع في ميناء حمد من ضمنها رصيف خاص بالمشروع بطول 500 متر.
ويرى خبراء أن مرافق مخازن الأمن الغذائي في ميناء حمد ستكون بمثابة الشريان الحيوي لبرنامج قطر الوطني للأمن الغذائي، الذي سيسهم في خفض قيمة الفاتورة الاستيرادية من عدة سلع أساسية.
وقال أحمد الخلف، رجل أعمال، إن الهدف الأسمى من المشروع يتمثل في توفير مخزون إستراتيجي دائم من السلع الأساسية يغطي احتياجات الدولة لسنوات.
وأضاف الخلف لـ لوسيل : هذا المشروع خطوة مدروسة بعناية تخدم ريادة الدولة في هذا القطاع إقليميا ودوليا، وإنشاء هذا المشروع يعد ركيزة أساسية لقطاع وخطط الأمن الغذائي، خاصة أن بوابة الأمن الغذائي لقطر هو ميناء حمد بإمكانياته المتطورة وقدراته الاستيعابية الهائلة لمختلف المواد .
وتشمل المرحلة الأولى إنشاء 3 مصانع كبيرة للأرز والسكر والزيت، والتي ستتم معالجتها في 3 مصانع أصغر حجماً ستبنى خلف المصانع الأساسية، وهي المرة الأولى التي تتم فيها معالجة المواد الغذائية داخل قطر، إلى جانب إنتاج مواد أخرى أبرزها أعلاف الحيوانات وغيرها من المكونات التي تستفيد منها السوق القطرية.
وفقاً لـ المواصلات والاتصالات سيتم تطوير وإنشاء مرافق مباني ومخازن الأمن الغذائي وتجهيزها بالتعاون مع استشاريين دوليين وفقاً لأفضل الممارسات الصناعية والمعايير الدولية للتصنيع والجودة، مثل شركة إيبرو الألمانية، و بورت العالمية، وهما من الشركات العالمية العريقة في مجال تصميم المرافئ العالمية والتخزين.
وسيتم العمل مع الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع وتخزين المواد الغذائية، مثل شركة بوهلر وهي شركة ألمانية سويسرية رائدة عالميا في مجال الصناعات الغذائية، وشركة بي آي أيي ، وهي شركة ألمانية تعتبر الأولى عالميا في تصميم وإنشاء مصانع السكر الخام وتعبئته وتخزينه، وشركة سي دوت إم بي وهي شركة إيطالية عالمية متخصصة بصناعة معامل تكرير وتعليب وتخزين الزيوت النباتية.

قاعة معارض وأجهزة محاكاة و أكواريوم : مركز الزوار .. وجهة مؤهلة لعرض التاريخ البحري

تشمل الخطة التوسعية الخاصة بالمرحلة الثانية من مشروع ميناء حمد، إنشاء وتطوير مركز زوار الميناء. وحسب شركة مواني قطر ، يعد مركز الزوار في ميناء حمد مركزاً فريدا من نوعه، حيث تم تصميمه خصيصا لاستقبال زوار ميناء حمد، وأخذهم في جولة ممتعة لعرض التاريخ البحري والإنجازات في دولة قطر. سيكون هذا المركز المتميز والفريد من نوعه، غنيا بالأنشطة التعليمية المتعلقة بالعمليات التشغيلية في ميناء حمد، كما سيحوي شرحاً مفصلا عن مراحل إنشاء الميناء، بالإضافة إلى تاريخ الأنشطة البحرية في دولة قطر.
وقال رجل الأعمال أحمد حسين، إن احتواء الميناء الأكبر في الدولة على مركز بهذا الحجم والمواصفات يدعم خطط تنويع وتكامل منظومة الخدمات المقدمة داخله سواء للجمهور المباشر من عملاء ومستوردين وغيرهم من أصحاب العلاقة، أو للجمهور المستهدف بطريق غير مباشر ويتمثل في الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح. وأضاف حسين ، لـ لوسيل : هذا المركز في مثل هذا الموقع الحيوي وبهذه المواصفات والمعايير العالمية مؤهل لأن يصبح وجهة تثقيفية سياحية جاذبة للزوار سواء من الداخل أو الخارج .
عند الانتهاء من هذا المشروع، سيضم المركز قاعة للمعارض وأجهزة محاكاة افتراضية، وأكواريوم محيطيا سيحتوي على لوحات تصويرية لتثقيف الزوار حول الأحياء البحرية في قطر، ولتوضيح التطور التدريجي لدولة قطر كأمة، وكمركز تجاري إقليمي كما هو منصوص عليه في رؤية قطر الوطنية 2030، ستسلط الصالة متعددة الأغراض الضوء على الميناء الأكبر والأهم في البلاد وتوضيح الرؤية والموارد والالتزام الذي كان مطلوباً لتقديم مثل هذا المشروع الضخم.
سيكون هناك مقهى بسيط في نهاية التجربة، حيث يمكن للزوار الاسترخاء مع القهوة للتفكير ومناقشة الأشياء الرائعة التي شاهدوها وتعلموها خلال جولتهم في المركز، سيكون هناك أيضا متجر لبيع الهدايا التذكارية، إلى جانب العديد من المميزات الإضافية الحديثة ستتم إضافتها إلى مركز الزوار، مما يؤهله ليكون وجهة سياحية في المستقبل.

68 % نمو الحاويات و3% للبضائع : 1592 سفينة عبر الميناء في 12 شهراً

بلغ إجمالي السفن التي استقبلها ميناء حمد، خلال العام 2018 نحو 1592 سفينة حاويات وبضائع وسيارات (رو رو) ومواشٍ، دون سفن الإمداد والخدمات البحرية والسفن العسكرية.
وتنوعت حمولات السفن المستقبلة عبر الميناء خلال العام الماضي، لتشمل 1.32 مليون حاوية نمطية بنمو 68% عن أعداد الحاويات المستقبلة في 2017 البالغة 787.3 ألف حاوية.
وبلغ إجمالي البضائع العامة والسائبة المستقبلة عبر الميناء في 2018 نحو 1.30 مليون طن (1.04 مليون طن بضائع سائبة، و255.2 ألف طن بضائع عامة) بزيادة سنوية نسبتها 3% عن إجمالي البضائع التي تمت مناولتها في 2017 المقدرة بنحو 1.25 مليون طن.
واستقبل الميناء 68.4 ألف وحدة سيارات ومعدات (بضائع الدحرجة) بنمو 4% عن الأعداد المسجلة في 2017 البالغة 65.8 ألف وحدة، فيما بلغ إجمالي أعداد المواشي المستقبلة نحو 408.5 ألف رأس من الثروة الحيوانية.
في النصف الأول من العام 2018، قدمت كيوتيرمينلز ، خدماتها لنحو 803 سفن عبر ميناء حمد، منها 387 سفينة في الربع الأول و416 سفينة في الربع الثاني بنمو ربعي 7.5%.
وبلغ إجمالي عدد الحاويات النمطية التي قامت كيوتيرمينلز بمناولتها خلال الفترة من يناير إلى نهاية يونيو 2018 نحو 644.8 ألف حاوية، إلى جانب 132.3 ألف طن من البضائع العامة، و631 ألف طن من البضائع السائبة.
وتمكنت الشركة من مناولة أكثر من 32 ألف وحدة سيارات ومعدات (بضائع الدحرجة)، بالإضافة إلى 341.8 ألف رأس من الثروة الحيوانية.
وفي النصف الثاني من العام الماضي، قدمت كيوتيرمينلز خدماتها لنحو 793 سفينة، من بينها 391 سفينة في الربع الثالث و402 سفينة في الربع الرابع بنمو ربعي 2.8%.
بلغ إجمالي عدد الحاويات النمطية التي قامت كيوتيرمينلز بمناولتها خلال النصف الثاني 2018 نحو 677.9 ألف حاوية نمطية، فضلا عن 410.3 ألف طن من البضائع السائبة، و122.8 ألف طن من البضائع العامة، و66.7 ألف رأس من الثروة الحيوانية، و36.3 ألف وحدة سيارات ومعدات.