دعمت متاحف قطر، ممثلة في المشروع القطري السوداني للآثار، مؤخرًا مهرجانًا تراثيًا مبتكرًا في جمهورية السودان.
حسب بيان صحفي صادر عن متاحف قطر ، أمس، شارك في المهرجان، الذي يحمل اسم كرمكول ، فنانون من السودان وسويسرا وغيرهما من دول العالم لدعم الثقافة السودانية من خلال بناء القدرات المحلية وتبادل المعرفة وإطلاق سلسلة من المشروعات الثقافية.
ويهدف المهرجان الذي تأسس قبل عامين بدعم من البعثات السودانية والسويسرية التابعة لليونسكو و المبادرة السويسرية لدعم الثقافة السودانية ، وهي إحدى المنظمات الغير حكومية، إلى المساهمة في فهم الثقافات المتعددة وتعزيز التعاون الثقافي على المستوى الدولي.
وشهد مهرجان هذا العام، الذي تواصلت فعالياته على مدار 3 أيام، أنشطة فنية وورش عمل ركزت على نشر الوعي بالفنون والثقافة في السودان.
وتعليقاً على دعم متاحف قطر للمهرجان، قال البروفيسور توماس ليستن، مدير إدارة حماية المواقع التراثية الخارجية في قطاع الآثار بمتاحف قطر: سررت بالمشاركة في المهرجان الذي تنسجم أهدافه انسجامًا تامًا مع أهداف المشروع القطري السوداني للآثار التابع لمتاحف قطر، وهو مشروع يسعى لتزويد الشعب السوداني بالمهارات والأدوات التي تمكنه من حماية آثاره والحفاظ عليها، وذلك من خلال التوعية والدعم المالي والفني .
وأضاف ليستن: مرت 5 أعوام على انطلاق المشروع القطري السوداني للآثار، كان النجاح فيها حليفنا، ساهمنا في بناء المهارات والقدرات المحلية وأسّسنا بنية تحتية تخدم تراث الدولة، ونتطلع لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام المتبقية من هذا المشروع . وأسهمت متاحف قطر، من خلال المشروع القطري السوداني للآثار، في إنشاء بنية تحتية كان لها الفضل في إقامة مهرجان كرمكول ، حيث أسست مرافق عدة للزوار وأنشأت خزانات للمياه، وتجاوز الدعم المالي الذي قدمته متاحف قطر لبعثات الآثار العاملة في السودان منذ عام 2012 تحت مظلة هذا المشروع 50 مليون دولار (181.7 مليون ريال). وأدى هذا الدعم غير المسبوق إلى إحداث طفرة في مجال البحوث والحفظ والتوعية بالمعالم التاريخية السودانية.
ويصل عدد البعثات التي تمولها متاحف قطر حاليًّا في إطار المشروع إلى 42 بعثة تابعة لـ 25 مؤسسة من 12 دولة، وجميعها تعمل في تنقيب وحفظ المواقع الأثرية التي ترجع إلى حقبة ما قبل التاريخ وتستمر حتى فترة ما قبل العصر الحديث.
حقق المشروع القطري السوداني للآثار نتائج مثمرة سيستمر نفعها على المدى الطويل، حيث سهّل إجراء البحوث وعمليات التنقيب على المدى الطويل ووفر أحدث التقنيات اللازمة لعمل البعثات، وزاد من تدفق السودانيين إلى تلك المواقع التراثية، كما دعم تنمية المهارات والخبرات للمؤسسات الأكاديمية.
وبفضل التمويل المقدم لهذا المشروع، تستطيع البعثات المحلية والدولية العمل لمدة تصل إلى 3 أشهر متصلة، واستقطاب مزيد من الخبراء، واعتماد تقنيات حديثة مثل النمذجة ثلاثية الأبعاد والمسوحات الأنثروبولوجية المعقدة، كما يحرص القائمون على المشروع أيضًا على نشر نتائج البحوث المتعلقة بعملهم، إلى جانب رقمنة وفهرسة الوثائق الأرشيفية التي لم تكن متاحة من قبل للباحثين في السودان والجامعات في الخارج، وتوفير المعلومات للعامة ويشمل ذلك طلاب الجامعات بهدف بناء القدرات المحلية في السودان.
من المقرر في المرحلة المقبلة وضع خارطة طريق لإحداث قفزة في مجال السياحة الثقافية في السودان، ولا سيّما موقعي التراث العالميين مروي وجبل البركل بما يتماشى مع معايير اليونسكو، وتم بالفعل إنشاء بنية تحتية في محيطهما لتشجيع السياحة، وتشمل قريتين سياحيتين ستسهمان في جذب السياح خلال زيارتهم للمنطقة.