تحول إلى أعظم ختام في تاريخ كأس العالم.. نهائي المونديال يكافئ قطر على تنظيمها المبهر

alarab
آخرى 20 ديسمبر 2022 , 12:35ص
الدوحة - العرب

حتى الدقيقة 80 من عمر المباراة النهائية لكأس العالم قطر 2022، كانت كل الأمور تسير بهدوء حاملة الكأس الى الشواطئ الأرجنتينية، بعد ان تقدم نجوم التانجو بهدفين للاشيء على الديوك الفرنسية .
الجميع كان يتأهب لتسليم الكأس بعد اقل من 10 دقائق من عمر الوقت الأصلي للمباراة الى (البرغوت ) الارجنتيني ميسي .
الكل استسلم واقتنع ان النهائي الذي كان عاديا الى حد كبير، بسبب الغياب غير المفهوم للديوك الفرنسية التي لم تستيقظ في موعدها المحدد كما اعتاد منها الجميع كي تعبر عن نفسها.
لكن فجأة، وبدون أي مقدمات الا بعض الأمور البسيطة، انقلبت المباراة رأسا على عقب، وهبت رياح فرنسية عاصفة ـ أربكت كل الحسابات وعطلت السفن الأرجنتينية التي كادت ان ترسو بأمان وسلام حاملة أغلى لقب في السنوات الأخيرة.
ركلة جزاء فرنسية وهدف ازرق أعاد الحياة الى المباراة، وأشعل النيران، والمدرجات، فأصبح النهائي فوق صفيح ساخن. 
ارتبك الأرجنتينيون، وصاحت الديوك الفرنسية، فاستيقظ كل من في المستطيل الأخضر، ولم تمض الا دقيقة واحدة حتى قضي الامر واعادت الديوك الأمور الى نصابها الأول واجبرت التانجو الى تأخير رقصته احتفالا بالإنجاز.
دقيقتان هما الأهم والأخطر في مشوار مونديال قطر 2022، ونجحا في تحويل المباراة من نهائي كاد ان يحسم في الوقت الأصلي الى الوقت الإضافي ثم الى ركلات الجزاء الترجيحية، لتستغرق المباراة 120 دقيقة بخلاف الدقائق التي نفذت فيها ركلات الترجيح.
دقيقتان حولتا مباراة الارجنتين وفرنسا الى أعظم نهائي في تاريخ كاس العالم قطر 2022 .
نهائي شهد 6 اهداف ووقتا إضافيا، واثارة ومتعة غير محدودة، وخيبة امل في التوقعات والترشيحات.
رفضت مباراة فرنسا والأرجنتين ان يكون نهائي مونديال قطر 2022 عاديا، واصرت على ان يظل نسخة استثنائية حتى اليوم الأخير، حتى يظل عالقا من جميع النواحي في اذهان وعقول العالم وعقول الجماهير في كل ارجاء الكرة الأرضية.
مونديال قطر 2022 كان استثنائيا بشهادة الجميع، من تنظيم، واستضافة، وملاعب، وإقامة، ونقل ومواصلات، وكان استثنائيا في ارقامه القياسية الجماهيرية والفنية، وكان استثنائيا في نتائجه وفي تفوق الكرة العربية والافريقية والاسيوية، وفي مفاجأته التي اثارت العالم. 
وكان استثنائيا منذ اليوم بحفل الافتتاح المبهر، ثم في يومه الأخير بحفل الختام المذهل، والمباراة الرائعة التي ستظل في ذاكرة الكرة العالمية وفي ذاكرة الجماهير الكروية حتى المونديال القادم 2026 
كل هذه الاستثناءات التي حدثت في مونديال قطر 2022، ثم في المباراة النهائية التاريخية، جعلت البطولة الاروع في تاريخ كأس العالم، وبات من الصعب على أي دولة أخرى او دول أخرى ان تحققها في النسخ القادمة.

أسباب فنية أشعلت المواجهة

مفاجأة سكالوني وتغييرات ديشامب نقطة التحول 

هناك أسباب وعوامل جعلت نهائي مونديال قطر 2022 بين الارجنتين وفرنسا، أعظم نهائي في تاريخ كأس العالم.
وبعيدا عن التنظيم والاستضافة وكل الأمور التنظيمية التي ساهمت في إنجاح المباراة النهائية، هناك عوامل فنية ساهمت في هذا الامر
الأسباب الفنية ساهمت بشكل كبير في جعل المباراة أعظم نهائي، وهذه الأسباب تتعلق بمدربي المنتخبين، الارجنتيني سكالوني، والفرنسي ديشامب
سكالوني فاجأ الجميع بمن فيهم مدرب فرنسا، في بداية المباراة بوجود المهاجم انخيل دي ماريا الذي كان احتياطيا في معظم المباريات السابقة ولم يشارك في بعضها، وكانت مشاركة دي ماريا مفاجأة غير متوقعة بالمرة، ليس بمشاركته، ولكن بوجوده في الجناح الايسر، وبتألقه الكبير، فكان السبب الرئيسي في تقدم التانجو بهدفين، بعد ان تسبب في ركلة الجزاء، وبعد ان سجل الهدف الثاني .
وعجز مدرب فرنسا عن إيجاد حل لمفاجأة منافسه، وحاول التغيير مع نهاية الشوط الأول بإخراج جيرود وديمبلي، لكنه تغيير لم يسفر عن شيء
المفاجأة الثانية في المباراة والتي ساهمت في التحول، كانت مفاجأة أخرى من مدرب الارجنتين لكنها كانت مفاجأة غير جيدة ومفاجأة سيئة بإخراجه نجم المباراة دي ماريا في الدقيقة 64، وكانت نقطة التحول في اللقاء، حيث ارتاح الدفاع الفرنسي تدريجيا من ازعاجات الجناح الارجنتيني 
في المقابل كانت تغييرات مدرب فرنسا نقطة تحول ثانية في أعظم نهائي حيث دفع بالثنائي إدواردو كامافينجا وكينغسيلي كومان في الدقيقة 71، بدلا من ثيو هيرنانديز وانطوان جريزمان خروج دي ماريا واشتراك الثنائي الفرنسي قادا الديوك الى التعادل في دقيقتين، ليعيد الحياة الى المباراة التي امتدت الى الوقت الإضافي وركلات الجزاء الترجيحية.

مباراة تاريخية لميسي ومبابي 

إذا كان ميسي قد تفوق في بداية المباراة وقاد الارجنتين للتقدم بهدفين، فان مبابي عاد في الوقت المناسب، ونجح في إعادة فرنسا الى المباراة النهائية، والى استمرارها في النهائي حتى اللحظة الأخيرة .
ميسي ومبابي.. مباراة ثانية أخرى جرت على هامش النهائي الأعظم في تاريخ كأس العالم 
كل منهما وكأنه يلعب ضد الاخر وليس المنتخبين فقط، وكلاهما حاول ان يساعد فريقه، وفي نفس الوقت حاول ان يواصل تألقه الذي بدأه منذ اليوم للمونديال.
ميسي سجل هدفين في المباراة، فكان الرد قويا من مبابي بثلاثة اهداف (هاتريك)، وسجل ميسي ركلة ترجيحية ورد عليه مبابي بركلة أخرى ترجيحية
وحصل ميسي على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في المونديال، وحصل مبابي على لقب هداف كأس العالم .
كانت بالفعل مباراة تاريخية بين نجمين كبيرين كان كل منهما قاب قوسين او ادني من الفوز بالبطولة، وكان الفيصل بينهما في النهائية هو الركلات الترجيحية التي خذل فيها نجوم فرنسا زميلهم مبابي، بينما انصف نجوم الارجنتين نجمهم الأسطوري ميسي.