

د. هلا السعيد: أمر بالغ الأهمية لتحسين نوعية الحياة وتوفير الفرص التعليمية
عبد الله الملا: تسهيل أداء الأنشطة بشكل مستقل مثل التسوق عبر الإنترنت
فيصل الكوهجي: «التكنولوجيا المدمجة» تحقق نقلة نوعية في حياة ذوي الإعاقة البصرية
خالد الشعيبي: دور حيوي في حياة الحالات بمجالات التأهيل والتدريب والتوظيف
واصلت الخيمة الخضراء التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة - عضو مؤسسة قطر- جلساتها الرمضانية، حيث تناولت الجلسة العاشرة ندوة تحت عنوان «جاهزية الأشخاص ذوي الإعاقة للنفاذ الرقمي».
تناولت الندوة أهمية جاهزية ذوي الإعاقة للنفاذ الرقمي، باعتبارها مؤشرًا حاسمًا على مدى تقدم المجتمعات في تحقيق الشمولية في مجال التكنولوجيا.
وأكد المشاركون ضرورة تعاون الحكومات والمؤسسات والمطورين لتوفير بيئة رقمية سهلة الاستخدام تضمن استفادة الجميع على قدم المساواة.
وناقشت الجلسة عدة محاور هامة تتعلق بجاهزية الأشخاص ذوي الإعاقة للنفاذ الرقمي، وهي سرية وسلامة المعلومات والمعاملات الرقمية، حيث تم التركيز على أهمية حماية البيانات الشخصية والمعاملات المالية للأشخاص ذوي الإعاقة، والاستجابة للحوادث ومعالجة آثارها، والتعاون الدولي لمكافحة القرصنة والجرائم السيبرانية، والبرامج الأكاديمية والتدريب والتوعية، حيث تم تسليط الضوء على ضرورة تطوير برامج أكاديمية وتدريبية متخصصة لزيادة وعي الأشخاص ذوي الإعاقة بأهمية النفاذ الرقمي وكيفية استخدامه بشكل آمن وفعال.
أدار الجلسة الدكتور سيف الحجري بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين في مجالات الاعاقة وذوي الاحتياجات والتربية الخاصة،من بينهم الدكتورة هلا السعيد، والسيد عبد الله إبراهيم الملا، والدكتور فيصل الكوهجي، والسيدة فاطمة أبوشريدة، والسيد حسين خليل حجي، ود.نيللي إبراهيم، ود. رولان لحود، ود. طارق العيسوي والسيد خالد الشعيبي.
دعا المشاركون إلى اتخاذ عدة إجراءات لضمان جاهزية الأشخاص ذوي الإعاقة للنفاذ الرقمي، ومنها ضرورة الدعم المنظم من المؤسسات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، مشيرين إلى انه يجب على هذه المؤسسات تقديم الدعم المالي والتقني اللازم لضمان وصول التجهيزات الرقمية وإتاحتها للأشخاص ذوي الإعاقة، مع ضرورة توفير برامج تأهيلية متخصصة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من استخدام التكنولوجيا الرقمية بشكل فعال ومستقل. وأكدوا على أهمية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة نفسيًا واجتماعيًا لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم على استخدام التكنولوجيا الرقمية، مشددين على ضرورة توفير فرص عمل مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة في مجال التكنولوجيا الرقمية وغيرها من المجالات، ودمجهم في سوق العمل بشكل كامل.
أوضحت الدكتورة هلا السعيد مستشارة وخبيرة بشؤون الاشخاص ذوي الإعاقة مدير عام مركز الدوحة العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ذوي الإعاقة أن المقصود بالنفاذ الرقمي هو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقات من الوصول إلى المعلومات والخدمات الرقمية عبر الإنترنت باستخدام تقنيات مصممة بشكل مناسب لاحتياجاتهم، وأن هذا المجال يشمل ضمان أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكنهم التفاعل مع المواقع الإلكترونية، التطبيقات، الأجهزة الإلكترونية، والمنصات الرقمية الأخرى بطريقة سهلة وفعالة.
وأشارت إلى أن النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحسين نوعية الحياة وتوفير الفرص التعليمية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الفئة، وأن مثل أي تطور تكنولوجي، يرافقه عدد من الإيجابيات والسلبيات.
وقالت د. هلا السعيد: ومن أهم إيجابيات النفاذ الرقمي لذوي الإعاقة، تعزيز الاستقلالية، فالنفاذ الرقمي يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من أداء العديد من الأنشطة بشكل مستقل، مثل التسوق عبر الإنترنت، والتعليم عن بُعد، واستخدام التطبيقات الحكومية والخدمية، كما يسهم في توفير فرص تعليمية أفضل، إضافة إلى التواصل الاجتماعي والتفاعل، حيث توفر منصات التواصل الاجتماعي والاتصالات الرقمية للأشخاص ذوي الإعاقة فرصًا للتفاعل الاجتماعي وبناء العلاقات، مما يقلل من العزلة الاجتماعية.
وأضافت: كما يسهم النفاذ الرقمي لهذه الفئة في الوصول إلى العمل عن بُعد، وتحسين جودة الحياة.
وتابعت: أما السلبيات الرقمية التي يواجها الأشخاص ذوو الإعاقة، فيمكن أن تكون متعددة ومعقدة، حيث يتعرض الأشخاص ذوو الإعاقة لعدة مخاطر خاصة نتيجة للسلبيات التي يواجهونها في التفاعل مع التكنولوجيا، وأن من هذه السلبيات التحديات القانونية، وعدم توافق التقنيات، والتمييز الرقمي، إضافة إلى ما قد يترتب من مشكلات نتيجة الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، أو ظهور محتوى غير مناسب، أو النقص في التوعية، أو التعرض للهجمات الإلكترونية والقرصنة، حيث ان ذوي الإعاقة قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم لمثل هذه الهجمات.
كما أكدت على أن من بين التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة رقمياً الخصوصية والأمان، ما قد يتعرضون له من تنمر الكتروني، إضافة إلى الاستغلال التجاري، إضافة إلى التحديات الأخلاقية.
وتطرقت د. هلا السعيد إلى عدد من الحلول الممكنة لتحسين النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة، ومن بينها ضرورة عمل المطورين، والحكومات، ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة العمل معًا لتصميم حلول شاملة ومناسبة عند بناء المواقع والتطبيقات بحيث يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة، التفاعل مع المحتوى بسهولة، وأهمية الامتثال لمعايير الوصول التي تقدم إرشادات حول كيفية جعل المواقع الإلكترونية قابلة للوصول.
وأضافت: كما يجب توفير أدوات مساعدة مثل قارئات الشاشة، والأدوات المساعدة للتحكم الصوتي، والترجمات النصية، وتعزيز دعم لغة الإشارة، ويجب إجراء اختبارات الوصول وتكون بصفة دورية للتحقق من مدى توافق المحتوى الرقمي مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير برامج تدريبية توعوية للمطورين والمصممين حول أفضل الممارسات لتحسين الوصول الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتحدث السيد عبد الله الملا، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصم، عن اهمية التكنولوجيا والتطور الذي خدم بشكل كبير حياة ذوي الإعاقة، وأهمها تعزيز الاستقلالية، مشيرا إلى أن النفاذ الرقمي مكنهم من أداء العديد من الأنشطة بشكل مستقل، مثل التسوق عبر الإنترنت، والتعليم عن بُعد، واستخدام التطبيقات الحكومية والخدمية، كما يسهم في توفير فرص تعليمية أفضل، إضافة إلى التواصل الاجتماعي والتفاعل، حيث توفر منصات التواصل الاجتماعي والاتصالات الرقمية للأشخاص ذوي الإعاقة فرصًا للتفاعل الاجتماعي وبناء العلاقات، مما يقلل من العزلة الاجتماعية.
وأوضح السيد فيصل الكوهجي، رئيس مجلس المركز القطري للمكفوفين، مفهوم النفاذ الرقمي، وأبرز المجالات التي أفادت ذوي الإعاقة البصرية، مشيرا إلى أهمية أدوات التكنولوجيا المساعدة المدمجة مثل قراءات الشاشة، وكذلك أدوات التكنولوجيا المخصصة لتقديم خدمة النفاذ الرقمي مثل الأجندات الرقمية. وأكد على أن هذه الأدوات حققت نقلة نوعية في حياة ذوي الإعاقة البصرية، حيث منحتهم الخصوصية والاستقلالية، موضحا أن النفاذ الرقمي مكن ذوي الإعاقة البصرية من القيام بالعديد من المهام بشكل مستقل، مما عزز من اندماجهم في المجتمع.
وأكد السيد خالد الشعيبي على الدور الحيوي الذي يلعبه النفاذ الرقمي في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحديدًا في مجالات التأهيل والتدريب والتوظيف. وقد سلط الضوء على دور النفاذ الرقمي في تسهيل عمل الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يوفر لهم الأدوات والتقنيات اللازمة لأداء مهامهم بكفاءة، موضحا كيف مكنت الأجهزة والكراسي المتحركة والأطراف الصناعية المتطورة أصحاب الإعاقات الحركية من دخول المجال الرياضي وتحقيق أرقام قياسية، لافتا أن التكنولوجيا ساعدت أصحاب الإعاقة على التنقل والوصول إلى أماكن لم يكونوا يستطيعون الوصول إليها من قبل.
وتحدث السيد حسين خليل حجي عن دور التكنولوجيا في المجال القانوني في وزارة العدل، حيث بدأت خلال عام 2011 في تأسيس الميزان البوابة القانونية الرقمية، والتي حرصوا من خلالها أن يكون الموقع متكاملا بحيث تكون التشريعات متاحة بعدة صيغ منها الملفات الصوتية والبي دي إف والكتابة، مشيرا إلى انه في عام 2018 ركزوا على تطوير البوابة وتحويل بعض القوانين إلى لغة الإشارة أو لغة برايل، حيث شهدت بوابة الميزان تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة.