تويوتا تؤكد التزامها باستشراف حلول تنقل مستدامة وعملية

alarab
سيارات 20 فبراير 2022 , 12:55ص
الدوحة - العرب

بات من الواضح تماماً في السنوات الأخيرة دعوة العديد من الدول والجمعيات الدولية للمطالبة بوضع معايير وخطط استراتيجية للحد من التغير المناخي الذي يُعَد واحداً من أكبر التحديات التي تواجه مستقبل الكرة الأرضية. 
منذ فترة طويلة، أدركت شركة تويوتا الإمكانات الهائلة للمركبات الكهربائية، إذ تمكنت من تحقيق مبيعات عالمية تراكمية لأكثر من 17 مليون مركبة كهربائية منذ عام 1997، مما أسهم في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20%. هذا، وقامت الشركة في شهر ديسمبر الماضي بالكشف عن استراتيجيتها الخاصة بالمركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات BEV، كجزءٍ من استراتيجيتها لتحقيق الحياد الكربوني، وذلك خلال حدث خاص أقيم في طوكيو، حيث كشف آكيو تويودا رئيس شركة تويوتا موتور كوربوريشن، عن الخطط الطموحة لتطوير مجموعة شاملة من 30 طرازاً من المركبات الكهربائية BEV للاستخدامات الفردية والتجارية على مستوى العالم بحلول عام 2030. ومن المقرر أن تُبنى هذه الطرازات الجديدة على أسس نجاح مجموعة مركبات تويوتا المزودة بأنظمة دفع تعتمد على الكهرباء، والتي تشمل المركبات الكهربائية الـ «هايبرِد» HEV، والمركبات الكهربائية الـ «هايبرِد» المزودة بتقنية الشحن ‏الخارجي PHEV‎، والمركبات الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين FCEV. بالإضافة إلى ذلك، تسعى شركة تويوتا إلى زيادة حجم الاستثمارات الجديدة المتعلقة بالبطاريات الكهربائية إلى 2 تريليون ين وتحقيق مبيعات عالمية سنوية تصل إلى 3.5 مليون مركبة كهربائية تعتمد على البطاريات BEV بحلول عام 2030. 
يُعَد الوصول إلى الحياد الكربوني هدفاً رئيسياً بالنسبة لنا، وهناك العديد من المسارات والطرق لتحقيقه. فبحسب كي فوجيتا الممثل الرئيس للمكتب التمثيلي لشركة تويوتا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: «لمواجهة تحديات التغير المناخي، يتعين علينا المضي قدماً لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قدر الإمكان وفي أسرع وقت ممكن، فالمركبات الصديقة للبيئة لا يمكنها أن تسهم في تحقيق المستهدفات البيئية، إلا إذا استُخدِمت على نطاق واسع. ولهذا السبب، ركزنا على تطوير وتعزيز حلول تنقّل متنوعة تتناسب مع مختلف البيئات». 
وإحدى التقنيات الواعدة التي ابتكرتها شركة تويوتا هي استخدام الهيدروجين كحامل للطاقة في المركبات الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين، باعتباره العنصر الأكثر وفرة في الكون. فهو يتواجد حولنا في كل مكان ويمكن إنتاجه باستخدام مجموعة من مصادر الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة المستمدة من إعادة تدوير النفايات. كما يتميز الهيدروجين بسهولة تخزينه لفترات طويلة، ونقله بأمان بين البلدان أو القارات، فضلاً عن توفير إمكانية إعادة التعبئة بشكل سريع ومريح وكفاءة استثنائية. فهذه هي المزايا التي يتفوق بها الهيدروجين كحامل للطاقة مقارنةً بالكهرباء. 
وأضاف فوجيتا: «هناك اهتمام كبير في منطقة الشرق الأوسط بإمكانيات الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة. نظراً لتوفر الإمكانات لدى دول المنطقة لتصبح منتجة ومصدرة رئيسية للهيدروجين النظيف من الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة معاً، الأمر الذي سيخلق فرصاً واعدة لمستقبل تنقل المركبات الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين». 
وتعتمد تقنية خلية الوقود التي طورتها شركة تويوتا في أوائل التسعينيات، على استمداد الطاقة الكهربائية من التفاعل بين عنصري الهيدروجين والأوكسجين لتشغيل الموتور الكهربائي، ليكون الماء هو المادة الوحيدة التي تخرج من العادم. وقد وصلت تقنية تويوتا هذه إلى درجة من التنوع حتى وجدت لها استخدامات لا تقتصر على المركبات، بل شملت أيضاً الشاحنات والحافلات والقوارب والمولدات الثابتة. كما تقوم الشركة حالياً بعدد من الدراسات والأبحاث لاستخدام هذه التقنية على القطارات، والمركبة الفضائية لاستكشاف القمر، والتي يطلق عليها اسم Lunar Cruiser في المشروع المشترك مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA). 
تبدو نتائج الأبحاث والتطوير لشركة تويوتا جلية في المركبة الرائدة تويوتا ميراي الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين. وتستمد تويوتا ميراي طاقتها بالكامل من الهيدروجين فقط، وتوفر تجربة قيادة كهربائية بنسبة 100%. إن تويوتا ميراي ليست مجرد مركبة صديقة للبيئة ومن دون أية انبعاثات، ولكنها تتجاوز ذلك من خلال تنقية الهواء. فبفضل نظام تنقية الهواء الخاص الذي يلتقط أصغر الجزيئات PM2.5 ويزيل المواد الكيميائية الضارة، تسهم مركبة تويوتا ميراي في تنقية المزيد من الهواء أثناء قيادتها لمسافات أطول. كما تتمتع هذه المركبة بنطاق قيادة لا نظير له في فئتها يبلغ 650 كيلومتراً، ويمكن إعادة تزويدها بالهيدروجين في أقل من خمس دقائق، مما يضمن تمتع السائقين بنفس مستويات الأداء والراحة ومتعة القيادة المرتبطة بالمركبات التي تعمل بالطاقة التقليدية.