«ابن الريب».. منارة ثقافية تعزّز المعرفة

alarab
محليات 20 يناير 2021 , 12:35ص
هبة فتحي

أشاد عدد من زوار المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» بشارع ابن الريب الثقافي الواقع خلف المسرح المكشوف، والذي يشهد مشاركة 15 دار نشر ومكتبة بالتعاون مع ملتقى الناشرين والموزعين القطريين تعرض ما لديها من إصدارات وإبداعات في شتى دروب الثقافة والمعرفة. 
وأكدوا لـ «العرب» -التي قامت بجولة في أورقة وأجنحة دور النشر والمكتبات المشاركة- أن الشارع سوف يساهم في خلق فئة جديدة من محبي القراءة خاصة في ظل تواجده وسط المقاهي والمطاعم، وبالتالي سيكون فرصة ثمينة لجميع رواد «كتارا» من مختلف الفئات العمرية، لافتين إلى أن فكرة الشارع جاءت بهدف الاستمرار في مسيرة الثقافة بالرغم من ظروف جائحة «كورونا»، فضلاً عن استهداف تنشئة أفراد المجتمع في بيئة تعنى بالثقافة وتستمر في فعالياتها، وهو ما سيكون له دور عظيم مع مرور الوقت على مستوى الأهداف البعيدة المدى.
وطالب الزوار بضرورة استمرار شارع ابن الريب بصفة دائمة، نظراً لأنه يمكن أن يصبح من المنارات الثقافية المهمة، وأوضحوا ضرورة وجود مثل هذا الشارع الذي يوفر منافذ بيع للكتب لأنه أمر مهم وضروري لعشاق القراءة واقتناء الكتب. 

مريم ياسين الحمادي: تنشئة مجتمع محب للمعرفة 
قالت مريم ياسين الحمادي -المدير العام للملتقى القطري للمؤلفين- إن فكرة فعاليات شارع ابن الريب الثقافية ولدت بتلاقي نوايا وأفكار وجهود ملتقى الناشرين القطريين والمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» بهدف الاستمرار في مسيرة الثقافة، بالرغم من ظروف جائحة كورونا، بهدف إبراز دور الكتاب والكتب واستمرار الإنتاج الأدبي والعلمي في دور النشر، بالإضافة إلى جهود دور النشر المستمرة لدعم الكُتاب ومشروع القراءة.
وفيما يتعلق بالإضافة التي يقدمها الشارع للشأن الثقافي، أكدت الحمادي مساعي القائمين عليه استهداف تنشئة أفراد المجتمع في بيئة تعنى بالثقافة وتستمر في فعالياتها، وهو ما سيكون له دور عظيم مع مرور الوقت على مستوى الأهداف البعيدة المدى.
أما على مستوى الأهداف قصيرة المدى، فقالت الحمادي إنه سيكون هناك تعزيز للسوق والمنتج الثقافي واستمرار المسيرة الثقافية عبر فعاليات متنوعة بالتكامل مع معرض الكتاب، حيث سوف يستمر الشارع الثقافي لأشهر وفي أجواء مفتوحة ليتوافق مع الإجراءات الاحترازية في ظل جائحة كورونا، وفي الوقت ذاته تظهر روحي التحدي في عالم الثقافة وقدرة الثقافة على اختراق عوائق الزمن وما يجلبه من تحديات.
وأوضحت أن المنطقة العربية لا تزال بعيدة عن منافسة الكتاب الإلكتروني مقارنة بالإقبال على الكتاب الورقي خاصة مع قضايا ترتبط بالكاتب ودور النشر مثل الحقوق الفكرية، لذلك سيجد عدد كبير من القراء ضالتهم في فعاليات شارع ابن الريب.  

 

عائشة الكواري: عرض 45 إصداراً جديداً 
قالت السيدة عائشة جاسم الكواري -الرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر- إن المشاركة في فعاليات شارع ابن الريب الثقافي جاءت من خلال دعوة ملتقى الناشرين والموزعين القطريين بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا».
ووصفت هذه الفعالية بأنها فرصة ثمينة لدور النشر في قطر للمشاركة في إثراء المشهد الثقافي والمجتمع القطري بالإصدارات الجديدة من الكتب الصادرة عام 2020 والترويج لها كذلك، خاصة بعد إلغاء معرض الدوحة للكتاب في ظل جائحة كورونا.
وأعربت الكواري عن سعادتها بالفعالية التي أثلجت صدور عدد كبير من أصحاب دور النشر والمؤلفين والقراء لأن هذا الشارع الثقافي أصبح متنفساً للقاء فيما بينهم، مشيرة إلى أن دار روزا للنشر نجحت في عرض قرابة 45 إصداراً جديداً من الكتب التي لم تسنح لها الفرصة الحصول على الترويج المحلي المطلوب خلال أزمة كورونا.
وأضافت أن هناك نية لإقامة فعاليات خاصة بدار روزا للنشر خلال الأيام المقبلة، تستهدف جذب واستقطاب الجمهور، وستكون على شكل لقاءات بين المؤلفين والقراء، إضافة إلى حفلات توقيع.
وأكدت الكواري أن دار روزا للنشر تسعى إلى إبراز الفكر والإبداعات الأدبية بالداخل والخارج، وتنمية المجتمع عبر إثراء الحياة الثقافية، وتقديم الإصدارات المتنوعة والرصينة، لافتة إلى أن الدار تعمل على الارتقاء بثقافة القارئ بما يتوافق مع الرؤية الوطنية 2030.

د. على عفيفي: 
فرصة للتفاعل بين القارئ والمؤلف 
تحدث الدكتور علي عفيفي -الباحث في التاريخ ومؤلف كتاب «أعلام الخطاطين» أحد الإصدارات الجديدة عن دار روزا للنشر- عن أن كتابه يتناول رحلة الخط العربي منذ بدايته حتى وصوله لما عليه الآن، وقال: كان من المفترض أن يكون الكتاب مشاركاً في معرض الدوحة الدولي للكتاب، ولكن نظراً لإلغاء المعرض بسبب الإجراءات الاحترازية لكبح فيروس كورونا جاءت فعالية شارع ابن الريب كبديل، مما سمح بحضور عدد من المؤلفين ووجودهم على الساحة الثقافية ثانية لإتاحة فرصة اللقاء بين القارئ والمؤلف.
ونوه الدكتور عفيفي بأهمية استمرار الشارع طوال العام بصفة دورية لأن وجود مكان يضم منافذ بيع مختلفة للكتب لا بد أن يكون شيئاً أساسياً ودائماً خاصة أن قطر عاصمة للثقافة الإسلامية عن العام الحالي، وسيكون هناك زوار من الخارج، ومن الضروري أن يشاهدوا الواقع الثقافي بالدولة الذي من المهم أن يمثله شارع ابن الريب، باعتباره منارة ثقافية جديدة اتخذت من المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» مقراً لها.

محمد الحمد:
فئة جديدة من محبي القراءة
أشاد محمد الحميد -أحد زوار فعالية شارع ابن الريب- بوجود منافذ لبيع الكتب لعدد كبير من دور النشر، معتبراً أن الفكرة سوف تساهم بشكل كبير في خلق فئة جديدة من محبي القراءة، نظراً لوجود الفعالية بالقرب من المطاعم والمقاهي، وبالتالي فهي فرصة لكل الزوار بالفئات المختلفة للتفاعل مع ما يحويه الشارع من إصدارات أدبية وثقافية. 
وقال الحميد: «أنا من محبي القراءة، وأقتني الكثير من الكتب خاصة في مقارنة الأديان، ووجدت تنوعاً كبيراً في المعروضات من الكتب، وهذه زيارتي الثانية خاصة بعد العثور على كتب كنت أبحث عنها».
ووصف فكرة فعالية ابن الريب الثقافي بأنها ذكية جداً على حد تعبيره، لأن هدف زوار «كتارا» هو الترفيه، ولكن وجود أجنحة لدور النشر يعد عنصراً جديداً مشجعاً لهم للاقتراب من الكتب وخلق رغبة لمن لا رغبة له باقتناء الكتب بعد قراءة عنوان ربما يتماشى مع ميوله على سبيل المثال. 
 
وليد الأنصاري: 
فكرة جيدة.. والاستمرارية مطلب ضروري 
أعرب وليد الأنصاري -أحد زوار شارع ابن الريب الثقافي- عن إعجابه بالفكرة وأهميتها خاصة في ظل أزمة «كورونا»، لافتاً إلى أنه يهتم كثيراً وعائلته بالقراءة وشراء الكتب بشكل دائم. وقال الأنصاري: «إن توافر منافذ بيع لدور نشر متعددة يختصرعلى الزائر الوقت والمجهود في حال تردد على أكثر من مكتبة لبيع الكتب في مناطق مختلفة».
وأشار إلى أنه يحرص على زيارة «كتارا» بشكل مستمر، وبالتالي سيكون شارع ابن الريب ضمن جدوله الدائم عند الزيارة، داعياً إلى استمرار فعاليات الشارع طول العام، لأنه يشجع أولياء الأمور ويحفز أبناءهم على القراءة واقتناء الكتب إضافة إلى الشباب من مختلف الفئات العمرية الذين يترددون على المطاعم والمقاهي حتى لو كان الأمر صدفة، ولكن ربما تكون انطلاقة الشارع فرصة لتحويل مسار عدد كبير من الشباب نحو القراءة.