في ندوة نظمها بنك الدوحة

د. ر. سيتارامان: 2.8% نموا متوقعا في الاقتصاد القطري خلال 2019

لوسيل

أحمد فضلي

توقع الدكتور ر. سيتارامان الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة تحقيق مستويات نمو عالية للاقتصاد القطري خلال العام الجاري، بنسبة 2.8%، فيما توقع أن يشهد الاقتصاد نموًا بنسبة 2.7% في عام 2018.
واشار الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة الى ما تتميز به دولة قطر من احتياطيات نقدية والتي اعلنها محافظ مصرف قطر المركزي سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني والتي تقدر بنحو 144.7 مليار ريال في نهاية شهر ابريل من العام الماضي، وتابع الرئيس التنفيذي في كلمته خلال ندوة نظمها بنك الدوحة ومجلس الأعمال الكندي في قطر حول افاق الاقتصاد القطري والعالمي في الفترة المقبلة قائلا وكانت قطر قد أعلنت في فبراير 2018 عن خطط لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال. وفي شهر سبتمبر 2018 أعلنت قطر عن زيادة السعة الإنتاجية إلى 43% من 77 إلى 110 ملايين طن سنويًا .
واشار الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة الى الاشادة الدولية والعالمية التي يحظى بها الاقتصاد القطري، حيث اشار الى ما اعلنته وكالة ستاندرد آند بورز عن تعديل نظرتها المستقبلية لقطر من سلبية إلى مستقرة نهاية العام الماضي، بعد التأكد من متانة الاقتصاد الوطني في مواجهة اية تحديات قد يتم تحقيقها بشكل مباشر او غير مباشر، الى جانب الوفرات المالية والفوائض المتوقع تحقيقها في نهاية العام الماضي، وخلال العام الجاري، في ظل التوقعات المتفائلة للاقتصاد الوطني على المدى المتوسط والبعيد.
واكد الدكتور ر. سيتارامان الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة ان دولة قطر تواصل نهجها في اطار تطوير الاسس التي انبنى عليها الاقتصاد الوطني مع استمرار العمل على تطوير المشروعات والقطاعات الرئيسية ومنها تطوير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية وهي قطاعات حظيت بالنصيب الأكبر في موازنة الدولة التقديرية لعام 2019.
وقال الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة ان دولة قطر احتلت مراتب متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية لعام 2018 مما ادى الى صعودها مركزين لتصبح في المركز 30 من بين 135 دولة، كما انها تحتل المركز 83 بين 190 دولة من حيث سهولة إجراء الأعمال وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن البنك الدولي. وتحدث الدكتور ر. سيتارامان عن بدء اكتمال مشروع مترو الدوحة ليكون جاهزًا بحلول العام 2020، والذي يتميز بقطاراته الفائقة السرعة، كما ستصبح منطقة أم الحول الحرة، أول منطقة حرة في قطر، جاهزة لاستقبال المستثمرين المحليين والأجانب خلال الربع الأول من عام 2019، حيث تهدف مثل هذه المناطق الاقتصادية إلى توفير مستوى من الأمن الاقتصادي من حيث حرية حركة البضائع إلى الدولة والسوق المحلي، بالإضافة إلى دعم عملية التنوع الاقتصادي من خلال تقوية الناتج المحلي الإجمالي وجذب المستثمرين من حول العالم لتعزيز عملية التنوع الاقتصادي، وتابع قائلا ومنطقة الخليج هي في الأساس منطقة مستوردة وتعتمد بشكل أساسي على إنتاج النفط. لذلك لا توجد أسباب لقيام دول أخرى بفرض تعريفات جمركية على صادراتها للمنطقة، وبالتأكيد ليس للمنطقة أي مصلحة في فرض التعريفات على وارداتها. ولكن سيكون هناك بعض التأثيرات غير المباشرة على المنطقة من خلال قنوات أخرى إذا استمرت التوترات التجارية العالمية. وقد تم إنشاء الهيئة العامة للضرائب ككيان مستقل تحت إشراف وزارة المالية في شهر يناير 2019.
اما عن الاقتصاد العالمي، فقد قال الدكتور ر. سيتارامان الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة انه من المنتظر ان تسجّل الاقتصاديات المتقدمة نموًا بنسبة تزيد عن 2.4% في 2018 قبل أن تتقلص هذه النسبة إلى 2.1% في عام 2019، في حين يُتوقع أن تسجّل الاقتصاديات الناشئة والنامية نموًا بنسبة 4.7% في 2018-2019. ومن المتوقع أن تستمر المخاوف المتعلقة بالتجارة العالمية، ومستجدات البريكست، وارتفاع الديون المؤسسية والسيادية، وتذبذب الأسواق المالية في عام 2019.

500 مليون دولار استثمارات قطرية في كندا..د.ر سيتارامان: فرص استثمارية في قطاعات واعدة في الاقتصادين القطري والكندي

قال الدكتور ر. سيتارامان الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة ان دولة قطر وكندا تجمعهما علاقات ثنائية تمتد الى سنوات، وتشهد من يوم الى اخر تطورا الامر الذي عكسته الارقام ومؤشرات التبادل التجاري بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وكندا 134 مليون دولار أمريكي في العام 2017. وتتضمن أهم واردات كندا من قطر المنتجات المعدنية والكيماويات، بينما تتضمن أهم واردات قطر من كندا المنتجات البلاستيكية والمركبات والأجهزة.
كما قال الدكتور ر. سيتارامان ان الاستثمارات القطرية في كندا تبلغ نحو 500 مليون دولار وبالمقابل تعمل العديد من الشركات الكندية في قطر ومن بينها شركة إليسدون التي وقعت عقدًا قيمته 200 مليون دولار في مدينة لوسيل للإشراف على مشروع تطوير عقاري بقيمة 3 مليارات دولار، ومن شأن هذا العقد تعزيز مكانة العلامة التجارية الكندية في قطر. واضاف الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة قائلا: توجد العديد من المؤسسات الكندية الأخرى التي تعمل في قطر على غرار بومباردييه، وإس إن سي لافالين، وستانتيك، وكلية شمال الأطلنطي، وجامعة كالجاري، وتيم هورتنز. وتتمثل الصادرات الكندية إلى قطر في تقديم الشركات الكندية للخدمات في مجالات مثل الهندسة المعمارية والإنشاء والتعليم والهندسة والصحة والخدمات القانونية وخدمات إدارة المشاريع. وبإمكان كندا المشاركة بفاعلية في مشاريع البنية التحتية في قطر. كما بإمكانها المشاركة في مجال الأمن الغذائي في قطر.
وقال الدكتور ر. سيتارامان الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة ان الفترة المقبلة ستشهد استقطاب العديد من الشركات الكندية مشيرا في ذات الاطار الى افتتاح البنك فرع في كندا من اجل تسهيل عمليات التعاون والتبادل بين الجانبين وتقريب الخدمات البنكية قدر الامكان. كما شدد على ان العديد من القطاعات الاستراتيجية ذات العائد العالي التي يمكن الاستثمار فيها، ومنها قطاع الطاقة والمناطق الحرة.
من جهته، قال جيفري أسيلستين، العضو المنتدب بشركة عقارات نيلسون بارك في كلمته الافتتاحية نيابة عن مجلس الأعمال الكندي ، حيث نوه الى عمق العلاقات الاستراتيجية بين كندا ودولة قطر وهو ما يعكسه التواصل بين رجال الاعمال في البلدين، في ظل الفرص المتميزة التي تتمتع بها كل من دولة قطر وكندا، وتابع قائلا: تشهد دولة قطر اليوم نهضة عمرانية واقتصادية كبيرة جعلتها تستقطب الاستثمارات الاجنبية من مختلف الدول بما فيها كندا التي بدورها تشهد اقبالا من رجال الاعمال القطريين للاستثمار في العديد من القطاعات الرئيسية في كندا. اما ديفيد هيميلمان، عميد كلية دراسات الأعمال بالجامعة، فقد قام بتقديم عرض مفصل عن جامعة شمال الاطلنطي والنجاحات التي قامت بها خلال الفترة الماضية وتخريجها لعديد الطلاب مشددا على انها مجال من مجالات التعاون الثاني الذي يمكن ان يعزز فرص التقارب بين البلدين.
وفي اعقاب الجلسة تم فتح المجال امام عدد من الحاضرين لتقديم استفساراتهم عن افاق الاقتصاد القطري للعام الجاري الى جانب الفرص الاستثمارية التي يمكن الاستفادة منها خلال الفترة المقبلة وخاصة القطاعات الاساسية وفي مقدمتها الفرص الاستثمارية التي يمكن الاستفادة منها نتيجة لاستضافة دولة قطر لمونديال كرة القدم 2022، وقد قام بادارة الجلسة أحمد حافظ مدير وكالة تومسون رويترز في قطر.

لا سندات حاليا

نفى الدكتور ر. سيتارامان الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة ان يكون البنك يخطط لاصدار سندات في الفترة الحالية، مشددا على ان اي اصدارات لادوات دين تخضع الى دراسات مستفيضة على مستوى ادارة البنك من جهة والجهات التنظيمية والرقابية من جهة ثانية، مفيدا في ذات الاطار ان البرنامج في حال اعتماده سيكون بعد الحصول على الموافقات وسيكون على المدى البعيد.
واشار الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة الى الفرص التي يتحوز عليها السوق المحلي، وهو ما يجعل بنك الدوحة يركز اهتماماته خلال الفترة الحالية على توسيع اعماله في السوق المحلية من خلال الانتشار قدر الامكان وتقريب الخدمات من العملاء واطلاق منتجات جديدة من شأنها ان تساهم في استقطاب قاعدة اعرض من العملاء بما يدعم ايرادات المستقبلة للبنك، مشيرا الى انه لا يمكن نسيان الاسواق الخارجية في ذات الاطار.
وفي اجابته على اسئلة الصحفيين على هامش الندوة عن ربط الريال القطري بالدولار الامريكي وامكانية فك الربط وتوسيعه الى ربط بسلة من العملات الاساسية، قال الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة ان الدولار يعتبر عملة مستقرة، خاصة انه العملة الرئيسية في تسعير الطاقة بمختلف مكوناتها، كما ان ارتباط الريال القطري بالدولار الامريكي اثبت العديد من الايجابيات ومنها ضمان استقرار الريال، مضيفا ان العديد من الدول قامت بربط عملتها بسلة من العملات غير ان تلك العملات شهدت العديد من الهزات التي اثرت بشكل او اخر على استقرار العملة الرئيسية المرتبطة بها تلك السلة.