متاحف قطر تدعم مهرجانا تراثيا في السودان
محليات
20 يناير 2018 , 06:40م
الدوحة - قنا
دعمت متاحف قطر، ممثلة في المشروع القطري السوداني للآثار، مؤخرًا مهرجانًا تراثيًا مبتكرًا في جمهورية السودان.
وشارك في المهرجان، الذي يحمل اسم "كرمكول"، فنانون من السودان وسويسرا وغيرهما من دول العالم لدعم الثقافة السودانية من خلال بناء القدرات المحلية وتبادل المعرفة وإطلاق سلسلة من المشروعات الثقافية.
تأسس مهرجان "كرمكول" قبل عامين بدعم من البعثات السودانية والسويسرية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" و "المبادرة السويسرية لدعم الثقافة السودانية"، وهي إحدى المنظمات غير الحكومية.
ويهدف المهرجان إلى المساهمة في فهم الثقافات المتعددة وتعزيز التعاون الثقافي على المستوى الدولي.
وشهد مهرجان هذا العام، الذي تواصلت فعالياته على مدار ثلاثة أيام، أنشطة فنية وورش عمل ركزت على نشر الوعي بالفنون والثقافة في السودان.
وقال البروفيسور توماس ليستن، مدير إدارة حماية المواقع التراثية الخارجية في قطاع الآثار بمتاحف قطر، إن المهرجان تنسجم أهدافه انسجامًا تامًا مع أهداف المشروع القطري السوداني للآثار التابع لمتاحف قطر، وهو مشروع يسعى لتزويد الشعب السوداني بالمهارات والأدوات التي تمكنه من حماية آثاره والحفاظ عليها، وذلك من خلال التوعية والدعم المالي والفني، مشيرا إلى أنه مرت خمسة أعوام على انطلاق المشروع القطري السوداني للآثار، إذ ساهمت متاحف قطر في بناء المهارات والقدرات المحلية حيث تم تأسيس بنية تحتية تخدم تراث الدولة، منوها في الآن ذاته، أن هناك تطلعا لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام المتبقية من هذا المشروع.
وأسهمت متاحف قطر، من خلال المشروع القطري السوداني للآثار، في إنشاء بنية تحتية كان لها الفضل في إقامة مهرجان "كرمكول"، حيث أسست مرافق عدة للزوار وأنشأت خزانات للمياه.
وتجاوز الدعم المالي الذي قدمته متاحف قطر لبعثات الآثار العاملة في السودان منذ عام 2012 تحت مظلة هذا المشروع 50 مليون دولار.
وأدى هذا الدعم غير المسبوق إلى إحداث طفرة في مجال البحوث والحفظ والتوعية بالمعالم التاريخية السودانية.
ويصل عدد البعثات التي تمولها متاحف قطر حاليًّا في إطار المشروع إلى 42 بعثة تابعة لـ 25 مؤسسة من 12 دولة، وجميعها تعمل في تنقيب وحفظ المواقع الأثرية التي ترجع إلى حقبة ما قبل التاريخ وتستمر حتى فترة ما قبل العصر الحديث .
إلى ذلك، حقق المشروع القطري السوداني للآثار نتائج مثمرة سيستمر نفعها على المدى الطويل، حيث سهّل إجراء البحوث وعمليات التنقيب على المدى الطويل ووفر أحدث التقنيات اللازمة لعمل البعثات، وزاد من تدفق السودانيين إلى تلك المواقع التراثية، كما دعم تنمية المهارات والخبرات للمؤسسات الأكاديمية.
وبفضل التمويل المقدم لهذا المشروع، تستطيع البعثات المحلية والدولية العمل لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر متصلة، واستقطاب مزيد من الخبراء، واعتماد تقنيات حديثة مثل النمذجة ثلاثية الأبعاد والمسوحات الأنثروبولوجية المعقدة.
كما يحرص القائمون على المشروع أيضًا على نشر نتائج البحوث المتعلقة بعملهم، إلى جانب رقمنة وفهرسة الوثائق الأرشيفية التي لم تكن متاحة من قبل للباحثين في السودان والجامعات في الخارج، وتوفير المعلومات للعامة ويشمل ذلك طلاب الجامعات بهدف بناء القدرات المحلية في السودان.
إلى جانب ذلك، أسهم المشروع القطري السوداني للآثار في زيادة وعي المجتمع السوداني بتراثه الثقافي من خلال حملات التوعية العامة وإنشاء مراكز لخدمة الزوار، فضلًا عن تعزيز المشروع لفرص العمل في مجال التراث الثقافي أمام الشباب السوداني، وتحسين السياحة الثقافية.
ومن المقرر في المرحلة المقبلة وضع خارطة طريق لإحداث قفزة في مجال السياحة الثقافية في السودان، ولا سيّما موقعي التراث العالميين "مروي" و"جبل البركل" بما يتماشى مع معايير "اليونسكو"، إذ تم بالفعل إنشاء بنية تحتية في محيطهما لتشجيع السياحة، وتشمل قريتين سياحيتين ستسهمان في جذب السياح خلال زيارتهم للمنطقة.