قطر وكوستاريكا.. احترام متبادل ومصالح مشتركة

alarab
محليات 19 نوفمبر 2024 , 01:21ص
الدوحة- قنا

تسعى دولة قطر إلى تعزيز علاقاتها وتوسيع شراكاتها الإستراتيجية مع دول أمريكا اللاتينية في مختلف المجالات خدمة للمصالح والأهداف والطموحات المشتركة وفتح أسواق وآفاق جديدة أمام الاقتصاد والاستثمارات القطرية. وتمثل دول قارة أمريكا اللاتينية سوقا استهلاكية مهمة، حيث تتجاوز طاقتها البشرية 650 مليون نسمة، وتعتبر رابع أكبر اقتصاد عالمي، وتضم مجموعة من أبرز القوى الصاعدة عالميا. وقد بلغ حجم التجارة بين دولة قطر ودول أمريكا اللاتينية العام الماضي حوالي 3.6 مليار ريال قطري. وفي ظل السياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى واهتمام سموه بتوسيع علاقات دولة قطر الاقتصادية والسياسية وشراكاتها الإستراتيجية مع مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة، تندرج الزيارة الرسمية التي سيقوم بها سموه لجمهورية كوستاريكا الصديقة. وسوف يجتمع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع فخامة الرئيس رودريغو تشافيز روبلز رئيس جمهورية كوستاريكا، وكبار المسؤولين في الحكومة الكوستاريكية لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن المؤكد أن زيارة سمو الأمير المفدى لكوستاريكا تدشن مرحلة جديدة وهامة في مسيرة العلاقات بين الدولتين، وتفتح آفاقا جديدة للشراكة والتعاون في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية وغيرها من المجالات التي تخدم مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين.
كما سيشهد سمو الأمير المفدى حفل جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، والتي تقام نسختها الثامنة هذا العام في سان خوسيه عاصمة جمهورية كوستاريكا.
وترتبط دولة قطر وجمهورية كوستاريكا بعلاقات طيبة تستند على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويعمل الطرفان من أجل استكشاف مجالات تنميتها وتطويرها نحو آفاق جديدة في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها.
وتتميز علاقات البلدين بالاهتمام بتطوير المشاريع الإنتاجية والمساهمة في عملية الحد من الانبعاثات الكربونية ومكافحة تغير المناخ باعتبارها ركائز أساسية لتعزيز التعاون الوثيق بين حكومتي البلدين وإتاحة الفرصة لتطوير الشراكات على مستوى القطاع الخاص بما يعزز النمو الاقتصادي في قطر وكوستاريكا.
وكانت بداية مسيرة العلاقات بين الدولتين قد انطلقت رسميا عام 2010، عندما قام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «حفظه الله» بزيارة لجمهورية كوستاريكا، التقى خلالها بالرئيس الكوستاريكي آنذاك فخامة الرئيس أوسكار أرياس، وكبار المسؤولين، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب التوقيع على عدد من الاتفاقيات.
عقب ذلك، قامت كوستاريكا بفتح سفارة لها في الدوحة، ثم تبعتها دولة قطر وفتحت سفارة لها في سان خوسيه عام 2011، لتصبح بذلك أول دولة عربية وخليجية وإسلامية تقيم علاقات مع كوستاريكا، ومنذ بداية العلاقات بين البلدين تم توقيع عدة اتفاقيات في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، كتسهيل الاستثمارات والتعاون في المجال السياسي والاقتصادي والفني والعلمي والسياحي والثقافي والأكاديمي، والطيران المدني والنقل الجوي، بالإضافة إلى إلغاء التأشيرات بين البلدين، والذي يسمح لمواطني البلدين بالسفر بمنتهى السهولة دون الحاجة لاستصدار تأشيرة سفر.
ونظرا للأهمية التي توليها دولة قطر لجمهورية كوستاريكا، ولرغبتها في زيادة توثيق العلاقات معها دأبت دولة قطر دائما على دعوة المسؤولين في كوستاريكا للدوحة للمشاركة في المؤتمرات والندوات والمنتديات الدولية المهمة، التي تعقد بالدوحة للبقاء على تواصل دائم وتعزيز العلاقات الثنائية بطريقة فعالة.
ولتعزيز العلاقات بين البلدين، قام سعادة السيد مارفين رودريغيز كورديرو نائب رئيس جمهورية كوستاريكا بزيارة للبلاد في أكتوبر عام 2021، وقد استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بمكتبه بالديوان الأميري، نائب رئيس جمهورية كوستاريكا والوفد المرافق.. وجرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وفي نوفمبر عام 2020، قامت سعادة السيدة ماري مونييفي انهيرمويير النائبة الثانية لرئيس جمهورية كوستاريكا ووزيرة الرياضة، بزيارة للدوحة، حيث أشادت بالترتيبات والتجهيزات الاستثنائية التي وفرتها دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
ونوهت سعادتها، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ آنذاك، بأن مونديال قطر 2022 أتاح إلى أبعد الحدود، التقاء جنسيات وثقافات شتى ومختلفة على أرض قطر والتعرف في نفس الوقت على ثقافة وحضارة قطر وفنها المعماري ومتاحفها وتقاليد شعبها، والاطلاع عن كثب على نهضة البلاد وبنيتها التحتية المتطورة وحفاوة وكرم شعبها واحترامه للغير.
وأشادت سعادتها بالعلاقات التي تربط دولة قطر مع جمهورية كوستاريكا والتي قالت إنها بدأت بقوة بعد عام 2010، مشيرة إلى أن السفارة القطرية في العاصمة سان خوسيه كانت أول سفارة لبلد شرق أوسطي هناك.