الأمين العام للأمم المتحدة: حوكمة الذكاء الاصطناعي تتطلب توجها عالميا

لوسيل

نيويورك - قنا

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن حوكمة الذكاء الاصطناعي تتطلب توجها عالميا، وتظل معقدة؛ لعدة أسباب بما فيها توافر نماذج الذكاء الاصطناعي القوية بالفعل للعامة، وإمكانية نقل أدوات الذكاء الاصطناعي حول العالم دون ترك أثر يذكر.

وأوضح غوتيريش، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث مسألة الذكاء الاصطناعي، أن هناك قواعد يمكن الانطلاق منها للحوكمة، بما فيها المبادئ الإرشادية لعامي 2018 - 2019 بشأن أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل المميتة، والتي تم تبنيها عبر اتفاقية حظر أو تقييد استخدام أسلحة تقليدية معينة، فضلا عن التوصيات بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي تم تبنيها في 2021 عبر منظمة اليونسكو.

وقال: إن الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار، وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور .

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن الهجمات الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تستهدف البنى التحتية الحيوية والعمليات الإنسانية، وعمليات حفظ السلام، مسببة معاناة إنسانية كبرى ، مضيفا أن التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة النووية والتكنولوجيا البيولوجية والتكنولوجيا العصبية وتكنولوجيا الروبوتات، هو أمر مقلق للغاية .

وحذر غوتيريش من أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها من قبل أصحاب النوايا الخبيثة ، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذه التقنية قادرة على تسريع التنمية العالمية، بما في ذلك مراقبة أزمة المناخ، وتحقيق طفرات في مجال الأبحاث الطبية.

وأشار إلى الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في التعرف على أنماط العنف ومراقبة وقف إطلاق النار، وتعزيز جهود حفظ السلام والوساطة والجهود الإنسانية.

ونبه أيضا إلى أن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي يعد لحظة فارقة على صعيد المعلومات المضللة وخطاب الكراهية اللذين يقوضان الحقائق والأمان، ويضيف بعدا جديدا للتلاعب بالسلوك البشري، ويساهم في الاستقطاب وعدم الاستقرار على نطاق هائل.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة التعاون؛ كي يصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة لجسر الانقسامات الاجتماعية والرقمية والاقتصادية، لا أن يكون أداة لدفعنا نحو مزيد من التباعد . وقال: نحن بحاجة إلى سباق لتطوير ذكاء اصطناعي من أجل المنفعة العامة.. من أجل تطوير ذكاء اصطناعي موثوق وآمن .

وتعد جلسة مجلس الأمن الدولي أول اجتماع رسمي بشأن الذكاء الاصطناعي، في وقت تدرس فيه الحكومات في جميع أنحاء العالم كيفية التخفيف من مخاطر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة، والتي يمكن أن تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وتغير مشهد الأمن الدولي.

وفي يونيو الماضي، أيد غوتيريش اقتراحا قدمه بعض المديرين التنفيذيين في مجال الذكاء الاصطناعي بإنشاء هيئة رقابة دولية للذكاء الاصطناعي على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.