أكد البيان الختامي للقمة الإسلامية التي انعقدت أمس بمدينة إسطنبول التركية، على القدس كعاصمة أبدية لفلسطين، واعتبر نقل السفارة الأمريكية إليها لا يغير هذا الوضع. ودعا البيان إلى إرسال قوة حماية دولية إلى الأراضي الفلسطينية و يدين الأعمال الإجرامية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، على ما علمت فرانس برس من مشاركين. واتهم النص الإدارة الأمريكية بـ تشجيع جرائم إسرائيل، بما في ذلك بحمايتها في مجلس الأمن الدولي . كما دعا الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لإلقاء الضوء على الأحداث الأخيرة.
ويصف النص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بأنه عمل استفزازي وعدائي ضد الأمة الإسلامية من جانبه شبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معاناة الفلسطينيين حاليا بما عاناه اليهود إبان النازية، وافتتح القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في أنقرة لإدانة إسرائيل إثر مقتل عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة الاثنين الماضي.
وقال أردوغان الذي وجه انتقادات لاذعة لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو منذ مقتل أكثر من 60 فلسطينيا الإثنين خلال احتجاجات على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لا فرق بين الفظاعات التي عانى منها اليهود في أوروبا قبل 75 عاما والوحشية التي يعاني منها أشقاؤنا في غزة .
واتهم قادة شعب تعرض لكافة أساليب التعذيب في معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية بـ مهاجمة الفلسطينيين باستخدام أساليب مماثلة لتلك التي استخدمها النازيون .
وأضاف أردوغان: ما تفعله إسرائيل إجرام ووحشية وإرهاب دولة بعد أن وصف سقوط القتلى في غزة بأنه مجزرة .
قبل القمة
وقبل افتتاح القمة، أعلن أردوغان في كلمة أمام آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط إسطنبول بدعوة منه لإبداء دعمهم للفلسطينيين، أن العالم الإسلامي فشل في امتحان القدس ولم ينجح في منع انتقال السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة.
ورأى أن الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في القدس وفي فلسطين مردها الانقسامات والخلافات بين المسلمين أنفسهم .
وأضاف علينا أن نضحي بأنفسنا دفاعا عن مواقعها المقدسة. وإذا ما اتحدنا، لن تتمكن إسرائيل من الاستمرار في انتهاكاتها .
وبعد التظاهرة، ترأس أردوغان قمة قادة الدول الإسلامية الذين دعاهم إلى إسطنبول لإدانة إسرائيل.
من جهته، اتهم رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم خلال التظاهرة إسرائيل بالتصرف مثل هتلر وموسوليني .
كذلك خطب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في الحشود متهما الإدارة الأمريكية بالسعي لـ إثارة نزاع ديني في المنطقة بنقلها سفارتها إلى القدس.
تحقيق أممي
وتبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، قراراً بشأن إرسال فريق دولي متخصص في جرائم الحرب إلى غزة ، وفق إعلام دولي.
وذكرت صحيفة اندبندنت البريطانية، أنّ 29 دولة في مجلس حقوق الإنسان صوّتوا لصالح القرار، فيما امتنعت 14 عن التصويت، وعارضته كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.
وأضافت أن القرار يدين الاستخدام غير المتكافئ والعشوائي للقوة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين .
من جانبه، قال كينيث روس، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، في تغريدة عبر تويتر ، إنّ حكومة ترامب، وأستراليا وقفا وحيدين ضد قرار مجلس حقوق الإنسان الرامي إلى تدشين لجنة للتحقيق في قتل القناصة الإسرائيليين المتظاهرين في غزة عند السياج الحدودي .
ورفضت الولايات المتحدة وأستراليا قرار إرسال لجنة للتحقيق بينما أيدته 29 دولة من أعضاء المجلس السبعة والأربعين في حين امتنعت عن التصويت 14 دولة أخرى بينها بريطانيا وألمانيا واليابان.
ورحب رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني بقرار الأمم المتحدة.
وقال المالكي في بيان تشكيل مجلس حقوق الإنسان لجنة التحقيق الدولية خطوة نحو إنصاف الشعب الفلسطيني .
ودعا إلى الإسراع بتنفيذ هذا القرار من أجل وقف جرائم الحرب الإسرائيلية .
وجرت الدعوة إلى عقد الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان بعد أعنف يوم يشهده الفلسطينيون في سنوات عندما قتل 60 شخصا برصاص القوات الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي خلال احتجاجات قالت إسرائيل إنها تضمنت محاولات لاختراق سياجها الحدودي.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين للمجلس لم يصبح أي شخص أكثر أمانا بسبب الأحداث المروعة في الأسبوع الماضي .
وذكر أن القوات الإسرائيلية قتلت 106 فلسطينيين بينهم 15 طفلا منذ 30 مارس. وأصيب أكثر من 12 ألف شخص بينهم 3500 على الأقل بالذخيرة الحية. وأضاف أن إسرائيل قوة احتلال بموجب القانون الدولي وملزمة بحماية سكان غزة ورعايتهم.
وأضاف لكنهم في حقيقة الأمر محبوسون في عشوائيات سامة من المولد وحتى الموت، محرومون من الكرامة، تجردهم السلطات الإسرائيلية من الإنسانية إلى الحد الذي يبدو فيه أن المسؤولين لا يعتبرون أن لهؤلاء الرجال والنساء الحق بل وكل الأسباب للاحتجاج .
مجلس الأمن
ويبدأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الإثنين مناقشات بشأن مشروع قرار صاغته الكويت يدين استخدام إسرائيل للقوة ضد المدنيين الفلسطينيين ويدعو لنشر بعثة حماية دولية في الأراضي المحتلة.
ويطلب مشروع القرار الكويتي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رفع تقرير خلال 30 يوما بشأن تبني سبل وأساليب لضمان أمن وحماية وسلامة المدنيين الفلسطينيين .
وقال دبلوماسيون إن من المرجح أن تستخدم الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، حق النقض (الفيتو) لمنع صدور مشروع القرار إذا طرحته الكويت للتصويت. ويحتاج صدور أي قرار إلى تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي دولة من الدول الخمس دائمة العضوية للفيتو ضده. وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.
ولم ترد البعثة الأمريكية بالأمم المتحدة حتى الآن على طلب للتعليق. ولم يتضح بعد متى يمكن طرح مشروع القرار للتصويت.
ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة منعت يوم الاثنين مجلس الأمن من إصدار بيان صاغته الكويت كان يعبر عن الغضب العارم والأسف لقتل مدنيين فلسطينيين ويدعو لإجراء تحقيق شفاف ومستقل في الأمر.