جثث طافية بنهر دجلة تمثل لغزا يصعب تفسيره

alarab
حول العالم 19 أبريل 2017 , 11:11م
القيارة (العراق) – رويترز
معظم الجثث التي تجرفها المياه إلى الجسر في شمال العراق مكبلة الأيدي ومعصوبة الأعين وتحمل رصاصة في الرأس من الخلف.
من ماتوا منذ فترة أطول تطفو جثثهم على سطح الماء بفعل الغازات الناجمة عن تحلل الجثث. أما من قتلوا حديثا فيجرفهم التيار في اتجاه مجرى نهر دجلة. 
وتبقى هوياتهم وهويات من قتلوهم لغزا.
تقول أم رأت أكثر من ست جثث تمر طافية من أمام منزلها المطل على النهر قرب بلدة القيارة في الأشهر الأخيرة "لا أحد يعرف... ربما يكون مر أكثر منها (الجثث) أثناء الليل." واضطر تنظيم الدولة للانسحاب من مدينة القيارة في أغسطس آب العام الماضي. تقع المدينة على مسافة 60 كيلومترا من الموصل آخر معقل كبير للتنظيم حيث لا يزال مقاتلوه يحاربون القوات الحكومية.
يقول بعض المسؤولين إن الجثث الطافية لضحايا التنظيم الذي قتلوا مئات إن لم يكن الآلاف من معارضيهم حين حكموا المنطقة.
لكن آخرين يقولون إن الأدلة تشير إلى اتجاه آخر، تشير إلى إعدامات بلا محاكمة لمن اتهموا بالانضمام لتنظيم الدولة بعد أن عادت الأراضي إلى سيطرة الحكومة.
وقال ضابط بالمخابرات في القيارة "معظمها تصفية حسابات". ويشمل ذلك قيام أفراد من قوات الأمن بقتل من يشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة وأضاف "هناك أجهزة أمنية تقول ‘لن أرهق نفسي بإجراء تحقيق‘."
وقال العقيد فوزي جميل سلطان قائد شرطة القيارة إن معظمها جثث ضحايا قتلهم المتشددون. وجاءت معظم الجثث إما من أجزاء من الموصل سيطر عليها مسلحو التنظيم أو جرفتها أمطار الربيع وهي لأشخاص قتلوا العام الماضي حين كان المتشددون يسيطرون على المنطقة.
لكن ضابطا كبيرا في جهاز الأمن ناقض هذه الرواية وقال "ليس كلهم قتلوا على أيدي تنظيم الدولة "
وأضاف الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه أنه لا يمكن أن تكون الجثث طفت من الموصل لأن هناك حواجز على مسافة نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من المدينة لحجز الركام. أما بعض الجثث فهي لأشخاص قتلوا قبل شهر أو اثنين فقط أي بعد رحيل مقاتلي الدولة بفترة طويلة.
وأضاف أنه عند الانتهاء من التعرف على هويات الجثث سيكون من الأسهل تحديد دافع. ومضى قائلا "إذا كان (الضحية) عمل لحساب تنظيم الدولة فهذا يعني أن الجناة على الأرجح ممن أذاهم تنظيم الدولة." 
وقالت الباحثة المتخصصة في شؤون العراق بمنظمة هيومن رايتس ووتش بلقيس ويلي إن الضحايا لم يقتلهم تنظيم الدولة وإن الوصف لجثث مكبلة الأيدي ومعصوبة الأعين "يشير بقوة" إلى أنها أمثلة على إعدامات خارج نطاق القانون ارتكبتها "قوات مرتبطة بالحكومة" وليس مجرد تصفية حسابات. 
وتبحث والدة قيس يونس إلياس عن ابنها منذ اعتقلته قوات الأمن العراقية قبل عدة شهور.
تجلس قرب النهر حاملة صورة التقطت في زفاف الشاب البالغ من العمر 22 عاما ووثيقة تبرئه وقعها مسؤولون محليون وأعضاء بجهاز الأمن.
تقول الأم "لا يعطينا أحد أي معلومات؟ هل هو ميت؟ هل هو حي؟"

ك.ف