

شهد سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني، وزير الداخلية، قائد قوة الأمن الداخلي «لخويا»، ورئيس المجلس الأعلى لأكاديمية الشرطة، أمس حفل تخريج الدفعة الأولى من منتسبي برنامج ماجستير القيادة والأركان الأمنية بكلية الدراسات العليا في أكاديمية الشرطة، حضر الحفل عدد من رؤساء وقادة الجهات العسكرية والأمنية بالدولة.

وقام سعادة وزير الداخلية، قائد قوة الأمن الداخلي «لخويا»، ورئيس المجلس الأعلى لأكاديمية الشرطة، بتسليم الشهادات للخريجين.
وقد حصل على المركز الأول في المجموع العام والأول في التخطيط للعمليات الأمنية المشتركة، المقدم ركن بحري حسن أحمد السليطي مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة لأمن السواحل والحدود.
وقد شهد حفل التخريج عرضا مرئيا يوضح أهداف البرنامج والمراحل الدراسية والتدريبية التي خاضها منتسبو الدفعة الأولى.
وألقى العقيد الدكتور عبد الله ثامر العنزي، مدير كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة، كلمة أكد فيها أن البرنامج مثَّل خطوة محورية في بناء وتأهيل القيادات الأمنية العليا، حيث صممت مناهجه بعناية لتعزيز قدرة الضباط على تحليل المواقف المعقدة، وممارسة القيادة والسيطرة في الأزمات، وإدارة العمليات الأمنية المشتركة وأوضح أن البرنامج تضمن مقررات علمية متخصصة، إلى جانب تجارب ميدانية وزيارات داخلية وخارجية للوقوف على أفضل الممارسات العالمية في صناعة القرار العملياتي. كما أن المشاريع البحثية التي قدمها منتسبو البرنامج تجسد نضجا علميا واستيعابا عميقا لمتطلبات القيادة.
وأكد أن كلية الدراسات العليا ستعمل على التطوير المستمر لهذا البرنامج من خلال تحديث مناهجه وتوسيع شراكاته ومواكبة ما يطرأ من معارف وتقنيات.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن الخريجين، أكد العقيد نواف محمد العتيبي، مدير إدارة البحث الجنائي أن البرنامج بمثابة محطة محورية في المسيرة المهنية للمشاركين.
وأضاف أن البرنامج شكل فرصة حقيقية لتطوير القدرات في القيادة والتخطيط الاستراتيجي وصناعة القرار من خلال محتوى علمي متقدم وزيارات ميدانية مختارة وتجارب تطبيقية تحاكي الواقع العملي، مؤكدا أن التخرج يمثّل بداية مرحلة جديدة من العمل والعطاء وخدمة الوطن وتعزيز أمنه واستقراره.
ويعد برنامج ماجستير القيادة والأركان أحد البرامج الأكاديمية النوعية، ويهدف إلى إعداد قيادات أمنية وعسكرية تتمتع بالكفاءة الاستراتيجية والجاهزية العملياتية، وبما يتماشى مع متغيرات الأمن الشامل.
وقد التحق بالدفعة الأولى من البرنامج نخبة منتقاة من الكفاءات من الضباط من مختلف الجهات العسكرية والأمنية بالدولة، ليخوضوا تجربة نوعية تمزج بين المعرفة الاستراتيجية العميقة والخبرة العملية المتقدمة ضمن بيئة تعليمية تنفيذية.
وسيكون البرنامج ركيزة أساسية في التعليم الأمني وقيادة التغيير المؤسسي القائم على المعرفة العميقة والرؤية المستقبلية.
ويعد هذا البرنامج سابقة وطنية رائدة، حيث ساهم في إعداده وتنفيذه وزراء حاليون وسابقون وقادة أمنيون وعسكريون وخبراء أكاديميون محليون ودوليون.
كما يندرج البرنامج ضمن الإطار الاستراتيجي لوزارة الداخلية، ويخدم على نحو مباشر أهدافها في تطوير البنية القيادية.
كما يهدف البرنامج إلى تنمية قدرات الضباط في التعامل الفعال مع مختلف الأحداث والأزمات، من خلال تطوير المهارات والقدرات في مجالات تحليل وتقدير المواقف الأمنية بكفاءة ودقة، وتولى مهام القيادة والسيطرة بفعالية في مختلف الظروف، وكذلك تفعيل مفاهيم العمل الأمني المشترك وتطوير مهارات التعاون والتنسيق متعدد الجهات، وتعزيز القدرة على إدارة وتنفيذ العمليات الأمنية المشتركة بما يضمن تنسيق الجهود وتكامل الأدوار بين مختلف الجهات المعنية.
وقد اشتمل البرنامج على العديد من المقررات المتميزة منها الإدارة العامة، ومنهجية البحث العلمي، والقيادة الأمنية، الإطار القانوني للعمل الأمني، الأمن الوطني والدولي، ومقرر إدارة الأزمات الأمنية، والإدارة الأمنية للأحداث والفعاليات الكبرى، العمليات الأمنية المشتركة، بالإضافة إلى مجموعة من اللقاءات والمحاضرات العامة، وكذلك مجموعة من الزيارات الداخلية والخارجية التي قام بها المشاركون للعديد من المؤسسات والهيئات والجهات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية، وفي نهاية دراسة البرنامج قدم المشاركون رسائل الماجستير البحثية التي ناقشها وحكمها مجموعة من الأكاديميين والخبراء.
المقدم ركن حسن السليطي: توسيع البرنامج لمشاركات من دول صديقة
أكد المقدم الركن حسن أحمد السليطي، مدير إدارة العمليات في الإدارة العامة لأمن السواحل والحدود بوزارة الداخلية، أن البرنامج الأكاديمي المتخصص في القيادات الأمنية، يُعد من المبادرات الرائدة والنوعية على مستوى المنطقة، مشيرا إلى أن توجيهات سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وزير الداخلية قائد قوة الأمن الداخلي «لخويا»، بإنشاء هذا البرنامج، شكلت ركيزة أساسية لانطلاقه بهذا التميز والتفرد.
وأوضح السليطي أن البرنامج يتكون من ثلاثة فصول دراسية، وأن الفصل الأول يتناول مفاهيم القيادة الأمنية، والإدارة العامة، والإطار القانوني للعمل الأمني، بينما ركز الفصل الثاني على الجوانب التخصصية، متضمنا مواد تطبيقية متقدمة مثل إدارة الأزمات الدولية، والأمن الوطني والدولي، وإدارة العمليات الأمنية المشتركة، إلى جانب إدارة التمارين العملية.
أشار إلى أن الفصل الثالث عملي بامتياز، حيث تخلله تنفيذ 32 زيارة ميدانية داخلية وخارجية، من أبرزها زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للاطلاع على الإجراءات والممارسات المتقدمة في مجالات العمل الأمني، لافتا إلي أن ختام الفصل جاء مميزا عبر تمرين شامل يغطي جميع ما تم دراسته خلال البرنامج، وصولا إلى مناقشات رسائل الماجستير المعتمدة ضمن المخرجات العلمية للبرنامج.
وأضاف السليطي أن البرنامج يكتسب أهميته من كونه يستهدف قيادات العمل الأمني في الدولة، ويركز على الإطار النظري والمفاهيم القانونية المرتبطة بالعمل الأمني، مع التأكيد على أن البرنامج سيتم توسيعه خلال السنوات القادمة ليشمل مشاركات من دول صديقة، لا سيما وأنه مخصص للعاملين في القطاعين العسكري والأمني.
واختتم السليطي تصريحه بالإشارة إلى أن البرنامج يضم 15 مشاركا يمثلون وزارة الداخلية، والحرس الأميري، وجهاز أمن الدولة، وقوة الأمن الداخلي «لخويا»، مؤكدا أن هذا التنوع يعكس حرص الجهات الأمنية في الدولة على رفع كفاءة كوادرها القيادية من خلال برامج علمية ممنهجة ومتخصصة.
الرائد ركن عبدالله الكواري: 3 فصول دراسية تشمل «مهارات ومعارف» متنوعة
بارك الرائد ركن عبدالله سالم الكواري، مسؤول برنامج القيادة والأركان الأمنية، للخريجين من مختلف الأجهزة الأمنية المشاركة، التي شملت وزارة الداخلية، والحرس الأميري، وجهاز أمن الدولة، وقوة الأمن الداخلي (لخويا)، مشيدا بالالتزام العالي الذي أبداه المشاركون طيلة فترة انعقاد البرنامج.
وأوضح أن البرنامج استمر على مدار عام كامل، وتضمن ثلاثة فصول دراسية، جمعت بين المفاهيم العامة والتخصصية، واختُتم بـ تمرين عملي شامل يغطي مختلف المهارات والمعارف التي اكتسبها المشاركون، مؤكدا أن هذا التدرج المنهجي مكنهم من محاكاة الواقع الأمني ضمن بيئة استراتيجية تحاكي متطلبات القيادات العليا.
وأشار الكواري إلى أن عدد المشاركين بلغ 15 ضابطاً من 4 جهات. وحصلوا على شهادة الماجستير في القيادة الأمنية وشهادة برنامج قيادة الأركان الأمنية
وأكد أن البرنامج يهدف إلى توحيد المفاهيم الأمنية بين مختلف الأجهزة، وتعزيز العمل المشترك على المستوى الاستراتيجي، بما ينعكس على فاعلية الأداء ويعزز التكامل المؤسسي في مواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.
وحول الجانب التطبيقي، بين الكواري أن البرنامج شمل 20 زيارة ميدانية داخلية شملت مختلف الأجهزة الحكومية. كما تضمن زيارات خارجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمت زيارة 4 ولايات، شملت 18 مقرا حكوميا متخصصا في مجالات الأمن والذكاء الاصطناعي، ما أتاح للمشاركين الاطلاع على التجارب الدولية ومقارنتها بالواقع المحلي ضمن إطار تطوير الأداء المؤسسي.